" فوائد محاسبة النفس "
" فوائد محاسبة النفس "
لمحاسبة النفس فوائد متعددة نذكر منها ما يلي:
1- الاطلاع على عيوب النفس ونقائصها ومثالبها، ومن ثم إعطاؤها مكانتها الحقيقة إن جنحت إلى الكبر والتغطرس، ولا شك أن معرفة العبد لقدر نفسه يورثه تذللا لله، فلا يُدِل بعمله مهما عظم، ولا يحتقر ذنبه مهما صغر.
قال أبو الدرداء رضى الله عنه: (لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله، ثم يرجع إلى نفسه فيكون أشد لها مقتا) (كتاب الزهد للإمام أحمد).
وليعلم العبد علم اليقين أنه مهما قدم من طاعات وقربات فذاك لا يوزاي فضل الله عليه، فالحذر من أن يتسلل إلى العبد داء العجب القتال فإنه محبط للعمل، مسقط من عين الله.
* ذكر الإمام أحمد عن بعض أهل العلم أنه قال له رجل: " إني لأقوم في صلاتي فأبكي حتى يكاد ينبت البقل من دموعي " فقال له ذلك العالم: " إنك أن تضحك وأنت تعترف لله بخطيئتك خير من أن تبكي وأنت مدل بعملك، فإن صلاة الدال لا تصعد فوقه " فقال: " أوصني " قال: " عليك بالزهد في الدنيا، وألا تنازعها أهلها، وأن تكون كالنحلة: إن أكلت أكلت طيباً، وإن وضعت وضعت طيباً، وإن وقعت على عود لم تضره ولم تكسره، وأوصيك بالنصح لله – عز وجل – نصح الكلب لأهله، فإنهم يجيعونه ويطردونه ويأبى إلا أن يحوطهم وينصحهم " (إغاثة اللهفان لابن القيم).
2- أن يتعرف على حق الله – تعالى – عليه وعظيم فضله ومنه، وذلك عندما يقارن نعمة الله عليه وتفريطه في جنب الله، فيكون ذلك رادعا له عن فعل كل مشين وقبيح، وعند ذلك يعلم أن النجاة لا تحصل إلا بعفو الله ومغفرته ورحمته، ويتيقن أنه من حقه – سبحانه – أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر.
3- تزكية النفس وتطهيرها وإصلاحها إلزامها أمر الله – تعالى – وهذه هي الثمرة المرجوة من جراء محاسبة العبد لنفسه، فتزكية النفس عليها مدار فلاح العبد ونجاته من عذاب الله. قال تعالى: " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا " [الشمس: 9، 10].
وقال مالك بن دينار: (رحم الله عبداً قال لنفسه: ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟ ثم ذمها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله – عز وجل – فكان لها قائداً) (إغاثة اللهفان).
4- (أنها تربي عند الإنسان الضمير داخل النفس، وتنمي في الذات الشعور بالمسؤولية ووزن الأعمال والتصرفات بميزان دقيق هو ميزان الشرع) (التربية الذاتية).
*حكى الغزالي أن أبا بكر – رضي الله عنه – قال لعائشة – رضي الله عنها - عند الموت: (ما أحد من الناس أحب إلي من عمر) ثم قال لها: كيف قلت؟ فأعادت عليه ما قال، فقال: (ما أحد أعز علي من عمر) !!.
يقول الغزالي: (فانظر كيف نظر بعد الفراغ من الكلمة فتدبرها وأبدلها بكلمة غيرها) (إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي).
مختارات