" إمام المسجد "
" إمام المسجد "
لإمام المسجد دور كبير وفاعل في نشر الدعوة في حيه، ومن أبرز الطرق التي نعرفها: قراءة درس يومي في أحد الكتب المعتمدة، واستقطاب الدعاة والعلماء لإلقاء المحاضرات وكذلك تفقد أهل الحي والجيران، وإقامة حلق تحفيظ القرآن الكريم والعناية بها، وغير ذلك من الأعمال العظيمة، ومن أجمل وسيلتين دعويتين سمعت بهما:
الأولى: أحد الأئمة الموفقين مع نهاية العام الدراسي وزع إعلانا على جميع بيوت الحي أخبرهم فيها بأن هناك جوائز للناجحين في جميع المراحل، وعدد أسماء الجوائز وأنها قيمة؛ واشترط إحضار صورة الشهادة دون النظر إلى التقدير كما اشترط حضور ولي الأمر كشرط أساسي.
فكان أن بدأ الحفل بعد صلاة المغرب، وقد غص المسجد بالمصلين من أولياء الطلبة، بعضهم لأول مرة يدخل المسجد، وبعد الصلاة كانت هناك محاضرة جيدة لأمثال هؤلاء، ثم توالت فقرات الحفل وتلتها صلاة العشاء، ثم وزعت الجوائز، فكرة كانت موفقة وجيدة أتم الأمر بأن جعل من ضمن الهدية الأساسية للطفل، كتبا وأشرطة لإصلاح البيوت.
وفي نهاية الحفل حدد موعدا بعد شهر لإلقاء محاضرة ومسابقات مثل هذه؛ قال الإمام: اجتمع أناس لم أرهم من قبل واكتظ المسجد بالمصلين أكثر من يوم الجمعة.. وهكذا الصغار يأتون بآبائهم.
الثانية: إمام مسجد موفق اقترح على بعض الجيران وضع مظروف بلاستيكي كبير يوضع فيه مجلد في العلم الشرعي مضافا إلى ذلك كتاب وشريط ومجلة شهرية يوزع باشتراك شهري مخفض، ليصل إلى كل بيت في السنة 12 مجلدًا متنوع العلوم، منها في التفسير، والحديث والفقه، والسيرة، وغيرها وبهذا يتكون في كل بيت مكتبة إسلامية صغيرة، هذا عدا الأشرطة والكتيبات والمجلات الإسلامية، ووضع أيضا اشتراكا ممتازا لمن أراد أن يسهم في الخير؛ ويرسل هذا الإهداء إلى جيران لم يشتركوا في هذا البرنامج.
قلت لذلك الإمام: ليتني جاركم ليحصل لي هذا العدد من المجلدات والأشرطة والكتب، قال: أبشرك بدأت بمسجدي والآن لدي اشتراكات من أماكن أخرى، وفي مدينتي ستة مساجد بدأت بتطبيق هذا البرنامج.
ومن وسائل النهوض برسالة المسجد في الحي:
أ- إقامة حلقة ثابتة لتعليم أبناء الحي القرآن الكريم والأحاديث النبوية وبعض الآداب الإسلامية وأخذ الطلاب المتميزين منهم إلى العلماء وطلاب العلم في زيارة لهم.
ب- زيارة المتخلفين عن صلاة الجماعة والسؤال عن حالهم، وتذكيرهم بأهمية الصلاة في المساجد مع إهدائهم بعض الكتيبات والفتاوى والمجلات النافعة والأشرطة المفيدة.
ج- تنظيم دورية لأهل الحي كل نصف شهر وتكون بعيدة عن الإسراف والتبذير ويتخللها بعض الفوائد النافعة، ويعالج من خلالها أوضاع الحي المختلفة.
د- وضع مسابقة ثقافية كل أربعة أشهر لكافة سكان الحي بحيث تصل هذه المسابقة كل منزل وترصد لها الجوائز المناسبة.
هـ - استضافة بعض طلبة العلم لإلقاء كلمة إرشاد وتوجيه في مسجد الحي بين فترة وأخرى، ولتكن كل أسبوعين مثلا.
و- زيارة أصحاب التموينات والأسواق التجارية وتذكيرهم بحرمة بيع الدخان والمجلات الفاسدة، وإعطاؤهم الفتاوى الصادرة بهذا الشأن، ومقاطعتهم حتى ينتهوا عن بيع ما حرم الله، وكذا أصحاب محلات بيع الشيش وأشرطة الغناء، وصوالين الحلاقة وتذكيرهم بالحديث النبوي: " كل جسد نبت من السحت فالنار أولى به " والسحت هو الحرام.
وأعمال إمام المسجد لا حصر لها من متابعة الأيتام والأرامل والمحتاجين وغيرها كثير.
مختارات