" تعلم المسئولية في الحياة "
" تعلم المسئولية في الحياة "
الإحساس بالمسئولية في الحياة هو أهم ما يشعر الطالب بحاجته إلى الجد والاجتهاد، والطموح إلى النجاح، وهذا يرجع في العمق إلى مدى قدرة الطالب على تصور حقيقة دوره في الحياة! وإلى مدى بعد نظره !
والشعور بالمسئولية خلق نبيل يدفع الإنسان إلى تصور العواقب واتخاذ الأسباب بقدر المستطاع لنيل أجمل ما في تلك العواقب !
ومسئولية الطالب في الحياة نوعان:
مسئولية عامة: فهو مسئول عن نفسه في سائر تصرفاته مثله مثل سائر البشر وتتنوع مسئولياته مثله مثلُ سائر البشر وتنوع مسئولياته في هذا الباب بحسب وضعه، وهو كيفما كان وضعه الاجتماعي وغيره فهو مسئول أمام الله سبحانه عن تحقيق العبادة في كافة جوانب حياته.
فهو مسئول عن صلاته، وصومه وعقيدته! ومسئول عن سمعه وبصره وفؤاده !
ومسئول عن واجباته وفرائضه !، ومسئول عن خلقه وشبابه ووقته وماله وكسبه وإنفاقه !
وهذه المسئوليات وغيرها كلها تندرج تحت مسئولية العبادة لله، التي من أجلها خلق ولأجلها وجد كما قال تعالى: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ".
مسئولية خاصة: وهي مسئولية في الدراسة وما يتعلق بها من أسباب النجاح والتحصيل، وهذه السمؤولية كما يحبذها الشرع يوجبها العقل والعرف معًا، وهذه المسئولية تشمل القيام بكل ما يؤدي إلى نجاح الطالب وتحصيله للعلوم.
ولو تأمل كل طالب مدى التعب والنصب الذي لاقاه أبواه من أجل تمكينه من متابعة دراسته منذ نعومة أظفاره لاستشعر حقًا روح المسئولية في نفسه ولدفعه ذلك الشعور إلى تحقيق مراد أسرته، مع أن تحقيق ذلك يعود عليه بالنفع أكثر من غيره.
وكذلك لو تأمل كل طالب حاجته إلى العلم وقيمة المعرفة وإتقان العلوم، وما لذلك من نتائج إيجابية على النفس والمجتمع، لاستشعر حقًا مسئوليته الدراسية ولوطن نفسه لبذل كل جهد يوصله إلى النجاح.
ولو تأمل كل طالب في حقيقة الحياة وما تستوجبه من مكابدة ومجاهدة وجد لعلم أن الحياة على كل حال لا تُقدم على طبق من فضة ولا بد للمرء فيها من بذل الجهود ومدافعة العوائق والمشاكل وهذا لا يتأتى إلا لمن يستشعر المسئولية في الحياة.
فالإنسان مضطر ولا بد إلى بذل الجهد من أجل الحياة، فسواء كان طالبًا للعلم أم غير طالب فلا بد له من بذل ذلك الجهد، لا يعذره في ذلك حتى أقربُ الناس إليه، وهذا كله يدل على أن لا غنى للطالب عن الشعور بالمسئولية لأنه إن لم يستشعر من نفسه وذاته فسوف تفرض عليه بعد تكراره الفشل في حياته، ويتمنى وقتها لو تحملها في الوقت المناسب واستفاد من فرصته النادرة في وقت الفراغ.
أخي الطالب: إن الشعور بالمسئولية الدراسية هو أساس نجاحك في مشروعك التعليمي، فهذا الشعور يدل على أنك ذو هدف في الحياة، وأنك تعي جيدًا موقعك منها، و أنك تدرك واجباتك وأعمالك، ولست ممن يعيش سبهللا دونما استشعار لواجباتها.
مختارات