" الهـادي "
" الهـادي "
الدَّالُّ والمبين لسبيل النَّجاة؛ لئلَّا يَزيغ العبد ويضلّ؛ فيقع فيما يُرديه ويُهلكه، وهو الذي بهدايته اهتدى إليه أهل ولايته، وبهدايته اهتدى جميع الأحياء لما يصلحها واتقت ما يضرها؛ " رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى " [طه: 50] " الَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى " [الأعلى: 3].
الهدى هو: الرَّشاد والدلالة، وهو معرفة الحقِّ والعمل به.
والهادي هو: الدليل؛ يُقال هديت الطريق.
أثر الإيمان بالاسم:
- قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم موضِّحًا مصدرَ الهداية: " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ " [القصص: 56].
- ثم أوضح تعالى في موضع آخر تفرُّدَه بالهداية، وهو يحصرها باتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الله؛ " وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ " [النور: 54].
- وجاء إقرارُ أهل الجنة بذلك؛ " وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ " [الأعراف: 43].
- جعل الله تعالى كتبَه المنزَّلة هدايةً ونورًا تهدي للصراط المستقيم.
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل الله الهداية في دعائه وصلاته: «اللهمَّ إني أَسْألكَ الهدى والتقى»(الترمذي) وعلَّم ابن عمِّه عليًّا - رضي الله عنه: «قُل اللهُمَّ اهدني وَسَددني..». ثم شرح له معنى الدعاء؛ ليدعو الله على بيِّنة؛ «... وَاذْكُرْ بالهدى هِدايتك الطريق والسَّداد سداد السهم» ثم عَلَّمَ الحسن بن علي - رضي الله عنه - أن يقول في قنوت الوتر: «اللهم اهدني فيمنْ هَدَيْتَ».
- الهداية أكبر نعمة ينعم بها الهادي سبحانه على عبده، وكل نعمة دونها زائلة، لذلك كان أهل العلم الراسخون فيه أكثر الناس حرصًا على هذه النِّعمة، وهم يدعون بعدم زوالها: " رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا " [آل عمران: 8].
- أُمرت هذه الأمة أن تسأل اللهَ الهدايةَ في كلِّ ركعة من صلاتها: " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ " [الفاتحة: 6].
- الإنسان بقدر هدايته تكون سعادته وطيب عيشه وراحة باله في الدنيا وفوزه في الآخرة؛ " فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " [البقرة: 38] أي فلا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة ولا هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا.
- علاماتُ الهداية واضحة في نفس المؤمن: " فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ " [الأنعام: 125].
مختارات