" الحليم "
" الحليم "
ذو الصَّفح والأناة، لا يَسْتَفزُّه غضبٌ، ولا يستخفُّه جهلُ جاهل ولا عصيان عاص، حليم عمَّن عصاه؛ لا يَحْبس أنعامَه ولا أفضالَه عن عباده لأجل ذنوبهم رجاء توبتهم، وحلمه مع علمه وكمال قدرته وإحاطته؛ " وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا " [الأحزاب: 51].
أثرُ الإيمان بالاسم:
- حلمُ الله عظيمٌ يتجلَّى في صَبْره – سبحانه - على خَلْقه، والصبرُ داخلٌ تحت الحلم، والأناة تؤدي إلى الحلم، والحلم يؤدِّي إلى الحكمة.
- حلم الله مشهود في الأرض؛ حيث ترى الكفارَ وأهلَ العصيان معافون يتقلَّبون في نعم الله؛ فسبحان مَنْ يُمْهل ولا يُهْمل، وقد تغترُّ الناسُ بالإمهال فلا تستشعر قلوبُهم رحمةَ الله؛ حتى يأخذهم بعدله وقوته عندما يَحين أجلُهم الذي ضُرب لهم.
- وقد يزداد غرورُ البعض فيستكبرون على حلمه وإمهاله بطلبهم تعجيل العقوبة؛ " وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ " [ص: 16].
- قسم الله نصيبًا من اسمه لعباده؛ " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ " [التوبة: 114]، وحثَّ على أن يأخذ العبدُ ما استطاع من هذه الصِّفة؛ مما يكسر سورة غضبه ويرفع عنه رغبة الانتقام ممن أساء إليه.
- جعل الله صفة الحلم مما يحبُّه من الخصال في العبد وهو يرفعها لدرجة العزم؛ " وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ " [الشورى: 43].
مختارات