" دعا على ابنه فعمي "
" دعا على ابنه فعمي "
كان شاب يرعى غنمًا لأبيه، وفي يوم طلب من والده أن يسمح له بالذهاب للالتحاق بإحدى الوظائف فرفض الأب وحاول الابن مرارًا فلم يأذن له، فقرر الذهاب بالرغم من عدم رضا والده، فقال الأب: أما القوة فما لي عليك من قوة ولكن ليس لي إلا دعاء أرفعه إلى الله – تعالى – وقت السحر. فذهب الابن وترك الغنم مع رجل آخر، وأخذ من بعض قريباته ما يحتاجه المسافر، وعلم الأب بسفره – وكان صالحًا تقيًا – فرفع يديه إلى الحي القيوم وسأل الله – عز وجل – أن يريه في ولده ما يكره فعمي الابن في الطريق، واستقبله بعض أفراد قبيلته وقالوا: ماذا تريد قال: كنت أريد الوظيفة أما الآن فأنا أعمى لا يُقبل مثلي. فرجعوا به إلى أبيه ودخلوا عليه في جوف الليل، وكان والده ضعيف البصر فقال أفلان أنت؟ قال الابن: نعم قال: هل وجدت السهم؟ قال: نعم فأخبروا الأب أنه عمي فحزن حزنًا عظيمًا وتأثر تأثرًا كبيرًا وقام تلك الليلة يبكي ويئن ويرفع ويسجد يدعو الله – تعالى – ويلحس عين ولده بلسانه ويبكي والله سميع قريب مجيب فما قام لصلاة الفجر حتى عاد لولده البصر فلله الحمد كثيرًا (بتصرف من شريط (عقوق الوالدين) للشيخ على القرني).
مختارات