" الزوجة البارة "
" الزوجة البارة "
تزوجت من شاب يقيم مع والدته، ويبر بها ويتابع حالتها الصحية كل يوم، فقد كانت مقعدة تحتاج إلى عناية خاصة !
فوجئت الزوجة بالأم وحالها ! وكان لرفيقات السوء صولة وجولة: ماذا تريدين بهذه العجوز؟ أين أبناؤها وبناتها؟ سوف تحرمك من الخروج والدخول؟ وكان الشيطان يبتسم فرحًا مسرورًا بحديث أولئك النسوة !
لكن الزوجة العاقلة قالت: ساق الله الخير إلى سوقًا ! أخدم امرأة مسلمة ديانة وقربة إلى الله عز وجل، وأحتسب ذلك عند الله !
نعم لقد حرمتني من الخروج كما أريد.. لكن الله عز وجل أنزل علي السكينة، وأقر عيني بمحبة زوجي لي ! والله إني لأشعر بالتوفيق وألامسه كل يوم في حياتي !
تقر عيني بلقمة أناولها إياها صدقة كل يوم ! تقر عيني بتعليمها آيات من كتاب الله، تقر عيني بمساعدتها على الوضوء والقيام للصلاة ! لقد أعانتني على نفسي، ورحمني الله بوجودها، فأصبحت سعادتي أن أبقى في مملكتي الصغيرة لا أغادرها.. وإن خرجت فعلى عجل ووجل! لا تهنأ نفسي ولا ترتاح، إلا إذا دخلت بيتي فإذا بي أسمع الدعاء والذكر والتكبير والتهليل ! لقد وجدت حلاوة وسعادة لا يعدلها الخروج لحضور زواج أو مناسبة ! انشراح في الصدر وبهجة في النفس ! وأدعو الله أن يجعل ذلك العمل خالصًا لوجهه الكريم !
وقفة: قيل لأبي عثمان النيسابوري: ما أرجى عمل عندك؟ قال: كنت في صبوتي يجتهد أهلي أن أتزوج فآبى، فجاءتني امرأة فقالت: يا أبا عثمان ! أسألك بالله أن تتزوجني، فأحضرت أباها-وكان فقيرًا- فزوجني منها، وفرح بذلك، فلما دخلت إلي رأيتها عوراء عرجاء مشوهة !! قال: وكانت لمحبتها لي تمنعني من الخروج، فأقعد حفظًا لقلبها ولا أظهر لها من البغض شيئًا وإني على جمر الغضي من بغضها، قال فبقيت هكذا خمس عشرة سنة حتى ماتت، فما من عملي شيء هو أرجى عندي من حفظي لقلبها (صيد الخاطر).
مختارات