" نهاية الرافضي الخبيث محمود بن إبراهيم الشيرازي "
" نهاية الرافضي الخبيث محمود بن إبراهيم الشيرازي "
وفي يوم الخميس سابع عشرة سنة 766 أولَ النَّهار وُجد رجلٌ بالجامع الأمويِّ اسمُه محمود بن إبراهيم الشِّيرازيّ وهو يَسُبُّ الشَّيخين ويصرِّح بلَعنهما، فرفع إلى القاضي المالكي قاضي القضاة جمال الدِّين المسلَّاتيِّ فاستتابه عن ذلك وأحضر الضراب فأول ضربة قال: لا إله إلا الله عليّ وليّ الله، ولما ضرب الثانية لعن أبا بكر وعمر، فالتهمه العامة فأوسعوه ضربا مبرحا بحيث كاد يهلك، فجعل القاضي يستكفهم عنه فلم يستطع ذلك، فجعل الرافضي يسبُّ ويلعن الصَّحابة، وقال: كانوا على الضلال؛ فعند ذلك حمل إلى نائب السلطنة وشهد عليه قوله بأنَّهم كانوا على الضَّلالة، فعند ذلك حكم عليه القاضي بإراقة دمه، فأخذ إلى ظاهر البلد فضربت عنقه وأحرقته العامة قبَّحه الله.
وكان ممَّن يقرأ بمدرسة أبي عمر، ثم ظهر عليه الرفض فسجنه الحنبلي أربعين يوما، فلم ينفع ذلك، وما زال يصرح في كل موطن يأمر فيه بالسَّبِّ حتى كان يومه هذا أظهر مذهبه في الجامع، وكان سببَ قَتْله- قبَّحه الله كما قَبَّحَ مَن كان قبلَه- وانتهى بقتله في سنة خمس وخمسين.
مختارات