رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال
رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال
إن فتنة النساء من أخطر الفتن،وإن كثيراً من الناس ربما يصمد أمام المدفعية وربما يصمد أمام الرشاش، ولكنه لا يصمد أمام امرأة ً؛ لأن فتنة النساء عظيمة.
ففي الصحيحين عن أسامة بن زيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(ما تركت بعدي فتنة أضرعلى الرجال من النساء)
وجعل الله جزاء العفة والصبر عليها الجنة كما في صحيح البخاري عن سهل بن سعدقال: قال صلى الله عليه وسلم:
(من يضمن لي ما بين رجليه وما بين لحييه ضمنت له الجنة)
أي: من حفظ فرجه وحفظ لسانه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كفيل له بالجنة بإذن الله جل وعلا.
(رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال) إلى نفسها، دعته إلى الفاحشة، فقال: إني أخاف الله.
وذات المنصب والجمال كثيرا ما يسعى الرجال في استرضائها.
وعظم الفتنة هنا في أن المرأة كانت على أكمل الأوصاف، وبذلك تعظم فتنتها. بالإضافة إلى ما غرز في الرجال من الميل للنساء، فضلاً عن أنه قد يكون شابًا فميله يكون أشد.
والرجل غالبا هو الذي يرغب في المرأة،فإذا تعرضت المرأة وهي تتمتع بالجمال الذي يرغب فيه الرجال والمنصب - فلا يقدر على محاسبتها أو معاقبتها أحد من الناس في الغالب- فالداعي هنا أقوى والفتنة أشد.
والرجل هنا لا يناله السوء إذا وقع بها،بل ربما يصيبه العكس إذا امتنع عنها !!!
والرجل إذا توافرت له الأسباب المأمونة التي يفعل معها الفاحشة، لن يمنعه إلا الخوف من الله وحده، وأما المرأة فيشوب خوفها ربما أنواع أخرى من الخوف: " كالحمل - وفض البكارة - والعار – و الفضيحة... و نحو ذلك...
والشهوة إذا استحكمت من الإنسان تحوله إلى بهيمة لا عقل له، ولا عاصم للإنسان وقتها إلا خوف من الله غالب يستعلى على شهوة النفس،فيكون السلطان للإيمان والروح والعقل، وليس للعاطفة والغرائز والجسد.
وتدخل المرأة في هذا الباب:
لو أن رجلاً ذا منصب وجمال دعاها إلى نفسه فأغراها بالمال، وامتنعت من ذلك، وقالت: إني أخاف الله، فهي تدخل في ظل عرش الله، فهي من السبعة الذين يكونون في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله والقرآن ذكر المؤمنين والمؤمنات في مقام العفة (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ) (الأحزاب:35).
كما في قصة سارة زوجة الخليل إبراهيم مع ملك مصر التي رواها البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يكذب إبراهيم النبي عليه السلام قط إلا ثلاث كذبات: ثنتين منها في ذات الله، قوله: إِنِّي سَقِيمٌ [الصافات:89]، وقوله: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا [الأنبياء:63]، وواحدةً في شأن سارة، فإنه قد قَدِم أرض جبارٍ ومعه سارة، وكانت أحسن النساء، فقال لها -إبراهيم يقول لزوجته سارة-:
إن هذا الجبارإن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك، فإن سألك فأخبريه أنك أختي، فإنك أختي في الإسلام، فإني لا أعلم في الأرض مسلماً غيري وغيرك.
فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار، أتاه فقال له: لقد قدم أرضَك امرأةٌ لا ينبغي لها أن تكون إلا لك، فأرسل إليها، فأُتي بها، فقام إبراهيم عليه السلام إلى الصلاة.
فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها، فقبِضت يده قبضةً شديدة، فقال: ادْعِي الله أن يُطْلِق يدي ولا أضرك،
ففعلت، فعاد،
فقبِضت أشد من القبضة الأولى، فقال لها مثل ذلك،
ففعلت، فعاد،
فقُبِضت أشد من القبضتين الأولَيَين،
فقال: ادعِي الله أن يطلق يدي، فلكِ الله ألا أضرك،
ففعلت وأُطْلِقت يده،
ودعا الذي جاء بها، فقال له: إنك إنما أتيتني بشيطان، ولم تأتني بإنسان، فأخْرِجْها من أرضي وأعطها هاجر، قال: فأقبلت تمشي، فلما رآها إبراهيم عليه السلام انصرف، فقال: مَهْيَمْ؟(ما الخبر) قالت: خيراً، كف الله يد الفاجر، وأخدم هاجر).
أو ربما يتعفف الاثنان معا كما في قصة أحد الثلاثة أصحاب الغار:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بَيْنَمَا ثَلاَثَةُ نَفَرٍ يَتَمَشَّوْنَ أَخَذَهُمُ الْمَطَرُ فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ انْظُرُوا أَعْمَالاً عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ فَادْعُوا اللَّهَ تَعَالَى بِهَا لَعَلَّ اللَّهَ يَفْرُجُهَا عَنْكُمْ...
وفيه: وَقَالَ الآخَرُ اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِىَ ابْنَةُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ وَطَلَبْتُ إِلَيْهَا نَفْسَهَا فَأَبَتْ حَتَّى آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ فَتَعِبْتُ حَتَّى جَمَعْتُ مِائَةَ دِينَارٍ فَجِئْتُهَا بِهَا فَلَمَّا وَقَعْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تَفْتَحِ الْخَاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ.
فَقُمْتُ عَنْهَا فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّى فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةً. فَفَرَجَ لَهُمْ) (متفق عليه).
فهنا اجتمع الإغراء بكل عوامله والتمكين منها واستسلامها النهائي وجلس منها مجلس الرجل من زوجته،إذا بها تستحي من الله فتذكره وتوقظ وازع الإيمان في قلبه،فإنها رغم فقرها وحاجتها لم يغب عنها خوف الله ولم تصم أذنها عن نداء العفة والكرامة.
وهو أيضا لم يغلق قلبه عن نصيحتها وتذكيرها بالله فما إن ذكرته بالله حتى انتبه من غفوته، وانتزع نفسه من مكانه انتزاع الروح من الجسد فما هو إلا التسامي عن دناءة الشهوة إلى سمو الروح بخوفها وحيائها من الله،ويكفي أنها لم تستعن بقواها لرده إنما كلمات خرجت من قلب استحى من إطلاع الله عليه فقالت
كلمات صادقة (يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تَفْتَحِ الْخَاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ.) فقام عنها
وقفة مع قصة يوسف وامرأة العزيز
قص علينا القرآن قصة يوسف وامرأة العزيز ليتخذ شبابنا منها قدوة ودرسًا عمليًا في كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف، ويتعرف على الأسباب المعينة على الخلاص منها.إن الواقع الذي عاشه يوسف عليه السلام هو في الحقيقة أشد من أي واقع يقابله شاب منا، فلقد تهيأت له كل أسباب الفاحشة ودواعيها:
شباب وقوة وشهوة ؛ فقد كان في عنفوان شبابه، وهو يحتاج لتصريف شهوته وهو أعزب، وقد بذلت له ولم يسع إليها..
والمرأة جميلة؛ فهي زوجة العزيز ومثله لا يتزوج إلا بأجمل النساء.
ولا خوف من العقوبة؛ فالمرأة هي الطالبة والراغبة، وقد طلبت وأرادت بل وراودت، وأغلقت الأبواب عليهما ليكونا في مأمن، ولترفع عنه حرج الخوف من الفضيحة.
ثم هو غريب في بلد لا يعرفه أحد؛ فلا خوف من أن يفتضح، وهو خادم وهي سيدته، فهو تحت سلطانها وقهرها، فيخاف إن لم يجبها أن يطوله أذاها.فدخلت وغلقت الأبواب كل الأبواب، وقالت هيت لك، ومثل هذه لابد أنها تزينت بكل زينة وجمعت كل فتنة، فقال بلسان المؤمن الصادق (معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون)
تكرر الإغراءوتكرر الموقف، وفي هذه المرة هددته وتوعدته وخوفته بالسجن، بل والإعلان بذلك أمام النسوة بلا حياء أو خوف، مع أمنها مكر زوجها؛ فهو كأكثر رجال هذه الطبقة لا يمثل الطهر والشرف كبير قيمة لديهم وهذا ظاهر من موقفه: {يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين} يوسف:29.لقد أعلنتها صريحة: {ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجننَّ وليكونًا من الصاغرين}[يوسف:32].
فما وجد الصدّيق بعد كل هذا إلا أن يعتصم بالله، وأن يقدم رضًا الله على هوى النفس، بل ويرضى بالسجن،ترك اللذة والشهوة، وآثر عليها السجن بما فيه، وهو لا يدري متى سيخرج منه، ولعله لا يخرج أبدًا، لكنه كان أحب إليه من رغبة الشباب ولذة الحرام، فأطلقها صريحة: {رب السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهنَّ أصب إليهنَّ وأكن من الجاهلين}[يوسف:33].إننا يا شباب نحتاج إلى استحضار هذا الموقف وأشباهه لنتخذه أنموذجًا يحتذى، ومثلاً يقتدى، ونتشبث بما تشبث به يوسف لننجو من أغلال الشهوة وذل المعصية.
قصة شبيه يوسف
محمد المسكي:
كان هناك شاب يدعى محمد يبيع الحليب ويطوف في الحارات لبيع الحليب
وفي أحد الأيام طرق باب أحد البيوت...
وفتح الباب وطلبت صاحبة المنزل وعاءين من الحليب
فوضعهما عند حافة الباب وهم بالانصراف
ولكن نادت عليه صاحبة المنزل أن يقربهما أكثر إلى داخل المنزل حتى لا تظهر لمن هم في الشارع
وعندما تقدم أكثر وأراد أن يضع الحليب جذبته صاحبة المنزل من يده إلى داخل المنزل وأغلقت الباب عليه...
مزقت ملابسها سريعا وأبلغته بأنها مفتونة به وأنه إذا لم يلبي لها رغبتها سوف تصيح عليه وتجمع عليه الناس وتتهمه بمحاولة اغتصابها.
كان الموقف حرجا... فما كان من هذا الشاب إلا أن طلب منها أن تقوده إلى الحمام أولا قبل الاستجابة لرغبتها
وما إن أصبح داخل الحمام حتى مرّغ نفسه بالنجاسة...
وما هي إلا لحظات وأصبحت رائحته كريهة فخرج إليها...
فما كان منها إلا أن أدرات وجهها عنه وقالت أنت مجنون اخرج أخرج من البيت
فأبدله الله بما فعل جزاء حسنا
أصبح رائحته تشم من بعد وهي تفوح برائحة كالمسك... وعندما يعرق تزداد رائحته طيبة
ومن يومها أصبح يدعى هذا الرجل محمد المسكي
قوارب النجاة
لقد تمسك الصادق العفيف " يوسف " بأمور كانت سببًا بعد توفيق الله وحفظه في عصمته وصيانته، ولو تمسك بها كل واحد منا لبلغ بأمر الله بر الأمان كما بلغه يوسف:
أولها: خوف الله ومراقبته:
لقد كان في خلوة لا يراه من البشر أحد، والضغوط كلها عليه، ومداخل الشيطان كثيرة، فما بحث عن تبريرات، ولا استسلم لوخز الشهوات واستحضر في ذلك الموقف العظيم خوفه من الله تعالى ومراقبته له، وتعظيمه لحق الله تعالى فقال لما راودته بملء فيه:
{معاذ الله}،
{إنه لا يفلح الظالمون}.
وما أجمل هذا الخوف وما أجل عاقبته التي أخبر بها نبينا صلى الله عليه وسلم في حديثنا أنه من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
ثانيها: توفيق الله وحفظه لعبده:
فلما رأى الله تعالى منه صدقه وصبره صرف عنه السوء وصرفه هو عن السوء صيانة له وتكريما وجزاء على عفته: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين}يوسف:24.
فلما رأى منها ما رأى، وخاف على نفسه فر منها وهرب إلى الباب يريد الخروج، وهي تمسك بثوبه وهو يشد نفسه وينازعها حتى قدت قميصه من شدة جذبها له وشدة هربه منها.
وهذا الفرار هو أعظم أسباب النجاة، فالفرار من الخلوة بالأجنبيات، وصيانة النظر عن رؤية المحرمات والعورات، والبعد عن مواقع الشهوة والعري في النت والفضائيات، كلها من أسباب الفرار بالدين من الفتن.. وخلاصتها غض الأبصار عن الوقوع في حمى الأخطار.
كل الحوادث مبدأهـــا من النظــر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة بلغت من قلب صاحبها كمبلغ السهم بين القــــــوس والوتر
يســــر مقلته ما ضــــــر مهجته لا مرحـــــبا بسرور جاء بالضرر
ومن صدق الفرار أن يفر الواحد منا من قرناء السوء الذين يذكرونه بالمعاصي، ويحدثونه عنها وعن سبلها ووسائلها وكيفية الوصول إليها، بل ويمدونه بها وييسرونها عليه،، فهؤلاء معرفتهم في الدنيا عار وفي الآخرة خزي وبوار.
ومن أراد السلامة فليلزم أهل التقى ومواطن الخير وأصحاب العبادة كما قال العالم لقاتل المائة نفس: " ودع أرضك هذه فإنها أرض سوء واذهب إلى أرض كذا فإن فيها قوما يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ".
ثالثها: الدعاء والالتجاء إلى الله:
فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها كيف يشاء، فهو سبحانه القادر أن يثبت قلبك ويصرف همم أهل السوء عنك، والتوفيق كله بيده، والخذلان أن يكلك إلى نفسك.
وقد علم يوسف ذلك؛ فالتجأ إلى الحصن الحصين والركن الركين: {وإلا تصرف عني كيدهم أصب إليهنَّ وأكن من الجاهلين * فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهنَّ إنه هو السميع العليم} يوسف:33، 34
فإذا أردت العصمة فاعتصم بربك: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}آل عمران:101
رابعها: تهويل خطر المعصية:
فقد رأى يوسف الكريم أن الفاحشة أمر عظيم وخطب جليل، وتجرؤ على حدود الله خطير، وتفكر في عقوبة الآخرة، فهانت عليه عقوبة الدنيا، فاختار السجن ومرارته على أن يلغ في عرض لا يحل له، أو أن يقضي وطرًا في غير محله:
{قال رب السجن أحبُّ إلي مما يدعونني إليه}[يوسف:33].
خامسها: الاعتصام بالإيمان:
فالإيمان يصون أهله ويحمي أصحابه، ومن حفظ الله تعالى حفظه الله في دينه ودنياه وأهله وأخراه، وما عصم يوسف عليه السلام إلا الإيمان بربه وصدقه معه وإخلاصه له،
وقد سجل الله له ذلك فقال: {إنه من عبادناالمخلصين}[يوسف:24].
المخلصين بكسر اللام جمع مخلِص وهو الذي أخلص عبادته لله تعالى فلم يشرك به شيئا، فهو بهذا اسم فاعل،
وأما المخلََصين بفتح اللام فهو جمع مخلص أي من أخلصه الله تعالى واختاره فهو اسم مفعول،
وقد قرئ هنا بكسر اللام وبفتحها.
قال ابن جرير الطبري:.. بفتح اللام من المخلصين بتأويل أن يوسف من عبادنا الذين أخلصناهم لأنفسنا واخترناهم لنبوتنا ورسالتنا...... بكسر اللام بمعنى أن يوسف من عبادنا الذين أخلصوا توحيدنا وعبادتنا فلم يشركوا بنا شيئا غيرنا..
اهـ. مختصرا.
الزواج أو الصوم:
لقد عالج رسول الله صلى الله عليه وسلم مشكلة الشهوة عمليًا بدعوة القادرين على سرعة إعفاف النفس، وكذلك الآباء على سرعة تزويج أبنائهم لرفع الحرج عنهم ودفع القلق وجلب الاستقرار النفسي والاجتماعي، فإن دعت الظروف وامتنعت القدرة فاللجوء إلى الصوم، فإنه يقطع الشهوة ويحطم جموح النفس: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ".
تذكر عاقبة العفة:
وهو معين للشاب على هجر الفاحشة ومقاومة الشهوة الجامحة أن يتذكر عاقبة العفة الدنيوية والأخروية.
فأهل العفة هم أهل ثناء الله وفلاح الآخرة: {والذين هم لفروجهم حافظون.... أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}[المؤمنون:5]. وأهل العفة هم أهل المغفرة والأجر العظيم: {والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا}[الأحزاب:35].
وأهل العفة هم أهل الجنة: " من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة ".
ثم تذكر الإحساس بلذة الانتصار على النفس والشيطان، والتخلص من رقة المعصية ومذلة الذنب وكسرة النفس والقلب، وخوف عقوبة الآخرة.
وللأسرة دور أيضًا:
إننا ونحن ندعو شبابنا للعفة ومقاومة الشهوة لا ينبغي أن نغفل دورنا كآباء وولاة أمور، بل الواجب على الوالدين تيسير أسباب العفة للأبناء، ودفع غوائل الشهوة عنهم.
فغرس الإيمان في القلوب بحسن التربية والتنشئة، وسد ذرائع الشهوة، والعلاقة الأخوية ورابطة الصداقة مع أبنائنا التي تحمي من قرناء السوء، وحسن الاستماع والإنصات لمشكلات الأبناء، مع البحث عن العلاج السليم دون التأنيب والاندفاع، مع فتح باب المصارحة لإيجاد أيسر الحلول من أقرب الطرق.. كلها معينات للأبناء، ولا تنسوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ".نسأل الله أن يصرف عن شباب المسلمين كل مكروه وسوء.
والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.
الأفلام والمواقع الإباحية خطر يهدد الإيمان ويدمر الأسر
من أكبر معاول هدم إيمان الشباب الدخول إلى المواقع الإباحية الخليعة، أو مشاهدات القنوات الجنسية المقيتة، أو غيرها من تلكم المواقع الشاذة.
والشباب الذين كانوا على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مروا بمثل هذه المرحلة ـ مرحلة فوران الشهوة، وفقدان ما يصرفهاـ وقد أرشدهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى علاج هذه الشهوة الشديدة، وبيًّن لهم أن خير سبيل لدفع هذه الفتنة هو الزواج بامرأة مسلمة تحصنك وتمنعك من الحرام.
فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ". رواه البخاري ومسلم.
ومن المعلوم أن المسلم مطالب بغض بصره، وألا يطلع نظره على النساء الأجنبيات(اللاتي يحل له الزواج منهن)، وذلك لأن نعمة البصر من النعم التي يمتن الله بها على عباده ليؤدوا شكرها وهي كثيرة لا تحصى، وشكر النعمة لا يكون باللسان فقط بل باستخدام هذه النعمة فيما أحلَّ الله، وحفظها عما حرم الله.
وإطلاق البصر إلى المحرمات له أضرار عديدة يكفي أنها تجعل صاحبها من المقصرين، ويكفي في زجر النفس عنها أن يُعلم أن الله سبحانه مطلع على هذه الخيانة من العين يقول تعالى: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور}.
ومن يطلق نظره ويشبعه من النظر إلى الحرام لا شك أنه واقع في الإثم، وعليه أن يقطع عنه الأسباب التي أدت إلى عدم غض البصر.
قد يقول البعض أنا أحاول جهدي أن أغض بصري، ولكني أضعف وتفتر مقاومتي وأدخل على هذه المواقع
أقول لك: عليك بجملة أمور اجتهد في تحقيقها فإنها – بفضل الله- ستعصم نفسك من الدخول على هذا المستنقع القذر ومنها:-
* إذا راودتك نفسك الدخول إلى المواقع الإباحية
فاجعلها تنظر أولا لصور الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ اللذين حصدتهم الحروب، فمشاهدة مثل هذه الصور تجعلك تتذكر الواجب الذي عليك تجاه إخوانك، فكل شهيد وأسير له حق في رقبتك، وعليك أن تؤديه، من أبسط حقوقهم عليك أن تحاول نصرهم بكل ما أوتيت من قوة، ولو بالدعاء، ومن السفه أن أمة أطفالها تذبح، ونساؤها يقتلن وشيوخها يدفنوا أحياء وشبابها قابع أمام قنوات الفجور والفسق والعري.
* إذا راودتك نفسك الدخول إلى المواقع الإباحية
فتذكر أنك تعصي الله عز وجل، ولا تنظر إلى صغر الذنب، ولكن انظر من عصيت، فقد عصيت جبار السموات والأرض، عصيت الذي خلقك فسواك فعدلك، عصيت من خلقك لطاعته وعبادته فإذا أنت قائم على معصيته!!، عصيت الله الذي حباك النعم، وأنت تستخدم هذه النعم في محاربته بالمعصية.
* إذا أردت أن تدخل على هذه المواقع الإباحية
تذكر أن الله يسترك دائما، ولو شاء لفضحك، ومن شاء الله أن يفضحه لفضحه في جوف داره.
* إذا أردت أن تدخل على هذه المواقع الإباحية
تذكر أنك ستقف أمام الله عز وجل وأنه سيسألك عن كل أعمالك، فبماذا ستجيب رب العالمين إذا قررك بهذا الذنب وبتلكم المعصية؟!. قال تعالى:[وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤولُونَ] الصافات: 24.}
وقال أيضا: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ {الحجر: 92-93.}
وقال صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه ما فعل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟ رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن.
* إذا أردت أن تدخل على هذه المواقع الإباحية
فاعلم أنك صرت أداة في يد أعداء الأمة، وقد انتصروا عليك شخصيا في مجال الأخلاق، وسلبوك تلك الأخلاق النبيلة التي كان العرب يتحلون بها في الجاهلية قبل الإسلام، يقول شاعر الجاهلية عنترة:
وَأَغَضُّ طَرفي ما بَدَت لي جارَتي*** حَتّى يُواري جارَتي مَأواها
إِنّي اِمرُؤٌ سَمحُ الخَليقَةِ ماجِدٌ*** لا أُتبِعُ النَفسَ اللَجوجَ هَواها
فهذا الرجل الجاهلي قد عاش على الفطرة ولم يتخلق بأخلاق الإسلام لأنه لم يعاصره، فهاهو يفتخر بنفسه أنه يعصي نفسه اللجوج، ولا يتبع هواها بل هي تتبعه، وليس هو يتبعها، ومن الشواهد على هذا أنه يغض طرفه (بصره) إذا ما ظهرت جارته حتى تختفي عنه، ولا يقف يحملق فيها، ويتفحصها، لأن هذا من الخزي والعار بمكان، وفطرة الرجل الأبي الحر النبيل تأبى هذا الفعل الخسيس، وعلى هذا فمن يدخل لهذه المواقع الإباحية لا هو متخلق بأخلاق الإسلام ولا حتى أخلاق الجاهلية.
* ومما يساعد على التخلص من هذه الآفة اللعينة
بعد هذا كله الإخلاص فبغيره لا يتحقق النصر على العدو الأزلي المتربص بنا وهو " الشيطان ". قال الله تعالى عن الشيطان: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ [صّ:82-83]..
وانظر إلى يوسف عليه الصلاة والسلام، كيف صرف الله عنه الفاحشة بإخلاصه: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف:24].
ومن الإجراءات العملية التي بإمكانك أن تتبعها
إذا كنت تشاهد ذلك من خلال الإنترنت فقم ببيع كارت المودم فورا، أو تخلص منه حتى يشفيك الله عز وجل، ولا تتعلل بأهميته وفوائده.
إذا كنت تشاهد ذلك من خلال الدش فقم بالتخلص منه، أو بتشفير القنوات الجنسية.
وبعد هذا كله يمكنك أن تعاهد الله عز وجل على عدم الدخول لهذه المواقع الإباحية أبدا، وبعدما تعاهده سبحانه عليك الوفاء بما عاهدت الله عليه، فالوفاء بالعهد من شيم المؤمنين، وخلف الوعد سمة من سمات المنافقين.
الإيدز في انتظاركم قصة حقيقية
كتبت احدى الصحف عن قصة فتاة كانت تتردد على المطار بشكل دائم مع وصول الطائرات القادمة من الخليج بالتحديد.
وعند عودتها من المطار تكون بصحبة احد الرجال من الخليج والسبب معروف طبعاً.
ولاحظ أحد السائقين بالمطار ذلك وكان يقوم بتوصيلها إما ذهاباً أو إيابا وقد وقعت في نفسه لجمالها وشدة تعريهاوفي إحدى الأيام ركبت معه وأمرته بالتوجه إلى المطار وكان الوقت ليلاً فانتهز الفرصة واختلى بها في طريق نائية وأمرها بتلبية رغبته فرفضت بشدة ونصحته بالابتعاد عنها مخاطبة إياه بأخي
فأجابها الآن أصبحتي شريفة علي لأني ابن بلادك أما مع الخليجيين فلا مانع وقام باغتصابها.
وبعد فتره زمنية مرض السائق واتضح انه مصاب بالإيدز!!!
وأخذ يتساءل كيف ولم تسبق له أي تجربة جنسية سوى قصته مع تلك فأسرع بالإبلاغ عنها وتم القبض عليها في المطار.
واعترفت الفتاة بأنها أصيبت بالإيدز من قبل أحد الخليجيين فقررت الانتقام منهم فكانت تذهب للمطار لاصطيادهم ونقل العدوى إليهم وعند سؤالها عن عدد الأشخاص الذين مارست معهم الجنس منذ إصابتها بالمرض أجابت أنهم بالمئات وكلهم من الخليجيين فقد استمرت الإيقاع بضحاياها لعدة سنين.
اللهم ارزق شبابنا عفة يوسف وارزق فتياتنا طهارة مريم
وامنحنا العفة والطهارة والنقاء والحياء ويسر الزواج لجميع شبابنا وفتياتنا
اللهم آمين
مختارات