الأصل الثالث : ما لا يكون بالله لا يكون وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم
الأصل الثالث: ما لا يكون بالله لا يكون وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم
تدبر هذه القاعدة، فالزم " اياك نعبد واياك نستعين ".. وهاك بيانها:
ما لايكون بالله لا يكون:
العبد ضعيف.. خلق فى الاصل محتاجا فقيرا، قال الله: " يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغنى الحميد " (فاطر: 15)، وقال - تعالى -: " وخلق الانسان ضعيفا " (النساء: 28) بأصل خلقتك ضعف، انظر قول الله عز وجل " ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا " (النساء: 83)، وقال - تعالى -: " ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكى من يشاء " (النور: 21).
وقال – سبحانه – " من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا * ومن أراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا * كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا * انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا " (الاسراء: 18 – 21).
" كلا نمد ".. من الممد؟ الله، ومن المستعان؟ الله.. الله هو الممد المعطى المستعان..
الله هو الموفق المسدد.. الله هو الذى يصطفى ويختار.. فالسير فى الطريق الى الله مبنى على الاصطفاء والاختيار، فاذا اختارك واصطفاك هيأك.
قال الله – تعالى – فى حق يونس عليه السلام " فاجتباه ربه فجعله من الصالحين " (القلم: 50)
اجتباه فجعله.. فأنت ضعيف لا طاقة لك.. أنت ضعيف لا قوة لك ولا قدرة لك ولا حول لك الا ان تكون بالله، فما لا يكون بالله لن يكون، فالذى أتى بك الى المسجد، الله، والذى أنطق فأسمع، الله.. الله هو الذى اجتباك وجعلك من الملتزمين.
أخى فى الله، حبيبى فى الله على طريق الحق للوصول الى الله، الزم: اياك نعبد واياك نستعين "
تبرأ من حولك وقوتك والجأ الى حوله وقوته واستعن به، استعن به وتوجه اليه واطلب منه..
استعن به وحده يكن لك.. كما قال العلماء: كن لله كما يريد، يكن لك فوق ما تريد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، اذا سألت فاسأل الله، واذا استعنت فاستعن بالله، واعلم ان الامة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك الا بشىء قد كتبه الله لك، وان اجتمعوا على أن يضروك بشىء لم يضروك الا بشىء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف ". [صححه الألبانى]
" احفظ الله يحفظك " والاعجب منها: " احفظ الله تجده تجاهك " احفظ الله تجده معك، فى اتجاهك فى الاتجاه الذى تريده تجده – سبحانه – تجاهك.
ان كثيرا منا حين يسير فى الطريق الى الله فيصيبه الفتور أو يفتن فيتراجع، يظل طيلة الوقت يسأل عن السبيل الى الرجوع ويعلّم أسباب الرجوع ويأخذ بالأسباب وينسى الله، فلا تؤتى الاسباب ثمرتها تقول له: افعل كذا، يقول: فعلت ولم أجد فائدة، افعل كذا.. فعلت ولا فائدة.. افعل، فعلت وفعلت.. وفعلت.. نعم: فعل ولم يستعن بالله فلم توجد ثمرة، ولا يوجد ولن توجد الا بالله.
وتأمل معى هذا الحديث العظيم ليثبت يقينك فى هذه القاعدة: ما لا يكون بالله لا يكون، وأضف اليها القاعدة الاولى والاصل الاول: عليك البداية وعليه التمام:
يقول الله – تعالى – فى الحديث القدسى: " يا عبادى كلكم ضال الا من هديته فاستهدونى أهدكم يا عبادى كلكم جائع الا من أطعمته، فاستطعمونى أطعمكم، يا عبادى كلكم عار الا من كسوته، فاستكسونى أكسكم، يا عبادى انكم تخطئون بالليل والنهار، وانا اغفر الذنوب جميعا، فاسغفرونى أغفر لكم.. ". [مسلم]
هـكـذا : " كلكم " الا من سأل الله فأعطاه.. فلن تؤتى شيئا الا وعند الله خزائنه " وما ننزله الا بقدر معلوم " (الحجر: 21) فاستعن بالله تعن واستهده تهد.. وهكذا: ما لا يكون بالله لا يكون.
فكن لله يكن لك. والا فالضياع والتيه ثم الهلكة عياذا بالله – تعالى –.. " ومن يعتصم بالله فقد هدى الى صراط مستقيم " (آل عمران: 101).
وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم:
اخوتى فى الله، ما كان لغير الله اضمحل.. يضمحل.. يتلاشى كالرسوم على رمال الشاطىء تمحوها أمواج البحر.. نعم: ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل.
شجرة الصفصاف تقطع فى ثلاثة أشهر ما تقطعه شجرة الصنوبر فى ثلاثين سنة، ثم تقول لها:
ما قطعتيه فى ثلاثين سنة قطعته فى ثلاثة أشهر ويقال لى شجرة ويقال لك شجرة، فتقول لها الصنوبرة: اصبرى حتى تهب رياح الخريف فان ثبتّ لها تم فخرك.
وعندما ثبتت دودة القز تنسج، قامت العنكبوت تنسج وقالت لها: لك نسج ولى نسج، فقالت دودة القز: أما نسجك فمصايد الذباب، وأما نسجى فأردية الملوك، وحال اللمس يبين الفرق.
نــعــم: هكذا – اخىّ – اذا هبت رياح الابتلاء فثبت لها تم فخرك، فليست القضية بصورة العمل فقد تتساوى الاشجار فى المناظر ويسمى الكل نسجا، ولكن البهرج لا يدوم، قال الله – سبحانه وتعالى – " كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الارض " (الرعد: 17).
فهؤلاء الذين يدخلون الطريق الى الله لشهوة أو لهوى أو لحظ نفس لا ينفعون ولا ينتفعون، ولا يستطيع أحدهم أن يتم عملا ولو كان بسيطا، وحين يبدأ فى مشروع خير كطلب علم أو عبادة أو دعوة الى الله تجده ينقطع ولا يداوم عليه، ونسأل: ما السر؟!!.
ان السر الدفين – اخوتاه – لعدم القبول هو وجود حظ للنفس فى العمل، فالذى يأتى الى صلاة الجمعة – ليس لله – والذى يقوم الليل أو يصوم النهار، يحفظ القرآن أو يتعلم العلم، أو يؤم الناس أو يخطب الجمعة، أو يعطى درسا، أو.. أو.. وفى العمل شائبة من حظ النفس، فعمله باطل باطل.. أحبطه حين عمله لحظ نفسه ".
نــعــم: سل نفسك: عملك لمن؟ واصدق ولا تتهرب فالامر جد خطير.. ألا تخاف من هذه الكلمة التى تقض المضاجع: " عملت ليقال وقد قيل، فلا أجر لك عندى ثم يسحب على وجهه الى جهنم "
اعلم – أخىّ – أنك اذا صليت ثم خرجت فلم تنهك صلاتك عن الفحشاء والمنكر – اعلم أنك ما صليت لله، فلو صليت له لأعطاك الثمرة، واذا حفظت القرآن فلم تزجرك نواهيه ولم تلزمك أوامره فاعلم أنك لم تحفظه لله، فالله شكور.. يشكر على القليل.. اذا عملت له عملا لابد أن يثيبك ويشكرك عليه، ويعطيك منه، فاذا لم تعط فاتّهم عملك.. اتهم عملك فان المعبود كريم.
فالاخلاص الاخلاص – اخوتاه – الاخلاص والا الضياع.. الاخلاص والا الشرود عن طريق الله الاخلاص حتى لا تضلوا السبيل.. الاخلاص نور الطريق.
كان الفضيل بن عياض يقول: اذا كان يسأل الصادقين عن صدقهم، مثل اسماعيل وعيسى – عليهما الصلاة السلام – فكيف بالكذابين من أمثالنا؟! وكان رحمه الله اذا قرأ: " ونبلو أخباركم " يقول: اللهم انك ان بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت استارنا، عافيتك هى أوسع لنا، وأنت أرحم الراحمين.
قال أبو عثمان المغربى: الاخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر الى الخالق.
وقال سهل بن عبدالله التسترى: نظر الاكياس فى تفسير سورة الاخلاص فلم يجدوا غير هذا:
أن تكون حركته وسكونه فى سره وعلانيته لله تعالى، لا يمازجه شىء لا نفس ولا هوى ولا دنيا.
وقيل لحمدون بن أحمد: ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا؟ قال: لأنهم تكلموا لعز الاسلام ونجاة النفوس ورضا الرحمن، ونحن نتكلم لعز النفوس وطلب الدنيا ورضا الخلق.
يقول أخى الشيخ سيد العفانى – حفظه الله تعالى –: " فاعقل درجتك ولا تزه عند الخلق وجوهرك جوهر الفضائح وسيماك سيما الابرار، وعد نفسك مع أنفس الكذابين، وروحك ع أرواح الهلكى وبدنك مع أبدان المذنبين، وأقبل على تعلم الاخلاص، فوالله ان علمه خير العلم، وفقهه الفقه كل الفقه.
يا اخوتاه، الاخلاص مسك القلب، وماء حياته ومدار فلاحه كله عليه، نعم: بضاعة الاخرة لا يرتفع فيها الا مخلص صادق.
ولا نجاة ولا فقه الا مع سير السلف الصالحين، فقد كان الشيوخ فى قديم الزمان أصحاب قدم.
والطلاب أصحاب ألم، فذهب القدم والألم، اليوم غصة ولا قصة، وان التربية بالقدوة خير وسائل التربية، والحكايات عن سلفنا جند من جنود الله – تعالى – يثبت الله بها قلوب أوليائه ".
قال الامام أبو حنيفة: الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب الىّ من كثير من الفقه، لانها آداب القوم واخلاقهم، قال الله – تعالى – " لقد كان فى قصصهم عبرة لاولى الالباب " (يوسف: 111)، وقال - تعالى – لنبيه " اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده " (الانعام: 90).
وانطلاقا من هذا الكلام الطيب، فان الحديث عن الاخلاص والمخلصين، وهاك طرفا منه:
الــصـلاة:
قال أبو تميم بن مالك: كان منصور بن المعتمر اذا صلى الغداة، أظهر النشاط لاصحابه، فيحدثهم ويكثر اليهم، ولعله انما بات قائما على أطرافه كل ذلك يخفى عليهم العمل.
قال أبو اسحاق كعب الاحبار صاحب الكتب والاسفار: من تعبد لله ليلة حيث لا يراه أحد يعرفه خرج من ذنوبه كما يخرج من ليلته.
صدقة السر:
وهذا زين العابدين على بن الحسين: يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل، فيتصدق به ويقول: ان صدقة السر تطفىء غضب الرب عز وجل.
ولما مات وجدوه يقوت مئة أهل بيت بالمدينة، ولما جاءوا يغسلونه وجدوا بظهره أثار سواد فقالوا: ما هذا؟ فقيل: كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة.
الصــــــوم:
وإذا ذكر الصوم وإخفاؤه فاذكر داود بن أبى هند.. صام أربعين سنة لا يعلم به أهله ولا أحد وكان خزازا يحمل معه غذاءه من عندهم فيتصدق به فى الطريق ويرجع عشيا فيفطر معهم فيظن أهل السوق أنه قد أكل فى البيت ويظن أهله أنه قد أكل فى السوق.
قال إبراهيم بن أدهم: لا تسأل أخاك عن صيامه فإن كان قال: أنا صائم فرحت نفسه وإن قال: أنا غير صائم حزنت نفسه وكلاهما من علامات الرياء، وفى ذلك فضيحة للمسئول واطلاع على عوراته من السائل.
الذكر وقراءة القرآن:
قال ابن الجوزى: كان ابراهيم النخعى اذا قرأ فى المصحف فدخل داخل غطاه.
وكان الامام أحمد يقول: أشتهى مالا يكون.. أشتهى مكانا لا يكون فيه أحد من الناس.
البكــــــــــــاء:
قال الثورى: البكاء عشرة أجزاء تسعة لغير الله وواحد لله فاذا جاء الذى لله فى السنه مرة فهو كثير.
قال ابن الجوزى: كان ابن سيرين يتحدث بالنهار ويضحك فاذا جاء الليل فكأنه قتل أهل القرية.
حــــالت لفقــدكم أيامــنا فغـــــــدت سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
من مبلغ الملبسينا عما بانتزاحهم حزنا مع الدهر لا يبلى ويبلينا
أن الزمان الذى قد كان يضحكنا أنسا بقربـــــهم قد عاد يبكينا
ليسق عهدكم عهد السرور فما كنتم لارواحـــــــنا الا رياحينا
قال محمد بن واسع: إن كان الرجل ليبكى عشرين سنه وامرأته معه فى لحافة لا تعلم به.
وقال سفيان بن عيينه: أصابتنى ذات يوم رقة فبكيت فقلت فى نفسى: لو كان بعض أصحابنا لرق معى ثم غفوت فأتانى أت فى منامى فرفسنى وقال: يا سفيان خذ أجرك ممن أحببت أن يراك !!
العلـــم:
قال الشافعى: وودت ان الخلق تعلموا هذا (يعنى علمه) على أن لا ينسب إلى حرف منه
وقال عون بن عمارة: سمعت هشام الدستوائى يقول: والله ما أستطيع أن أقول: إنى ذهب يوما قط أطلب الحديث اريد به وجه الله عز وجل. قال الذهبى: والله ولا أنا.. فاللهم أعف عنا !
أصحاب السرائر والخوف من الشهرة:
قال ابن المبارك عن ابراهيم بن ادهم : صاحب سرائر وما رأيته يظهر تسبيحا ولا شيئا من الخير ولا أكل مع قوم إلا كان آخر من يرفع يده.
يقول امام الوعاظ ابن الجوزى: اشتهر ابن ادهم ببلد فقيل: هو فى البستان الفلانى فدخل الناس يطوفون ويقولون: أين ابراهيم بن ادهم؟ فجعل يطوف معهم ويقول: اين ابراهيم بن ادهم؟ !
وانظر الى العلاء بن زياد العدوى الذى قال فيه الحسن البصرى: الى هذا والله انتهى استقلال الحزن.. قال له رجل: رأيت كأنك فى الجنة فقال له: ويحك ! ! أما وجد الشيطان أحد يسخر به غيرى وغيرك.
قال الامام أحمد: كان سفيان الثورى اذا قيل له رئيت فى المنام يقول: أنا أعرف بنفسى من أصحاب المنامات.
وإبراهيم النخعى الامام الفقيه: كان لا يجلس الى الساريه فى المسجد توقيا للشهره، كان يقول: تكلمت ولووجدت بدا ما تكلمت فإن زمانا أكون فيه فقيه الكوفة لزمان سوء.
وكان يقول:
خلت الديار فسدت غير مسود ومن البلاء تفردى بالسؤدد
وكان محمد بن يوسف الاصبهانى: (عروس الزهاد) لا يشترى زاده من خباز واحد قال:
لعلهم يعرفونى فيحابونى فاكون ممن اعيش بدينى.
وسفيان الثورى: الذى قال عنه الامام احمد: أتدرى من الامام؟ الامام سفيان الثورى لا يتقدمه أحد فى قلبى.. كان رحمه الله لا يترك أحدا يجلس إليه إلا نحو ثلاثة أنفس فغفل يوما فرأى الحلقة قد كبرت فقام فزعا وقال: أخذنا والله ولم نشعر والله لو أدرك أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه مثلى وهو جالس فى هذا المجلس لاقامه، وقال له: مثلك لا يصلح لذلك.
وكان رحمه الله اذا جلس لاملاء حديث يجلس مرعوبا خائفا وكانت السحابة تمر عليه فيكست حتى تمر ويقول: أخاف أن يكون فيها حجارة ترجمنا بها.
وكان يقول: كل شىء أظهرته من عملى فلا أعده شيئا لعجز أمثالنا عن الاخلاص إذا رأه الناس.. رحمك الله يا سفيان ولله درك يا أمام كما علمتنا أن نكون لله.
مر الحسن البصرى على طاووس وهو يملى الحديث فى الحرم فى حلقة كبيرة فقرب منه وقال له فى اذنه: إن كانت نفسك تعجبك فقم من هذا المجلس فقام طاووس فورا.
قال بشر: لا ينبغى لامثالنا أن يظهر من أعماله الصالحة ذرة فكيف بأعماله التى دخلها الرياء؟ ! فالاولى بأمثالنا الكتمان !.
وكان مالك بن دينار يقول: إذا ذكر الصالحون فأف لى وتف.
وقال الفضيل: من أراد أن ينظر الى مراء فلينظر إلى.
أخواتاه أطلنا الكلام مع المخلصين لاهميته فبدون الاخلاص لا يكون للاعمال أى قيمة ولن تصل إلى الله على الاطلاق ما دمت مرائيا..
فأبدأ من الآن وكن بكلك لله.. أخلص وإلا فلا تتعن.. أخلص وإلا فالخسار والدمار وخراب الديار.
أخواتاه ما لا يكون بالله لا يكون، وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم.. فاستعينوا بالله وأخلصوا لله والزموا " اياك نعبد واياك نستعين " تصلوا الى الله – تعالى – بأمان واطمئنان.
* * *
مختارات