شاب نفسه تواقة للجنة
يقول أحد الدعاة: كان هناك شاب نحيل الجسم كثير الحياء قليل الكلام، همه الإسلام وأين مواطن العمل لهذا الدين إن رأيته فهو على عجلة من أمره يلقي لك ما لديه ثم ينصرف.
هذا الشاب لم يتجاوز عمره السابعة والعشرين ومع هذا خدم وقدَّم للإسلام الكثير.
ترى له في كل عمل لبنة يضعها، أو رأياً يسديه أو دعاءً يزجيه كل هذه المعلومات يعرفها المقربون منه ومن يعمل معه، لكني سألت يوما ًمن سافر معه عن رحلتهم الدعوية وكيف كانت أمورهم وهل واجهوا مشقة أم لا؟
فأجاب صاحبنا بالنفي وحمد الله على تيسيره فلما سألته عن هذا الشاب تعجبت من أمر لم أكن أعرفه من قبل فقد تحدث عن معرفه وصحبة في ليالٍ طويلة فيها التعب والإرهاق والمشقة والعنت.
ومع هذا أثنى عليه بأمر تهفو له النفوس وتتطلع لها القلوب: قال إنه صاحب قيام ليل، سكتُ وظننت به خيراً، فغالب الشباب الذين يعملون في حقل الدعوة لهم ورد يومي قل أو كثر لكني تعجبت عندما قال لي إن هذا الشاب يقوم في الليلة الواحدة بخمسة أجزاء من القرآن وما رأيته نقص طوال رحلتنا عن ذلك خاصة في أيام نواجه فيها التعب والنصب والإرهاق.
لقد كبر الشاب في عيني وكلما رأيته بعد هذه المعلومة خطرة في بالي آية من كتاب الله عز وجل (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً). وحمدت الله على نعمة هدايته.
غيره يسهر الليل في رقص ولهو وهو يقوم مصلياً عابداً.. غيره يركض في مهاوى الرذيلة وهو يركض في سبيل الله عز وجل.
وقفة: كان منصور بن المعتمر يصلي في سطحه فلما مات، قال غلام لأمه الجذع الذي كان في سطح آل فلان ليس أراه؟ قالت يا بني ليس ذاك بجذع ذاك منصور قد مات.
المصدر من كتاب (من عمل صالحاً فلنفسه) بتصرف.
مختارات