روحنة المادة..
الصراع في قصة الإنسان قرين لوجوده وممتد حتى الختام
وحقيقة الصراع وجوهره بين الحق والباطل
ويتشكل في سياقات وتمظهرات متنوعة
في تاريخ الفلسفة والأديان لكنه لا ينفك عن هذا المعنى.
كثيرا ما تكون المعارك ملتبسة فلا ينحاز الحق متمحضا في جانب من جهة الوجود بحيث يحمله بشر بنقاء الحق نفسه ويتمحض آخرون بخساسة الباطل.
فالحق في ذاته يتوزع ويتشظى في التطبيق والممارسة.
لكنه في كنهه وذاته يظل حقا متمايزا.
على طول التاريخ الإنساني كانت هذه هي قصة الصراع في الأديان والملل والنحل والفلسفات والأفكار والمذاهب والمدارس.
.
فطرة سوية ووحي تمثل الحق تقابل فطرة مشوهة وباطلا على النقيض.
ومعيارية الوحي هي التي تنصف الإنسان وتكشف قربه أو بعده من الحق.
حاول تاريخ الفلسفة ابتداع ألوان من الصراعات بين الواقعية والمثال تارة وبين المادة والروح تارة وبين العلم والدين تارة والفيزيقيا والميتافيزيقيا تارة والبراجماتية والأخلاقية.
.
الخ تلك الثنائيات الزائفة
والحق أنه لم يكن سوى ثنائية كبرى ممتدة وأزلية حق وباطل.
-يوجد صراعات صغيرة على هامش التاريخ بين فروع الباطل-
حق مع الأنبياء والرسل
وباطل مع خصومهم.
وكثيرا ما تلون الباطل في ثياب كثيرة
وحين تنفر الطباع البشرية من مادية الباطل ولا أخلاقيته يصبغ نفسه بلون زائف يشبه الحق في مظهره مع بقاء جوهره.
ومن ذلك في عصرنا الحاضر تسويق الجشع في ثياب الشغف والطموح والأحلام
أن ترتكز الأحلام على الثروة والمال والشهرة والترقيات مع خفوت أو غياب الآخرة في الوعي
كل ذلك في قالب النجاح والإلهام.
ومن ذلك
تمرير الكذب والخداع تحت مظلة التسويق وإقناع العميل
فليس شرطا أن تكون المعلومات صحيحة المهم ألا يكتشف العميل أنك تكذب
حدثه عن ندرة السلعة وأنها آخر قطعة
وأن الزبائن يشترونها باستمرار
وأنها ربما ترتفع وأنك استخدمت صلاحياتك لتخفيضها لك أيها العميل الخاص.
.
هذه لا يسمى كذبا ولا غشا ولا تدليسا
هذا التسويق الفعال.
المهم هو حقن صبغ أخلاقي وروحي وقيمي في الممارسة البشعة وتخفيف بشاعتها بأستار من المعاني المستوردة من معجم الروح
وغير ذلك من الأمثلة.
.
الإنسان يتعرض لمخادعة جديدة يمكن تسميتها
(روحنة المادة)
مختارات

