العلماء وحراسة الشريعة..
في زمن هارون الرشيد تم القبض على زنديق، وأمر بضرب عنقه، فقال له الزنديق: لَم تضرب عنقي ؟ قال: لأريح العباد منك.
فقال: يا أمير المؤمنين أين أنت من ألف حديث - وفي رواية أربعة آلاف حديث - وضعتها فيكم، أحرِّم فيها الحلال، وأُحلِّل فيها الحرام، ما قال النبي منها حرفاً ؟
فقال له هارون الرشيد: أين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ؟ فإنهما ينخلانها نخلاً فيخرجانها حرفاً حرفاً.
تذكرة الحفاظ للذهبي 1 / 273
يستفاد من هذه القصة:
1- إن هذه القصة تحكي نوع من الحفظ الرباني للأحاديث النبوية المتمثل في تهيئة العلماء الذين يدافعون عن الحديث النبوي ويميزون الصحيح من المكذوب والضعيف، وقد كتب العلماء في التحذير منها عشرات الكتب، وتكلموا في الرواة الذين لديهم ملاحظات في حفظهم أو مروياتهم حتى لاينخدع فيهم أحد.
2- انظر كيف يحاول أعداء الإسلام منذ القِدم على نشر الحديث المكذوب الذي يتضمن الطعن في الدين بكل تفاصيله.
3- ومن جهة أخرى فإن الدفاع عن الدين يعتبر من أدلة فضل العلم، لأن العلماء حُرّاس للشريعة يدافعون عنها بما لديهم من العلم والحجة والبرهان، ويردّون على أهل البدع والضلال، وينصرون الدين بذلك، ولو تأملت أي زمن أو بلد يخلو من العلماء الصادقين لرأيت الفساد والشبهات والبدع والمخالفات.
فياطالب العلم اثبت على العلم واصبر عليه، واحتسب كل ساعة تقضيها فيه وكن مدافعاً عنه بالحكمة والمنهج السليم، فأنت من حُرّاس الشريعة.
مختارات