فوائد من تفسير العثيمين
فوائد من تفسير العثيمين
قال تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل) في هذه الآية جواز موت الرسول صلى الله عليه وسلم وإمكان قتله ؛ لقوله: (أفإن مات أو قتل) فإن قال قائل: يشكل على هذا أن الله قد قال في الشهداء: (ولا تحسبن الذين قلتوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) وقال: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون). فإذا كان هذا في الشهداء فيكف يكون الرسول صلى الله عليه وسلم ميتاً مع أنه أفضل من الشهداء؟ الجواب عن ذلك أن نقول: إن الحياة حياتان: حياة دنيوية جسدية وهي حياة الدنيا، وحياة برزخية ليست كحياة الدنيا، فهذه هي التي تثبت للشهداء. والأنبياء أفضل من الشهداء حيث حرم الله على الأرض أن تأكل أجسادهم، وأما الشهداء فقد تأكل الأرض أجسادهم، فالأنبياء أجسادهم باقية وحياتهم البرزخية أكمل من حياة الشهداء بلا شك.