فوائد من تفسير العثيمين
فوائد من تفسير العثيمين
قال تعالى: (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين). قوله: (لا يحب الظالمين) قد يبدو غريباً على القارئ مناسبة هذه الجملة لما قبلها (ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين) كيف هذا؟ فيقال: الجواب من وجهين: الوجه الأول: أن المراد بقوله: (والله لا يحب الظالمين) بيان أن الذين تخلفوا عن غزوة أحد، وهم مقدار ثلث الجيش لم يكن منهم شهيد ؛ لأنهم نجوا بأنفسهم، فلكونهم ظلمة لم يتخذ الله منهم شهداء، فيكون ذلك تنديداً بالذين تخلفوا ورجعوا من أثناء الطريق، وهم عبدالله بن أبي ومن تبعه من المنافقين، فكأنه قال: اتخذ منكم أيها الصفوة شهداء ولم يتخذ من أولئك الذين نكصوا على أعقابهم ؛ لأن هؤلاء ظلمة والله لا يحبهم. الوجه الثاني: أن الذين قتلوا في أحد ؛ قتلوا على أيدي المشركين، والمشركون هم الظالمون كما قال تعالى: (إن الشرك لظلم عظيم) فهل انتصار الظالمين في أحد، واستشهاد من استشهد من المسلمين في أحد لأن الله يحب الظالمين، ويكره المؤمنين؟ لا إذن (والله لا يحب الظالمين) لئلا يظن ظان أن انتصار المشركين في تلك الغزوة من محبة الله لهم، فبيّن الله عزوجل أنه لا يحب الظالمين.