فوائد من تفسير العثيمين
فوائد من تفسير العثيمين
قال تعالى في شأن زكريا عليه السلام وابنه يحيى : ( قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء ) وقال تعالى في شأن مريم عليها السلام وابنها عيسى : ( قالت رب أنّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء ) . عبر في قصة مريم بالخلق وفي قصة زكريا بالفعل ( يفعل ) ، فهل هناك نكتة أو أنه اختلاف تعبير ؟ الجواب : أن هناك نكتة ، وهي من وجهين : الوجه الأول : مما قاله العلماء وهو صحيح أن عيسى عليه الصلاة والسلام خلق من غير ما جرت العادة به ، خلق على وجه لم تجر العادة بمثله إطلاقاً ، فناسب التعبير بالخلق الدال على الإبداع ، ولهذا يقال : خلق الله السماوات ، ولا يقال : فعل الله السماوات ، مع أن الخلق فعله لكن الخلق فيه نوع من الإبداع ولذلك قال : ( خلق ) . الوجه الثاني : الرد على شبه النصارى الذين يقولون : إن عيسى هو الله ، والله ثالث ثلاثة ، فيكون فيه التصريح بأنه مخلوق ، ويكون هذا قطعاً لدابر قولهم فيه ، إذن نكتة كونية ونكتة شرعية يعني حكمة كونية شرعية .