فوائد من اضواء البيان
فوائد من اضواء البيان
قوله تعالى (إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ). لم يبين هنا موجب استكباره في زعمه، ولكنه بينه في مواضع أخر كقوله (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)، وقياس إبليس هذا – لعنه الله – باطل من ثلاثة أوجه: الأول: أنه فاسد الاعتبار، لمخالفة النص الصريح. الثاني: أن لا نسلم أن النار خير من الطين، بل الطين خير من النار، لأن طبيعتها الخفة والطيش والإفساد والتفريق، وطبيعته الرزانة والإصلاح فتودعه الحبة، فيعطيكها سنبلة. الثالث: أنا لو سلمنا تسليماً جدلياً أن النار خير من الطين، فإنه لا يلزم من ذلك أن إبليس خير من آدم، لأن شرف الأصل لا يقضي شرف الفرع، بل قد يكون الأصل رفيعاً والفرع وضيعاً