فوائد من كتاب الشكر
حكمــــــة
كان الحسن يقول إذا ابتدأ حديثه: الحمد لله اللهم ربنا لك الحمد كما خلقتنا ورزقتنا وهديتنا وعلمتنا وأنقذتنا وفرجت عنا لك الحمد بالسلام والقرآن ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة كبت عدونا وبسطت رزقنا وأظهرت أمتنا وجمعت فرقتنا وأحسنت معافاتنا ومن كل والله ما سألناك ربنا أعطيتنا فلك الحمد على ذلك حمدا كثيرا لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم وحديث أو سرا أو علانية أو خاصة أو عامة أو حي أو ميت أو شاهد أو غائب لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت.
حكمــــــة
عن أبي بردة قال قدمت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام فقال لي: ألا تدخل بيتا دخله رسول الله صلى الله عليه و سلم ونطعمك سويقا وتمرا ثم قال إن الله عز و جل إذا جمع الناس غدا ذكرهم ما أنعم عليهم فيقول العبد بآية ماذا فيقول انه ذاك انك كنت في كربة كذا وكذا فدعوتني فكشفتها عنك وانه ذاك انك كنت في سفر كذا فاستصحبتني فصحبتك قال ويذكره حتى يذكر يقول وانه ذاك انك خطبت فلانة بنت فلان وخطبها معك خاطب فزوجتك ورددتهم. وعن أبي بردة عن عبد الله بن سلام: ان الله عز و جل يقعد عبده بين يديه فيعدد عليه نعمه هذا الحديث فبكى ثم بكى ثم قال اني لأرجو أن لا يقعد الله عبدا بين يديه فيعذبه.
حكمــــــة
عن الأوزاعي أنه وعظ فقال في موعظته: أيها الناس تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة فإنكم في دار الثواء فيها قليل وأنتم مؤجلون خلائف بعد القرون الذين استقبلوا من الدنيا آنفا وزهرتها فهم كانوا أطول منكم أعمارا وأمد أجساما وأعظم آثارا فجردوا الجبال وجابوا الصخور ونقبوا البلاد مؤثرين ببطش شديد وأجسام كالعماد فما لبثت الأيام والليالي ان طوت مدنهم وعفت آثارهم وأخوت منازلهم وأنست ذكراهم فما تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا كانوا بلهو الأمل آمنين لبيات قوم غافلين ولصباح قوم نادمين ثم أنكم قد علمتم الذين نزل بساحتهم بيانا من عقوبة الله فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين وأصبح الباقون ينظرون في آثار نعمة وزوال نعمة ومساكن خاوية فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم وعبرة لمن يخشى وأصبحتم من بعدهم في أجل منقوص ودنيا منقوصة في زمان قد ولى عفوه وذهب رجاؤه فلم يبق منه إلا حمة شر وصبابة كدر وأهاويل عبد وعقوبات عبد وارسال فتن وتتابع زلازل ورذالة خلف بهم ظهر الفساد في البر والبحر فلا تكونوا أشباها لمن خدعه الأمل وغره طول الأجل وتبلغ بالأماني نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن وعي نفسه فانتهى وعقل مسراه فمهد لنفسه
حكمــــــة
عن أنس بن مالك: ان داود نبي الله ظن في نفسه أن أحدا لم يمدح خالقه أفضل مما مدحه وأن ملكا نزل وهو قاعد في المحراب والبركة الى جانبه فقال يا داود افهم إلى ما تصوته الضفدع فانصت فإذا الضفدع يمدحه بمدحة لم يمدحه بها داود فقال له الملك كيف ترى يا داود أفهمت ما قالت قال نعم قال فماذا قالت قال سبحانك وبحمدك منتهى علمك يا رب قال داود والذي جعلني نبيه أني لم أمدحه بهذا
حكمــــــة
كان علي بن حسين بمنى فظهر من دعائه أن قال: كم من نعمة أنعمتها علي قل لك عندها شكري وكم من بلية أبتليتني بها قل لك عندها صبري فيا من قل شكري عند نعمته فلم يحرمني ويا من قل صبري عند بلائه فلم يخذلني ويا من رآني على الذنوب العظام فلم يفضحني ولم يهتك ستري ويا ذا المعروف الذي لا ينقصني ويا ذا النعمة التي لا تحول ولا تزول صل على محمد وعلى آل محمد واغفر لنا وارحمنا.
حكمــــــة
عن محمد بن نشيط عن بكر يعني بن عبد الله: أنه لحق حمالا عليه حملة وهو يقول الحمد لله استغفر الله قال فانتظرته حتى وضع ما على ظهره وقلت له ما تحسن غير ذا قال بلى أحسن خيرا كثيرا أقرأ الله على نعماته السابقة واستغفره لذنوبي كتاب الله عز و جل غير أن العبد بين نعمة وذنب فأحمد فقلت الحمال أفقه من بكر.
حكمــــــة
قال زياد: إن مما يجب لله على ذي النعمة بحق بعثه ألا يتوصل بها إلى معصيته. أنشد محمود الوراق: (إذا كان شكري نعمة الله نعمة... علي وفي أمثالها يجب الشكر) (فكيف وقوع الشكر إلا بفضله... وان طالت الأيام واتصل العمر) (إذا مس بالسراء عم سرورها... وان مس بالضراء أعقبها الأجر) (ولا منمها إلا له فيه منه... تضيق بها الأوهام والبر والبحر)
حكمــــــة
عن بن السماك قال كتب إلي محمد بن الحسن حين ولي القضاء بالرقة: أما بعد فلتكن التقوى من بالك على كل حال وخف الله في كل نعمة عليك لقلة الشكر عليها مع المعصية بها فإن النعمة حجة وفيها تبعة فأما الحجة فيها بالمعصية بها وأما التبعة فيها فقلة الشكر عليها فعفى الله عنك كلما ضيعت من شكر أو ركبت من ذنب أو قصرت من حق
حكمــــــة
عن عبد الله بن محمد الشرعبي قال على المنبر وقد نظر إلى الناس قد صبروا وحمدوا واشتروا شراء ولبسوا ما قبل عليهم فقال: يا حسناه ويا جمالاه بعد العدم والختام من الأدم والحوتكية البرود وهي ثياب تصنع باليمن ليس لها عرض أصبحتم زهرا وأصبح الناس غبرا وأصبح الناس ينسجون وأنتم تلبسون وأصبح يعطون وأنتم تأخذون وأصبح الناس ينتجون وأنتم تركبون وأصبح الناس يزرعون وأنتم تأكلون فبكى وأبكاهم.
حكمــــــة
عن عبد الله بن قرط الأزدي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وهو يقول على المنبر في يوم أضحى أو فطر ورأى على الناس ألوان الثياب فقال: يا لها من نعمة ما أسبغها يا لها من كرامة ما أظهرها وأنه ما زال عن جادة قوم شيء أشد عليهم من نعمة لا يستطيعون ردها وإنما تثبت النعمة لشكر المنعم عليه للنعم.
حكمــــــة
عن أبي عثمان عن سليمان: أن رجلا بسط له في الدنيا فانتزع ما في يديه فجعل يحمد الله ويثني عليه حتى لم يكن له فراش إلا بورى فجعل يحمد الله ويثني عليه وبسط لآخر في الدنيا فقال لصاحبه البوري أرأيتك أنت علام تحمد الله قال أحمده على ما لو أعطى به الخلق لم أعطهم إياه به قال وما ذاك قال أرأيت بصرك أرأيت لسانك أرأيت يديك أرأيت رجليك.
حكمــــــة
عن معاذ بن خالد أن رجل من أهل بلخ يقال له يحيى بن سعيد قال: من قال الحمد لله رب العالمين على كل نعمة كانت أو هي كائنة خاصة أو عامة فقد حمد الله على كل نعمة كانت أو هي كائنة خاصة أو عامة فقد حمد الله على كل نعمة كانت أو هي كائنة خاصة أو عامة ومن قال انا لله وانا اليه راجعون على كل مصيبة كانت أو هي كائنة خاصة أو عامة فقد استرجع من كل مصيبة.
حكمــــــة
عن الحسن قال: ما أنعم الله عز و جل على عبد نعمة فقال الحمد لله إلا كان ما أعطى أكثر مما أخذ وبلغني عن سفيان بن عيينة أنه سئل عن هذا فقال هذا خطأ لا يكون فعل العبد أفضل من فعل الله عز و جل فقال بعض أهل العلم إنما تفسيرها أن الرجل إذا أنعم الله عليه نعمة وهو ممن يحب أن يحمده عرفه الله عز و جل ما صنع به فيشكر لله عز و جل كما ينبغي له أن يشكره فذهب لله عز و جل شكر العبادة التي في النعمة وكان الحمد له فضلا.
حكمــــــة
قال رجل لأبي حازم: ما شكر العينين يا أبا حازم قال ان رأيت بهما خيرا أعلنته وان رأيت بهما شرا سترته قال فما شكر اليدين قال لا تأخذ بهما ما ليس لهما ولا تمنع حقا لله هو فيهما قال فما هو شكر البطن قال أن يكون أسفله طعاما وأعلاه علما قال فما شكر الفرج قال كما قال الله عز و جل إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين إلى قوله فأولئك هم العادون قال فما شكر الرجلين قال إذا رأيت حيا غبطته استعملت بهما عمله وان رأيت ميتا مقته كففتهما عن عمله وأنت شاكر لله فأما من شكر بلسانه ولم يشكر بجميع أعضائه فمثله كمثل رجل له كساء فأخذ بطرفه ولم يلبسه فلم ينفعه ذلك من الحر والبرد والثلج والمطر.
حكمــــــة
عن عبد الرحمن رجل من صنعاء قال: أرسل النجاشي ذات يوم إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه فدخلوا عليه وهو في بيت عليه خلقان وهو جالس على التراب قال جعفر وأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال فلما رأى ما في وجوهنا قال أني أبشركم بما يسرني أنه جاءني من نحو أرضكم عين لي فأخبرني أن الله عز و جل قد نصر نبيه وأهلك عدوه وأسر فلان وفلان وفلان وقتل فلان وفلان التقوا بواد يقال له بدر كثير الاراك كأني أنظر اليه كنت أرعى به لسيدي رجل من بني ضمرة أبله فقال له جعفر مالك جالس على التراب ليس تحتك بساط وعليك هذه الاملاق قال أنا نجد فيما أنزل الله عز و جل على عيسى عليه السلام ان حقا على عباد الله أن يحدثوا لله تواضعا عندما يحدث لهم نعمة فلما أحدث الله لي نصر نبيه صلى الله عليه و سلم أحدثت له هذا التواضع.
حكمــــــة
عن عبد الله بن أبي نوح قال: قال لي رجل على بعض السواحل كم عاملته تبارك اسمه بما يكره فعاملك بما تحب قلت ما أحصي ذلك كثرة قال فهل قصدت اليه في أمر كربك فخذلك قلت لا والله ولكنه أحسن إلي فأعانني قال فهل سألته شيئا قط فأعطاك قلت وهل منعني شيئا سألته ما سألته شيئا قط إلا أعطاني ولا استعنت به إلا أعانني قال أرأيت لو أن بن آدم فعل بك بعض هذه الخلال ما كان جزاؤه عندك قلت ما كنت أقدر له على مكافأة ولا جزاء قال فربك أحق وأحرى أن بذلك نفسك له في أداء شكر نعمه عليك وهو المحسن قديما وحديثا إليك والله لشكره أيسر من مكافأة عباده أنه تبارك وتعالى رضي بالحمد من العباد شكرا.
حكمــــــة
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال ذكر بعض أهل العلم في بعض الكتب التي أنزلها الله تعالى ان الله قال: سروا عبدي المؤمن فكان لا يأتيه شيء يحبه إلا قال الحمد لله الحمد لله ما شاء الله قال روعوا عبدي المؤمن قال فلا تطلع عليه طليعة من طلائع المكروه إلا قال الحمد لله الحمد لله قال الله عز و جل أني أرى عبدي يحمدني حين روعته كما يحمدني حين سررته ادخلوا عبدي دار عدن كما يحمدني على كل حالاته.
حكمــــــة
عن عبيد الله بن أبي حميد قال سمعت بكر بن عبد الله المزني يقول لقيت أخا لي من أخواني الضعفاء فقلت يا أخي أوصني فقال ما أدري ما أقول غير أنه: ينبغي لهذا العبد أن لا يفتر عن الحمد والاستغفار وابن آدم بين نعمة وذنب ولا تصلح النعمة إلا بالحمد والشكر ولا الذنب إلا بالتوبة والاستغفار قال فأوسعني علما ما شئت.
حكمــــــة
عن مسعر قال كان عبد الأعلى التيمي يقول: أكثروا سؤال العافية فإن المبتلي وان اشتد بلاؤه ليس بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء وما المبتلون اليوم إلا من أهل العافية بالأمس وما المبتلون بعد اليوم إلا من أهل العافية اليوم ولو كان بلاء قد أجهد في الدنيا وأخرى في الآخرة فما يأمن من بلاء قد أجهد في الدنيا وأخرى في الآخرة فما يأمن من أطال المقام على معصية الله أن يكون قد بقي له في بقية عمره من البلاء ما يحذره في الدنيا ويفضحه في الآخرة ثم يقول عند ذلك الحمد لله الذي أن نعد نعمه لا نحصيها وإن ندب له عملا لا نجريها وإن نعمر فيها لا نبلى.
حكمــــــة
قال عبد الله بن لوني: كنا بطريق مكة فأصابنا عطش شديد فاكترينا دليلا يخرج بنا إلى موضع ذكر لنا أن فيه ماء فبينما نحن نسير بنادر الماء بعد طلوع الفجر إذا بصوت نسمعه وهو يقول ألا تقولون قال يحيى فأجبته وماذا نقول فقال اللهم ما أصبح بنا من نعمة أو عافية أو كرامة في دين أو دنيا جرت علينا فيما مضى أو هي جارية علينا فيما بقى فهي منك وحدك لا شريك لك فلك الحمد عليها ولك المن ولك الفضل ولك الحمد عدد ما أنعمت علينا وعلى جميع خلقك من لدنك إلى منتهى علمك لا إله إلا أنت ثم قال هذا من البداء إلى البقاء.
حكمــــــة
عن أبي موسى قال: كان عمرو إذا أتي بطعامه لم يزل مخمرا حتى يقول هؤلاء الكلمات الحمد لله الذي هدانا وأطعمنا وسقانا ونعمنا الله أكبر اللهم ألفتنا نعمك ونحن بكل شر فأصبحنا وأمسينا فيها بكل خير شاء لك عامها وشكرها لا خير إلا خيرك ولا إله غيرك إله الصالحين ورب العالمين الحمد لله لا إله إلا أنت ما شاء الله لا قوة إلا بالله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار.
حكمــــــة
عن علي بن أبي طالب قال: أتى بختنصر بدانيال النبي عليه السلام فأمر به فحبس وضري أسدين فألقاهما في جب معه وطبق عليه وعلى الأسدين ثم حبسه خمسة أيام مع الأسدين ثم فتح غيبته بعد خمسة أيام فوجد دانيال قائما يصلي والاسدين في ناحية الجب لم يعرضا له فقال بختنصر أخبرني ماذا قلت فدفع عنك قال قلت الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره الحمد لله الذي لا يخيب من رجاه الحمد لله الذي لا يكل من توكل عليه إلى غيره الحمد لله الذي هو يقينا حين تنقطع عنا الحيل الحمد لله الذي هو رجاؤنا يوم تسوء ظنوننا وأعمالنا الحمد لله الذي يكشف حزننا عن كربنا الحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانا الحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة.