الزهد وصفة الزاهدين لأحمد بن بشر
حكمــــــة
أهل الزهد في الدنيا على طبقتين، فمنهم من يزهد في الدنيا ولا يفتح له فيها روح الآخرة، فهو في الدنيا مقيم قد يئست نفسه من شهوات الدنيا، ولم يفتح له فيها روح الآخرة، فليس شيء أحب إليه من الموت ؛ لما يرجو من روح الآخرة، ومنهم من يزهد في الدنيا ويفتح له فيها روح الآخرة، فليس شيء أحب إليه من البقاء للتمتع بذكر الله تعالى، قال الله: ألا بذكر الله تطمئن القلوب، ورغبة في أن يذكر الله فيذكره الله ؛ لأن الميت ينقطع عمله، وقد قال: فاذكروني أذكركم ويقال معناه: اذكروني بطاعتي أذكركم برحمتي وثوابي »
حكمــــــة
« يؤتى بالدنيا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء زرقاء، أنيابها بادية مشوهة خلقتها، فتشرف على الخلائق، فيقال: تعرفون هذه؟ فيقولون: نعوذ بالله من معرفة هذه، فيقال: هذه الدنيا التي تناحرتم عليها، بها تقاطعتم الأرحام، وبها تحاسدتم، وتباغضتم، واغتررتم، ثم تقذف في جهنم، فتنادي: أي رب، أين أتباعي وأشياعي؟ فيقول الله تعالى: ألحقوا بها أتباعها وأشياعها »