فوائد من كتاب الزهد لابن المبارك 1
حكمــــــة
عَن إسماعيل بن عُبَيد الله قَالَ حدثتني أم الدرداء أنه أغمي على أبي الدرداء فأفاق فإذا بلال ابنه عنده فقال قم فاخرج عني ثم قَالَ من يعمل مثل مضطجعي هذا من يعمل مثل ساعتي هذه وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ أتيتم ثم أغمي عليه فلبث لبثا ثم يفيق فيقول مثل ذلك فلم يزل يرددها حتى قبض
حكمــــــة
عَنِ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ بَدَأَ بِالْيَمِينِ قَبْلَ الْحَدِيثِ فَقَالَ مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا سيَخْلُو بِهِ رَبُّهُ كَمَا يَخْلُو أَحَدُكُمْ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ثُمَّ يَقُولُ ابْنَ آدَمَ مَا غَرَّكَ بِي يَا ابْنَ آدَمَ مَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ يَا ابْنَ آدَمَ مَاذَا أَجَبْتَ الْمُرْسَلِينَ
حكمــــــة
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ اعتبروا الناس بأعمالهم، ودعوا قولهم فإن الله لم يدع قولا إلاَّ جعل عليه دليلا من عمل يصدقه أو يكذبه فإذا سمعت قولا حسنا فرويدا بصاحبه فإن وافق قولا وعملا فنعم ونعمة عين فآخه وأحببه وأودده وإن خالف قولا وعملا فماذا يشبه عليك منه أو ماذا يخفى عليك منه إياك وإياه لاَ يخدعنك كما خدع ابن آدم إن لك لقولا وعملا فعملك أحق بك من قولك وإن لك سريرة وعلانية فسريرتك أحق بك من علانيتك وإن لك عاجلة وعاقبة فعاقبتك أحق بك من عاجلتك
حكمــــــة
عَن مسروق قَالَ قَالَ لي رجل من أهل مكة هذا مقام أخيك تميم الداري لقد رأيته ذات ليلة حتى أصبح أو كرب أن يصبح يقرأ آية من كتاب الله ويركع ويسجد ويبكي أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ
حكمــــــة
عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الأسْلَمِيِّ قَالَ كُنْتُ أَبِيتُ عِنْدَ حُجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الْهَوِيَّ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ الْهَوِيَّ قَالَ الْحُسَيْنُ الْهَوِيُّ الطَّوِيلُ
حكمــــــة
عَن مجاهد قَالَ كان يزيد بن شجرة ممن يذكرنا فيبكي وكان يصدق بكاءه بفعله وكان يقول يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم ما أحسن أثر نعمة الله عليكم لو ترون ما أرى من بين أحمر وأصفر وأبيض وأسود وفي الرحال ما فيها إن الصلاة إذا أقيمت فتحت أبواب السماء وأبواب الجنة وأبواب النار وإذا التقى الصفان فتحت أبواب السماء وأبواب الجنة وأبواب النار وزين الحور العين فاطلعن فإذا أقبل الرجل بوجهه قلن اللهم أعنه اللهم ثبته وإذا أدبر احتجبن منه وقلن اللهم اغفر له فأنهكوا وجوه القوم فدا لكم أبي وأمي ولا تخزوا الحور العين فإذا قتل كان أول نفحة من دمه تحط عنه خطاياه كما يحط الورق عَن الشجرة وتنزل إليه اثنتان فتمسحان عَن وجهه التراب وقلن قد أنى لك وقال لهما لقد أنى لكما ثم كسي مِئَة حلة لو جعل بين أصبعيه لوسعته ليس من نسج بني آدم ولكن من نبت الجنة
حكمــــــة
عَن مالك بن أنس قَالَ بلغني أن عيسى ابن مريم صلى الله عليه قَالَ لقومه لاَ تكثروا الكلام بغير ذكر الله تعالى فتقسو قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لاَ تعلمون ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب وانظروا فيها كأنكم عُبَيد إنما الناس رجلان مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية
حكمــــــة
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ إن كان الرجل لقد جمع القرآن وما يشعر به جاره وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزور وما يشعرون به ولقد أدركنا أقواما ما كان على ظهر الأرض من عمل يقدرون على أن يعملوه في سر فيكون علانية أبدا ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلاَّ همسا بينهم وبين ربهم عز وجل ذلك أن الله تعالى عز وجل يقول ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً وذلك أن الله تعالى ذكر عبدا صالحا ورضي قوله فقال إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا
حكمــــــة
عَن يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ يَقُولُ حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الأنْصَارِيَّ يَقُولُ " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَيَتَّكِلُ عَلَيْهَا وَيَعْمَلُ الْمُحَقَّرَاتِ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهَ وَقَدْ حُظِرَ بِهِ كَذَا قَالَ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَيُفْرَقُ مِنْهَا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهَ آمِنًا
حكمــــــة
عَن رجل من قريش قَالَ قَالَ موسى صلى الله عليه وسلم يا رب أخبرني عَن أهلك الذين هم أهلك قَالَ هم المتحابون في الذين يعمرون مساجدي ويستغفروني بالأسحار الذين إذا ذكرت ذكروا بي وإذا ذكروا ذكرت بهم هم الذين ينيبون إلى طاعتي كما تنيب النسور إلى وكورها الذين إذا استحلت محارمي غضبوا كما يغضب النمر إذا حرب
حكمــــــة
عَن عُمَر بن عَبد الرحمن بن مهرب وغيره أنهم سمعوا وهب بن منبه يقول قَالَ حكيم من الحكماء إني لأستحيي من ربي عز وجل أن أعبده رجاء ثواب الجنة فأكون كالأجير إن أعطي أجرا عمل وإلا لم يعمل وإني لأستحيي من ربي عز وجل أن أعبده مخافة النار فأكون كعبد السوء إن رهب عمل وإن لم يرهب لم يعمل ولكني - وقال ابن حيويه ولكن - أعبده كما هو له أهل قَالَ وقال عُمَر عَن وهب بن منبه ولكن يستخرج مني حب ربي عز وجل ما لم يستخرج مني غيره