باب الزكاة من فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام
حكمــــــة
أما المخرجُ منه: وهو المال، فإن فائدتها له عظيمة، فإذا خرجت زكاة المال بارك الله فيما بقى، فتزيده بركة، حتى وإن نقص حساً، لكنه يزداد معنى، وإذا مُنعت فإن المنع يسحت بركة المال. وقد تُسلّط عليه الآفات حتى ينفد.
-فائدتها للمخرج إليه: فالفقير يجد نفقة بها، والمجاهدون في سبيل الله يجدون معونة والمؤلفة قلوبهم يجدون ما يؤلفهم على الإيمان، وهكذا.
مراحل فرض الزكاة
للزكاة ثلاث مراحل: المرحلة الأولى: مرحلة الوجوب، لكن علي سبيل الإطلاق بدون إيجاب شيء معين. وهذا كان في مكة.
- المرحلة الثانية: الوجوب بهذا التقدير والتعين الموجود الآن، لكن بدون بعث سعاة لقبضها من أصحابها، وهذا في السنة الثانية من الهجرة.
-المرحلة الثالثة: أن الرسول صلى الله عليه وسلم صار يرسل السعاة لقبضها من أهلها، وهذا كان في السنة التاسعة من الهجرة.
الدَّين لا يمنع وجوب الزكاة
القول الراجح أنه تجب الزكاة في المال، ولو كان صاحبه مديناً، فنقول: زكِّ مالك، لأن الزكاة واجبة في المال، ونحن نعطيك من عندنا ما توفي دينك.
فإن قيل: ما الفائدة من أن يخرج خمسة وعشرين، ونحن نعطيه خمسة وعشرين ليوفي الطلب الذي عليه؟ قلنا: إن الفائدة ليشعر أنه مُتعبد لله بإخراج الزكاة، ولأن هذا أحوط له وأبرأ لذمته.
صدقة التطوع
صدقة التطوع هي ما يتقرب به الإنسان إلى الله تعالى ببذل المال من غير وجوب عليه....وصدقة التطوع من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده لأن الفريضة قد يؤديها ناقصة، والنوافل تكمل بها الفرائض ومن فوائد صدقه التطوع أن بها زيادة الإيمان.
فضيلة الصدقة وأنها تكون يوم القيامة ظلاً لصاحبها.
فضيلة إخفاء الصدقة، وأنه كلما أخفاها الإنسان كان ثوابه أكثر.
الأصل في الصدقة أن إخفاءها أفضل، لأنه أبعد عن الرياء، وأبعد عن إظهار المنة على المتصدق عليه، وأبعد _ أيضاً _ عن كسره خاطره أمام الناس.