من أقوال السلف في أهمية الحفظ لطالب العلم
حكمــــــة
قال العلامة العثيمين رحمه الله: قد أراد بعض الناس أن يمكروا بنا، فقالوا لنا: " إن الحفظ لا فائدة فيه، وأن المعنى هو الأصل، ولكن الحمد الله أنه أنقذنا من هذه الفكرة، وحفظنا ما شاء الله أن نحفظ من متون النحو وأصول الفقه والتوحيد، وعلى هذا فلا يستهان بالحفظ، فالحفظ هو الأصل، ولعل أحداً منكم الآن يذكر عبارات قرأها من قبل مدة طويلة، فالحفظ مهم لطالب العلم، حتى وإن كان فيه صعوبة.
حكمــــــة
قال الحافظ ابن الجوزي: المحفوظ...الطريق إلى إحكامه كثرة الإعادة، والناس يتفاوتون في ذلك: فمنهم من يثبت معه المحفوظ مع قلة التكرار.
ومنهم من لا يحفظ إلا بعد التكرار الكثير، فينبغي للإنسان أن يعيد بعد الحفظ، ليثبت معه المحفوظ. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تعاهدوا القرآن، فإنه أشدّ تفصياً من صدور الرجال من النعم من عقلها.)
وكان أبو إسحاق الشيرازي، يعيد الدرس مائة مرة. وكان الكيا يعيد سبعين مرة.
وقال الحسن بن أبي بكر النيسابوري الفقيه: لا يحصل الحفظ...حتى يعاد خمسين مرة
وحكى لنا الحسن: أن فقهياً أعاد الدرس في بيته مراراً كثيرة فقالت له عجوز في بيته: قد والله حفظته أنا فقال: أعيديه فأعادته فلما كان بعد أيام. قال: يا عجوز، أعيدي ذلك الدرس. فقالت: ما أحفظه قال: أنا أكرر الحفظ لئلا يصيبني ما أصابك.
حكمــــــة
قال الشيخ عبدالعزيز القارئ: ما رأينا في زماننا هذا أقوى حفظاً من الشيخ على جابر رحمه الله، فقد صلى التهجد وحده في المسجد الحرام في أحد الأعوام، فما تردد ولا تلجلج ولا أخطأ، ولما سألتُه عن سر قوة حفظه أجاب بأنه يراجع كل يوم جزءاً من القرآن، وفي شهر شعبان يراجع ثلاثة أجزاء، وأنه لم يترك ذلك لا في سفر ولا في حضر ولا في مرض.
حكمــــــة
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: بعض من كانوا طلبة في الكليات الشرعية أو متخرجين منها وتركوا العلم ومراجعته سنوات، تجد عندهم ضعفاً شديداً في العلم، وقد صرح بذلك بعضهم، وقال: إنه لما ترك العلم ومراجعته سنين، ذهب عنه ما كان يحفظ، حتى رجع لا يحفظ من المسائل إلا واحدة أو اثنتين، ولا يستحضر ذلك الذي تعلمه. وذلك أن العلم كالشجرة يحتاج إلى مداومة ومراعاة وسقي، فإن سقيته فإنه يظلَ حيّاً، وإلا فإنك لن تستظل تحت ظله.