فوائد من كتاب الماجريات
لا يتصدى لها إلا ذو الأهلية
الماجريات
إنَّ السياسة جزءٌ من الشريعة لكن (لا يتصدى لها إلا ذو الأهلية)، سواءً المؤهل في الأحكام الفقهية للسياسة الشرعية فيما يخص أحكامها، أو المؤهل في الخبرة السياسية المعاصرة فيما يخص فنّياتها وإجرائیاتها، وأما دعوة عامة الفقهاء والمصلحين وطلاب العلم والشباب والعامة للانهماك في المتابعة التفصيلية للأحداث السياسية والعمل السياسي فخطأ، كما أنَّ حصر حقّ الرأي السياسي في المستبد خطأ أيضًا، وأمَّا فصل السياسة عن الأحكام الشرعية فمناقضة صريحة لقطعيات القرآن والسُّنة.
أسس التفكير التي ركبها الله في العقل البشري
الماجريات
من أسس التفكير التي ركبها الله في العقل البشري أن الإنسان لا يمكن أن يعالج أمرًا وهو لم يتصوره، هذا أمر يدركه أي إنسان مهما كانت خلفيته الدينية والثقافية، وقد أكدت هذا المبدأً لعقلي نصوص الوحي، وهذه القضية بالرغم من بدهيتها التي يستغرب المرء من مجرد إثارتها أصلًاء إلا أنها تغيب في كثير من الأحيان لدواعٍ شتى
لكن السفينة لم تنشرأشرعتها
الماجريات
هناك شريحة واسعة ممن دخلت القطاع النشري بمقصد نبيل لكن السفينة لم تنشرأشرعتها باتجاه الشاطئ، فتحولوا من مُنتِجين يوظفون الآلة إلى مُستتبَعين تخرطهم الآلة في ماجرياتها، وتحولوا من مُنتجين لأشرف ما يكون في هذه الوسائل من العلم والإيمان، إلى متلقين مستهلكين لأدنى ما تنتجه هذه الشبكات من المهاترات الفكرية والشائعات السياسية
التفكير الآفقي
الماجريات
إن إدمان متابعة الوقائع والأحداث والمجادلات الشبكية المتوالية يصوغ نمطا من «التفكير الآفقي» لا ييصر إلا الغلاف والقشرة الخارجية من المتغيّرات، ولا يعرف إلا المُتَج النهائي من التصورات الذي يقدم للمستهلك العام لأنه بكل اختصار غادر معامل الإنتاج إلى رفوف التسوق، وبالتالي، فلا يمكن ترميم هذا النمط واستصلاحه إلا بإعادته للعيش التأهيلي في «عالم الإنتاج» وملامسة تفاصيله وصعوباته ومكابداته، وعالم الإنتاج هو الخبرات العلمية والتجارب الإصلاحية
معصوبَ العينين
الماجريات
روى أحمد الوراق -المعروف بالإيتاخي- عن الإمام أحمد وصفًا بديعًا لسرعة تقضّي مرحلة الشباب، حيث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: «ما شبّهت الشباب إلا بشيءٍ كان في كمّي فسقط!»، وكم من إنسان يعيش مرحلة الشباب معصوبَ العينين عن النظر إلى الموعد القريب لإقلاع هذه المرحلة، وما زال ينفق ساعات هذه المرحلة النفيسة في الفضول والتفرج، وما أقرب أن يتفاجأ أنّ شيئًا من كمّه قد سقط!
الماجريات
الماجريات
من الخسارة أن يتم إحراق طاقة التفكير في «الماجريات» وأحوال الناس، بدل أن يتم تركيز مجهر التفكير في الموضوعات النافعة، فليس الإشكال أن تقضى الاجتماعات بذكر الماجريات، بل حتى في خلوة المرء بنفسه يجب أن لا يستهلك طاقته الذهنية في التفكير في هذه الحكايات والأحداث الجزئية العابرة، بل يستعملها استعمالًا منظما في الأهداف الفاضلة الكبرى
يخلق الوعي المزيف
الماجريات
الدوران في تروس الماجَرَيات الفكرية والسياسة يزيح المرء عن الجهود الجادة والمنظمة في المعرفة والإيمان والإصلاح، وينتهي بصاحبه إلى حالة " كثرة الثرثرة وشح العمل " ويخلق الوعي المزيف بأن يتوهم المرء أنه في كبد مشروعات الإصلاح، وهو واضع ذقنه على كفه فوق أريكة المشاهدين لا غير..
إدمان التصفح الشبكي هل هو إغراء أم هروب؟!
الماجريات
من التصورات الشائعة: الظن أن العامل الجوهري في الإدمان الشبكي هو بفعل الجاذبية الاستثنائية للمحتوى على الانترنت بحيث يخلب المرء عن المهام الأخرى، وهذا التصور غير دقيق البتة، فقد أكدت دراسات هذا الحقل أن الإدمان الشبكي كثيرًا ما يكون " آلية هروب نفسي " للفرار من تعقيدات المهام والمطالب العلمية والعملية.
ومما يؤكد ـ مثلًا ـ هذه النتيجة التي يذكرها الباحثون أنَّ المرء يلاحظ في التجارب الشخصية أن الطلاب يتكثف شعورهم بالإلحاح النفسي الداخلي لزيارة مواقعهم المفضلة على الشبكة في أوقات ضغط المهام، كأوقات الاختبارات الدراسية أو في أوقات العبادة الجادة في رمضان ونحو ذلك، وليس ذلك لإغراء هذه المواقع بقدر ما هو حيلة ذاتية للتنفس خارج ضغط المهام المكتظة أو الثقيلة.
مرحلة الشباب نفيسة!
الماجريات
" يقول الإيتاخي سمعت أحمد ابن حنبل يقول: (ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كمي فسقط)، وكم من إنسان يعيش مرحلة الشباب معصوب العينين عن النظر إلى الموعد القريب لإقلاع هذه المرحلة، ومازال ينفق ساعات هذه المرحلة النفيسة في الفضول والتفرج، وما أقرب أن يتفاجأ أن شيئًا في كمه سقط! ".
الانشغال بالحوادث مضرٌ عكس ما هو شائع!
الماجريات
نعم، الدوران في تروس الماجريات الفكرية والسياسية يزيح المرء عن الجهود الجادة والمنظمة في المعرفة والإيمان والإصلاح، وينتهي بصاحبه إلى حالة " كثرة الثرثرة وشح العمل "، ويخلق الوعي المزيف بأن يتوهم المرء أنه في كبد مشروعات الإصلاح، وهو واضع ذقنه على كفه فوق أريكة المشاهدين لا غير!