تعظيم قدر الصلاة - 5
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
اتفق أهل الفتوى وعلماء أهل الأمصار على أن من أفطر في رمضان متعمدا أنه لا يكفر بذلك، واختلفوا فيما يجب عليه عند ذلك فمنهم من أوجب عليه مكان كل يوم أفطره صوم يوم لم يوجب عليه أكثر من ذلك إلا التوبة والاستغفار (ومنهم من أوجب عليه بدل كل يوم أفطره صيام شهر مع التوبة والاستغفار) ومنهم من أوجب عليه الكفارة مع قضاء يوم فإن أفطر رمضان كله متعمدا فمنهم من أوجب عليه لكل يوم كفارة مع القضاء ومنهم من قال: تجزئه كفارة واحدة ما لم يكفر ثم يعود ولم يقل أحد من العلماء أنه قد كفر بل يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل فبهذه الدلائل فرقوا بين الصلاة وسائر الفرائض.
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حقها إلا جعلت له يوم القيامة صفائح ثم أحمي عليها في نار جهنم تكوى بها جنباه وجبهته وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين الناس فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، وما من صاحب إبل لا يؤدي حقها ومن حقها حلبها (يوم وردها إلا أتى بها يوم القيامة لا يفقد منها فصيلا) واحدا ثم يبطح لها بقاع قرقر تطؤه بأخفافها وتقرضه بأفواهها كلما مر عليه أخراها كر عليه أولاها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين الناس فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، وما من صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي حقها إلا أتي بها يوم القيامة وبطح لها بقاع قرقر ليس فيها عضباء، ولا عقصاء، ولا جلحاء تطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها كلما مر عليه أولاها كر عليه أخراها حتى يقضى بين الناس فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار». [أخرجه مسلم].
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
قال أبو عبد الله: أفلا ترى أن تارك الصلاة ليس من أهل ملة الإسلام الذين يرجى لهم الخروج من النار ودخول الجنة بشفاعة الشافعين كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة الذي رواه أبو هريرة وأبو سعيد جميعا رضي الله عنهما أنهم يخرجون من النار يعرفون بآثار السجود فقد بين لك أن المستحقين للخروج من النار بالشفاعة هم المصلون
أو لا ترى أن الله تعالى ميز بين أهل الإيمان وأهل النفاق بالسجود فقال تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} [القلم: 42] وقد ذكرنا الأخبار المروية في تفسير الآية في صدر كتابنا، فقال الله تعالى: {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون} [المرسلات: 48]، {وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون} [الانشقاق: 21]. أفلا تراه جعل علامة ما بين ملة الكفر والإسلام وبين أهل النفاق والإيمان في الدنيا والآخرة الصلاة. قال أبو عبد الله: ومع هذا كله فقد وجدنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبارا مفسرة تبين أن تارك الزكاة والصيام ليس كافرا يستوجب الخلود في النار.
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن صرد بن أبي المنازل، قال: سمعت حبيب بن أبي فضالة المالكي، قال: لما بني هذا المسجد مسجد الجامع قال: وعمران بن حصين جالس فذكروا عنده الشفاعة فقال رجل من القوم: يا أبا نجيد إنكم لتحدثونا بأحاديث ما نجد لها أصلا في القرآن فغضب عمران وقال للرجل: قرأت القرآن؟ قال: نعم، قال: فهل وجدت فيه صلاة المغرب ثلاثا وصلاة العشاء أربعا والغداة ركعتين والأولى أربع والعصر أربعا قال: لا، قال: فعن من أخذتم هذا الشأن؟ ألستم عنا أخذتموه وأخذناه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم، أوجدتم في ذلك في أربعين دينارا دينار، وفي كل كذا وكذا شاة، وكل كذا وكذا بعير كذا أوجدتم هذا في القرآن؟ قال: لا، قال: فعن من أخذتم هذا الشأن؟ أخذناه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم وأخذتموه عنا
هل وجدتم في القرآن: {وليطوفوا بالبيت العتيق} [الحج: 29] وجدتم: طوفوا سبعا واركعوا ركعتين خلف المقام أوجدتم هذا في القرآن؟ عن من أخذتموه ألستم أخذتموه عنا وأخذناه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى، فقال: وجدتم في القرآن: لا جلب، ولا جنب، ولا شغار في الإسلام؟ قال: لا، قال عمران: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا جلب، ولا جنب، ولا شغار في الإسلام» أسمعتم الله تعالى يقول لأقوام في كتابه: {ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين} [المدثر: 43] حتى بلغ: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} [المدثر: 48] قال حبيب رضي الله عنه: فأنا سمعت عمران بن حصين رضي الله عنه يقول: " الشفاعة نافعة دون ما يسمعون.
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن يحيى بن عمارة بن أبي حسن المازني، أنه بلغه أن رجالا، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة التي يوسوسها الشيطان في أنفسهم، فقالوا: يا رسول الله أرأيت شيئا يجده أحدنا في نفسه يسقط عندنا من الثريا أحب إليه من أن يتكلم به؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوقد وجدتم ذلك؟ ذلكم صريح الإيمان، إن الشيطان يريد العبد فيما دون ذلك فإذا عصم منه وقع فيما هنالك».
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن الحسن، قال: «إذا ترك الرجل صلاة واحدة متعمدا فإنه لا يقضيها» قال أبو عبد الله: وقول الحسن هذا يحتمل معنيين أحدهما أنه كان يكفره بترك الصلاة متعمدا فذلك لم ير عليه القضاء لأن الكافر لا يؤمر بقضاء ما ترك من الفرائض في كفره، والمعنى الثاني أنه إن لم يكن يكفره بتركها فإنه ذهب إلى أن الله عز وجل إنما افترض عليه أن يأتي بالصلاة في وقت معلوم فإذا تركها حتى يذهب وقتها فقد لزمته المعصية لتركه الفرض في الوقت المأمور بإتيانه به فيه فإذا أتى به بعد ذلك فإنما أتى به في وقت لم يؤمر بإتيانه به فيه، فلا ينفعه أن يأتي بغير المأمور به عن المأمور به. وهذا القول غير مستنكر في النظر لولا أن العلماء قد أجمعت على خلافه. ومن ذهب إلى هذا قال في الناسي للصلاة حتى يذهب وقتها وفي النائم أيضا: إنه لو لم يأت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا استيقظ أو ذكر»، وأنه صلى الله عليه وسلم نام عن صلاة الغداة فقضاها بعد ذهاب الوقت لما وجب عليه في النظر قضاؤها أيضا فلما جاء الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وجب عليه قضاؤها وبطل حظ النظر.
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن مجاهد، قال: " من كان في معصية الله تعالى فليس له من الرخصة شيء قال الله تعالى: {فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه} [البقرة: 173] قال مجاهد: «لا يحل له أن يترخص في شيء مما حرم الله تعالى عليه إن كان مفارقا لجماعة المسلمين، أو قاطع طريق، أو خارجا في معصية الله تعالى إذا اضطر إليه».
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول} [النساء: 59] فلم يكن افتراضه طاعته على الذين آمنوا بمسقط طاعته عن الكفار. فكذلك ليس في افتراضه الصلاة والصيام على المؤمنين دليل على إسقاطها عن الكفار. قال أبو عبد الله: فإذا ترك الرجل صلاة متعمدا حتى يذهب وقتها فعليه قضاؤها لا نعلم في ذلك اختلافا إلا ما يروى عن الحسن، فمن أكفره بتركها استتابه وجعل توبته وقضاءه إياها رجوعا منه إلى الإسلام، ومن لم يكفر تاركها ألزمه المعصية وأوجب عليه قضاءها.
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
قال أبو عبد الله: ولم يختلف المسلمون في أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أحدا من الكفار أسلم بقضاء شيء من الفرائض، واتفق على القول بذلك أهل الفتوى من علماء أهل الإسلام فبهذه الحجج يسقط قضاء الفرائض عن من أسلم من أهل الكفر لا لأنها لم تكن بواجبة عليهم.
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
قال الله تبارك وتعالى: {وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم} [التوبة: 124]. قال أبو عبد الله: فإذا أسلم الكافر وقد ترك الصلاة وسائر الفرائض في كفره، ثم تاب من ذلك كله وآمن لم يجب عليه قضاء شيء مما ترك من الفرائض، ولم يؤاخذ بشيء مما ارتكب من المحارم، وليس ذلك لأنها لم تكن واجبة عليه في كفره ولم يكن مؤاخذا بما ضيع منها معاقبا على ما ارتكب من المحارم لو مات على كفره، ولكن الله عز وجل تفضل عليه بالإيمان، والتوبة فغفر له ذنوبه السالفة ودفع عنه قضاء الفرائض التي تركها في كفره. قال الله عز وجل: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} [الأنفال: 38]. وقال تعالى: {إني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى} [طه: 82].
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
قال أبو عبد الله: وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن الله افترض على عباده خمس صلوات لم يخص مسلما منهم دون كافر، فأخبر أن الصلوات مفترضات على جميع العباد. قال أبو عبد الله: فثبت بالدلائل أن الصلاة وجميع الفرائض لازمة لجميع الكفار كلزومها المسلمين، وكذلك جميع ما حرم الله تعالى على المسلمين فهو عليهم حرام فإذا ارتد الرجل عن الإسلام فكفر بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم ترك الصلاة جاحدا لها متكبرا عنها ازداد كفرا إلى كفره، ومعصية إلى معصيته وكذلك جميع الفرائض إذا تركها بعد الارتداد وجحودا واستكبارا ازداد كفرا ومعصية، وكذلك هو في استحلاله جميع ما حرم الله تعالى من قتل المؤمنين، واغتصاب أموالهم، والزنا، وشرب الخمر وغير ذلك، فهو يزداد باستحلال ذلك كله كفرا إلى كفره، ومعصية إلى معصيته.
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
قال أبو عبد الله: قال الله عز وجل فيما يوبخ به الكافر على كفره به وتركه الصلاة له وسائر الفرائض: {فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى} [القيامة: 31]. {فلا صدق} [القيامة: 31] لا آمن بالله تعالى {ولا صلى} [القيامة: 31] لله عز وجل، {ولكن كذب} [القيامة: 32] بالله تعالى وبكتابه، {وتولى} [يوسف: 84] عن طاعته من إقامة الصلاة وسائر الفرائض، ثم أوعده على ذلك كله وعيدا بعد وعيد فقال تعالى: {أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى} [القيامة: 34]، وقال عز وجل: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا} [مريم: 59] فأوعدهم وعيدا غليظا على إضاعتهم الصلاة واتباعهم الشهوات وهم كفار، والدليل على كفرهم قوله تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل صالحا} [مريم: 60] قال المفسرون: {تاب} [المائدة: 39] من الشرك، {وآمن وعمل صالحا} [مريم: 60] أداء الفرائض وقال الله عز وجل فيما حكى عن الكفار أنهم سئلوا بعد دخولهم النار {ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين} [المدثر: 42] فأخبروا أنهم عذبوا على تركهم الصلاة، وإطعام المسكين، ويشبه أن يكونوا أرادوا بتركهم إطعام المسكين منعهم الزكاة الدليل على ذلك قوله تعالى: {ويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة} [فصلت: 6].
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
قال الشافعي رضي الله عنه: وحلال الله تعالى لجميع خلقه وحرامه عليهم واحد قال: فالخمر والخنزير وثمنهما محرم على النصراني كهو على المسلمين. وقال: فإن قال قائل: لم لا تقول: إن ثمن الخمر والخنزير حلال لأهل الكتاب وأنت لا تمنعهم من اتخاذه والتبايع به. قيل: قد أعلمنا الله تعالى أنهم لا يؤمنون به ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق فكيف يجوز لأحد عقل عن الله عز وجل أن يزعم أنها لهم حلال، وقد أخبر الله تعالى أنهم لا يحرمون ما حرم الله ورسوله. فإن قال: فأنت تقرهم عليها؟ قلت: نعم، وعلى الشرك بالله تعالى لأن الله تعالى أذن لنا أن نقرهم على الشرك به واستحلالهم شربها وتركهم دين الحق بأن نأخذ منهم الجزية قوة لأهل دينه، وحجة الله تعالى عليهم قائمة لا مخرج لهم منها، ولا عذر لهم فيها حتى يؤمنوا بالله ورسوله، ويحرموا ما حرم الله ورسوله.
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
حكى المصريون عن الشافعي، رضي الله عنه أنه قال: إذا كان لك على نصراني حق من أي وجه ما كان ثم قضاكه من ثمن خمر أو خنزير تعلمه لم يحل لك أن تأخذه سواء ذلك فيما قضاك أو وهب لك أو أطعمك كما لو كان لك على مسلم حق فأعطاك من مال غصبه أو ربا أو حرام لم يحل لك أخذه وإذا غاب عنك معناه من النصراني والمسلم فكل ما أعطاك وأطعمك أو وهب لك وأمكن أن يكون من حلال وحرام وسعك أن تأخذه على أنه حلال حتى تعلم أنه حرام ولا فرق بين ما أعطاك من ذلك تطوعا أو بحق لزمه.
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن ميمون بن أبي شبيب، قال: تهيأت مرة في زمن الحجاج لأذهب إلى الجمعة فمرة أقول: أذهب ومرة أقول لا أذهب فنوديت من جانب البيت: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} [الجمعة: 9] قال: وأردت مرة أن أكتب كتابا فذكرت كلمة إن كتبتها زينت كتابي وأكون قد كذبت، وإن تركتها قبحت كتابي وأكون قد صدقت فأجمعت على تركها، فنوديت من جانب البيت: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} [إبراهيم: 27] الآية ".
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن عبد الواحد بن صبرة، أن سالم بن عبد الله، تحدث القاسم بن محمد قال: لما قدم الوليد بن عبد الملك علينا جاءت الجمعة فجمع بنا فما زال يخطب، ويقرأ الكتب حتى مضى وقت الجمعة ولم يصل، فقال القاسم: أما قمت فصليت، قال: لا، والله خشيت أن يقال رجل من آل عمر قال: فما صليت قاعدا قال: لا، والله قال: فما أومأت قال: لا ".
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن معاوية بن قرة، قال: " تذاكرنا الجمعة فاجتمع قراء أهل الكوفة أن يدعوا الصلاة مع الحجاج لأنه كان يؤخرها حتى كادت تغيب الشمس فتذاكروا ذلك، وهموا أن يجمعوا عليه، فقال شاب منهم: ما أرى أن تفعلوا، ما للحجاج تصلون إنما تصلون لله تعالى فاجتمع رأيهم على أن يصلوا معه ".
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
قال أبو عبد الله رحمه الله تعالى: ومن حقوق الصلاة: الطهارة من الأحداث، وطهارة الثياب التي تصلى فيها، وطهارة البقاع التي تصلى عليها، والمحافظة على مواقيتها التي كان يحافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، والخشوع فيها من ترك الالتفات والعبث، وحديث النفس، وترك الفكرة فيما ليس من أمر الصلاة، وإحضار القلب واشتغاله بما يقرأ ويقول بلسانه وإتمام الركوع والسجود فمن أتى بذلك كله كاملا على ما أمر به فهو الذي له العهد عند الله تعالى بأن يدخله الجنة، ومن أتى بهن لم يتركهن وقد انتقص من حقوقهن شيئا فهو الذي لا عهد له عند الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، فهذا بعيد الشبه من الذي يتركها أصلا لا يصليها.
باب ذكر الأخبار التي احتجت بها هذه الطائفة التي لم تكفر بترك الصلاة
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن الوليد، قال: قلت لأبي عمرو (ابن مسلم عالم اهل الشام): نصراني صحب مسلمين في سفر مشتبها بالمسلمين في هيئة، فحضرت الصلاة فصلى معهم، ثم قال: خفتكم على نفسي ومالي، فقال: «لا قتل عليه»، قلت لأبي عمرو: فإنه لما حضرت الصلاة أذن وأقام وصلى بهم فقرأ وأقام سنة الصلاة فلم ير عليه قتلا لتقيته على نفسه، ويعيدون صلاتهم ".
باب ذكر الأخبار التي احتجت بها هذه الطائفة التي لم تكفر بترك الصلاة
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن الزهري، قال: دخلت على أنس بن مالك رضي الله عنه في خلافة عبد الملك وهو خبيث النفس فقلت له: إني لأرجو أن يكون الله أخرك أن تكون شهيدا على هذه الأمة، فقال: وإني أشهد الآن أنهم قد أصبحوا، أو قال: قد أمسوا وهم مخالفون لمن كان قبلهم إلا أنهم يصلون وفي الصلاة تأخير ".
باب ذكر الأخبار التي احتجت بها هذه الطائفة التي لم تكفر بترك الصلاة
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن الضحاك بن مزاحم، قال: دخلت على الحسن بن محمد بن علي رضي الله عنهم فوجدته قائما يصلي العصر في بيته بعد الوقت فيما أظن فقلت: أنت ابن خير هذه الأمة ما شأن صلاتك العصر هذه الساعة قد أخرتها عن وقتها فيما أرى، فقال: أتدري ما وقت الصلوات؟ قلت: نعم، قال: فأخبرني، قلت: تصلي المغرب حين تغيب الشمس إلى أن يغيب الشفق وتصلي العشاء حين يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول وتصلي الصبح من طلوع الفجر إلى أن تطلع الشمس، وتصلي الظهر حين يفيء الفيء إلى اعتدال الظل، وتصلي العصر والشمس بيضاء نقية، فقال الحسن رضي الله عنه: أجعلت الصلوات كلهن وقتين اثنين إلا الصلاة الوسطى وقتا واحدا لا يكون هذا أبدا، فقلت: والله ما عندي فيها إلا هذا فهات أنت ما عندك فيها، فقال: نعم، والشمس بيضاء نقية، كما قلت إلى شرق الموتى، فقلت: وما يدريني ما شرق الموتى؟ فقال: أنا أخبرك عن ذلك ألم تر حين تسقط الشمس عن الجدر فتراها على القبور كأنها لجة في هيئتها فإن أهل الجاهلية كانوا يدعون تلك الساعة شرق الموتى ".
باب ذكر الأخبار التي احتجت بها هذه الطائفة التي لم تكفر بترك الصلاة
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن إبراهيم، عن همام، عن عمر، رضي الله عنه أنه صلى المغرب فلم يقرأ فلما انصرف قيل له، قال: إذ حدثت نفسي وأنا في الصلاة بعيرا جهزتها من المدينة فلم أزل أنزلها حتى دخلت الشام فأعاد الصلاة، وأعاد القراءة ".
باب ذكر الأخبار التي احتجت بها هذه الطائفة التي لم تكفر بترك الصلاة
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد، أن محمد بن يحيى بن حبان، أخبره أن ابن محيريز القرشي ثم الجمحي أخبره وكان، يسكن الشام وقد أدرك معاوية رضي الله عنه أن المخدجي رجلا من بني كنانة أخبره أن رجلا من الأنصار كان بالشام، وكان له صحبة يكنى أبا محمد سمعه يذكر أن الوتر واجب، فراح المخدجي إلى عبادة بن الصامت رضي الله عنه فأخبره فقال عبادة: كذب أبو محمد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خمس صلوات كتبهن الله على العباد من أتى بهن لم يضيع من حقهن شيئا استحفافا بحقهن كان له عند الله عهدا أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن جاء وليس له عند الله عهد إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة» [صححه الألباني].
باب ذكر الأخبار التي احتجت بها هذه الطائفة التي لم تكفر بترك الصلاة
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن عمرو بن ميمون الأودي، قال: قدم علينا معاذ بن جبل رضي الله عنه في وجه السحر رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا صوته بالتكبير أجش الصوت فوقعت عليه محبتي فلزمته فما فارقته حتى حثوت عليه التراب، ثم نظرت إلى أفقه الناس بعده فأتيته فلزمته: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فسمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها سيكون ولاة أو أمراء يصلون الصلاة لغير ميقاتها فصلوا الصلاة لوقتها واجعلوا صلاتكم معهم سبحة».
باب ذكر الأخبار التي احتجت بها هذه الطائفة التي لم تكفر بترك الصلاة
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعلكم ستدركون أقواما يصلون الصلاة لغير وقتها فإذا أدركتموهم فصلوا في بيوتكم للوقت الذي تعرفون، ثم صلوا معهم، واجعلوها سبحة» [رجاله ثقات واسناده صحيح].
باب ذكر الأخبار التي احتجت بها هذه الطائفة التي لم تكفر بترك الصلاة
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، رضي الله عنه رفعه قال: ضرب فخذي وقال: «كيف أنت إذا بقيت في قوم يؤخرون الصلاة عن وقتها؟» ثم قال: «صل الصلاة لوقتها ثم اخرج، وإن كنت في المسجد فأقيمت الصلاة فصل معهم» [اخرجه مسلم].
باب ذكر الأخبار التي احتجت بها هذه الطائفة التي لم تكفر بترك الصلاة
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن أبي العالية البراء، قال: أخر ابن زياد الصلاة فجاءني عبد الله بن الصامت فألقيت له كرسيا فقعد عليه فذكرت له صنيع ابن زياد فعض على شفتيه وضرب على فخذي ثم قال: سألت أبا ذر كما سألتني فضرب على فخدي كما ضربت على فخذك وقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فضرب على فخذي كما ضربت على فخذك وقال: «صل الصلاة لوقتها فإن أتيت القوم وقد صلوا فقد أحرزت صلاتك، وإن لم يصلوا صليت معهم ولا يقل أحدكم إني صليت فلا أصلي» [اخرجه مسلم و احمد].
باب ذكر الأخبار التي احتجت بها هذه الطائفة التي لم تكفر بترك الصلاة
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا ذر إنه سيكون بعدي أمراء يميتون الصلاة فصل الصلاة لوقتها فإن صليت لوقتها كانت لك نافلة، وإلا كنت قد أحرزت صلاتك» [اخرجه مسلم والترمذى وقال الترمذى حسن].
باب ذكر النهي عن قتل المصلين ، وإباحة قتل من لم يصل
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
قال أبو عبد الله: سمعت إسحاق، يقول: قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة كافر، وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا أن تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر، وذهاب الوقت أن يؤخر الظهر إلى غروب الشمس، والمغرب إلى طلوع الفجر وإنما جعل آخر أوقات الصلوات ما وصفنا لأن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلاتين بعرفة والمزدلفة وفي السفر فصلى إحداهما في وقت الأخرى فلما جعل النبي صلى الله عليه وسلم الأولى منهم وقتا للأخرى في حال، والأخرى وقتا للأولى في حال صار وقتاهما وقتا واحدا في حال العذر، كما أمرت الحائض إذا طهرت قبل غروب الشمس أن تصلي الظهر والعصر وإذا طهرت آخر الليل أن تصلي المغرب والعشاء.
باب ذكر النهي عن قتل المصلين ، وإباحة قتل من لم يصل
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
قال الشالنجي: سألت أحمد بن حنبل عن من: ترك الصلاة، والزكاة، والصوم، والجمعة والحج عمدا وهو يقدر على ذلك ولم يمنعه من ذلك مرض ولا خوف، قال: أما في الصلاة إذا تركها إلى أن يدخل وقت صلاة أخرى يستتاب ثلاثا فإن تاب وإلا، يعني قتل.
باب ذكر النهي عن قتل المصلين ، وإباحة قتل من لم يصل
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن عبد الله بن عمران الرازي، يقول: قال وكيع: " لو خرجت إلى صلاة الظهر ورأيت رجلا بباب المسجد فقلت له: أصليت الظهر؟ فقال: لا، ولكن أصلي فصليت الظهر ثم خرجت فقلت: أصليت الظهر؟ فقال: لا ولكن أصلي، ثم أذنوا للعصر فخرجت إلى العصر فرأيته في موضعه جالسا فقلت له أصليت الظهر؟ فقال: لا، ولكن أصلي فدخلت المسجد فصليت العصر، فخرجت فقلت: أصليت الظهر فقال: لا، ولكن أصلي، قال: استتبه فإن تاب وإلا ضربت عنقه "
.
باب ذكر النهي عن قتل المصلين ، وإباحة قتل من لم يصل
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن يعمر بن بشر أبا عمرو، قال: سمعت عبد الله بن المبارك رضي الله عنه قال: " من أخر صلاة حتى يفوت وقتها متعمدا من غير عذر [فقد] كفر، ثم قال: خالفني سفيان وغيره من أصحاب عبد الله وأنكروه فدخلوا على عبد الله بالزبد انقان فأخبروه أن يعمر روى عليك كذا وكذا، ولم ينكره، وقال: فما قلت أنت؟ فقال سفيان لعبد الله: إنه روى عليك كذا وكذا، فقال له عبد الله فما قلت أنت: قال: إذا تركها ردا لها فقال: ليس هذا قولي قست علي يا أبا عبد الله.
.
باب ذكر النهي عن قتل المصلين ، وإباحة قتل من لم يصل
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
قال أبو عبد الله رحمه الله تعالى: قد ذكرنا في كتابنا هذا ما دل عليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من تعظيم قدر الصلاة وإيجاب الوعد بالثواب لمن قام بها والتغليظ بالوعيد على من ضيعها، والفرق بينها وبين سائر الأعمال في الفضل وعظم القدر، ثم ذكرنا الأخبار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في إكفار تاركها وإخراجه إياه من الملة وإباحة قتال من امتنع من إقامتها، ثم جاءنا عن الصحابة رضي الله عنهم مثل ذلك، ولم يجئنا عن أحد منهم خلاف ذلك، ثم اختلف أهل العلم بعد ذلك في تأويل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عن الصحابة رضي الله عنهم في إكفار تاركها وإيجاب القتل على من امتنع من إقامتها.
باب ذكر النهي عن قتل المصلين ، وإباحة قتل من لم يصل
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن معقل بن عبيد الله الجزري، قال: قلت لنافع: رجل أقر بما أنزل الله تعالى وبما بين نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: أترك الصلاة وأنا أعرف أنها حق من الله تعالى، قال: ذاك كافر، ثم انتزع يده من يدي غضبانا موليا ".
باب ذكر النهي عن قتل المصلين ، وإباحة قتل من لم يصل
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن عكرمة بن خالد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قتل علي رضي الله عنه وبايع الناس لابنه الحسن رضي الله عنه جاء زياد إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال: أتريدون أن يثبت لكم هذا الأمر؟ قال: نعم، قال: فأرسل إلى فلان وفلان فاضرب أعناقهم، فقال له ابن عباس: «أصلوا الغداة اليوم؟» قال: نعم، قال: «فلا سبيل إليهم إذا هم في ذمة الله تعالى»، فلما بلغ ابن عباس رضي الله عنهما ما صنع زياد بعد قال: «ما أراه إلا ما قد أشار علينا بالذي هو رأيه».
باب ذكر النهي عن قتل المصلين ، وإباحة قتل من لم يصل
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزى
عن حنظلة بن علي بن الأسقع الأسلمي، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعث خالد بن الوليد رضي الله عنه وأمره أن يقاتل الناس على خمس قال: ومن ترك واحدة من الخمس فقاتله كما تقاتل من ترك الخمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان ".
باب ذكر النهي عن قتل المصلين ، وإباحة قتل من لم يصل
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزى
عن أنس رضي الله عنه قال: سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فانتهى إليها ليلا، وكان إذا طرق ليلا لم يغر عليهم حتى يصبح فإن سمع أذانا أمسك وإن لم يكونوا يصلون أغار عليهم حين يصبح " [راه البخاري ومسلم فى صحيحيهما].
باب ذكر النهي عن قتل المصلين ، وإباحة قتل من لم يصل
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزى
عن أبي هاشم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخنث قد خضب يديه ورجليه بالحناء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما باله؟» قالوا: يتشبه بالنساء فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفي إلى النقيع، قالوا: يا رسول الله أوأمرت بقتله، فقال: " إني نهيت عن قتل المصلين فأقر به أبو أسامة، وقال: نعم. [صححه الألبانى - صحيح الجامع].
باب ذكر النهي عن قتل المصلين ، وإباحة قتل من لم يصل
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزى
عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، عن رجل، من الأنصار أنه أخبره أن رجلا من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه فساره يستأذنه في قتل رجل من المنافقين فجهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أليس يشهد أن لا إله إلا الله؟» قال الأنصاري: بلى ولا شهادة له، قال: «أليس يشهد أن محمدا رسول الله؟» قال الأنصاري: بلى ولا شهادة له، قال: «أليس يصلي؟» قال: بلى ولا صلاة له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أولئك الذين نهيت عنهم». [اسناده صحيح ورجاله ثقات].
باب ذكر النهي عن قتل المصلين ، وإباحة قتل من لم يصل
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزى
عن مسلم بن قرظة، عن عوف بن مالك رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم، ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم» قالوا: يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال: «لا، ما أقاموا فيكم الصلاة وإذا رأيتم من واليكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة».[رواه مسلم].
باب ذكر النهي عن قتل المصلين ، وإباحة قتل من لم يصل
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزى
عن ضبة بن محصن العنزي، عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنها ستكون عليكم أئمة تعرفون منهم وتنكرون فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم، ولكن من رضي وتابع قالوا: يا رسول الله أفلا نقتلهم؟ قال: «لا، ما صلوا». [اخرجه مسلم وابوداود والترمذى وقال: حسن صحيح].
باب ذكر إكفار تارك الصلاة
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزى
عن سعيد الأنصاري، أنه حدث عن سعد بن عمارة، أخي بني سعد بن بكر وكانت له صحبة أن رجلا، قال له: «عظني في نفسي رحمك الله [قال]: إذا أنت قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء فإنه لا صلاة لمن لا وضوء له ولا إيمان لمن لا صلاة له، ثم إذا صليت فصل صلاة مودع واترك طلب كثير من الحاجات فإنه فقر حاضر وأجمع اليأس مما عند الناس فإنه هو الغني، وانظر إلى ما تعتذر منه من القول والفعل فاجتنبه».
باب ذكر إكفار تارك الصلاة
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزى
عن زيد بن وهب، قال: كنا مع حذيفة جلوسا في المسجد إذ دخل رجل من أبواب كندة، فقام يصلي فلم يتم الركوع ولا السجود فلما صلى قال حذيفة: «منذ كم هذه صلاتك؟» قال: منذ أربعين سنة، قال: «ما صليت منذ أربعين سنة لو مت وأنت تصلي هذه الصلاة لمت على غير الفطرة التي فطر عليها محمد صلى الله عليه وسلم».
باب ذكر إكفار تارك الصلاة
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزى
عن القاسم، والحسن بن سعد، قالا: قيل لابن مسعود رضي الله عنه: إن الله تعالى يكثر ذكر الصلاة في القرآن: {الذين هم على صلاتهم دائمون} [المعارج: 23]، {على صلاتهم يحافظون} [الأنعام: 92] قال عبد الله: ذلك على مواقيتها قالوا: ما كنا نرى يا أبا عبد الرحمن إلا على تركها؟ قال: «تركها الكفر».