من أقوال د. فريد الأنصاري
“إن لهذا العصر مرضا داهما، ألا وهو الأنانية وحب النفس! وإن أول درس نوري تلقيته من القرآن الكريم، هو التخلص من الأنانية، فلا يتم إنقاذ الإيمان إلا بالإخلاص الحقيقي..وما دام الإخلاص التام هو مسلكنا فلابد من التضحية والفداء لبس بالأنانية فحسب، بل حتى لو منح لكم ملك الدنيا كلها وجب عليكم تفضيل حقيقة إيمانية واحدة على ذلك الملك.”
“أن وظيفتنا هي العمل الإيجابي البناء وليس العمل السلبي الهدام..
إننا مكلفون بالتجمل بالصبر، والتقلد بالشكر، تجاه كل ضيق ومشقة تواجهنا...وذلك بالقيام بالخدمة الإيمانية البناءة التي تثمر الأمن والاستقرار الداخليين. نعم، إن في مسلكنا قوة، إلا أننا لم نقم باستعمالها إلا في ضمان الأمن الداخلي، أو في مواجهة الهجمات الخارجية.
إن أعظم شروط الجهاد المعنوي هو عدم التدخل في شؤون الربوبية، أي فيما هو موكول إلى الله.”
“ظن ظنا حسنا تجد الحياة لذيذة حسنة، إن الأمل المندرج في حسن الظن ينفخ الحياة في الحياة! بينما اليأس المخبوء في سوء الظن بنخر السعادة ويقتل الحياة! بينما اليأس المخبوء في سوء الظن ينخر السعادة ويقتل الحياة! لقد كنت إذا ما دخلت بستانا لا أجني منه إلا أجود الثمرات. وإذا ما وقع بصري على فاكهة فاسدة أعرضت عنها، آخذ بالقاعدة:"خذ ما صفا دع ما كدر".”
“إنها الحياة ما تزال تولد من جديد! وأما ما شاهدته من عمرا ولى، ومن حياة غابت وفنيت، وما خلفت من بكاء ونحيب، إنما هو بسبب الغفلة عن مشاهدة مالكها الحقيقي! وبسبب هذا التوهم القاتل الظان أن الإنسان هو المالك لها! وإنما هو حقيقة مجرد ضيف على هذه الأرض! إنه عابر سبيل ليس إلا!”
“لا تحسبن أن ما أكتبه شئ مضغته الأفكار والعقول.. كلا ! بل هو فيض! فاض على روح مجروح وقلب مقروح، شلال نور تلقته مواجدي الحرى من القرآن الكريم رأسا! فلا تظنه حالا تتذوقه القلوب حينا ثم يزول..كلا! بل هو مقام أنوار متوهجة أبدا، وحقائق إيمان ثابتة سرمدا.
إنها ليست لي... فأنا لست بمدع! وإنما هي شمس القرآن انعكست على عقل عليل، وقاب مريض، ونفس حيرى! فانبعث من رماد "سعيد القديم" "سعيد الجديد" يبشر العالم بالنور”
“أقبلت على القرآن تلاوة لا تنقطع، وتدبرا لا يمل ولا يكل! فلم أزل به معتصما، أستمد منه حقائق الإيمان، وأقرأ به أحوال الزمان والمكان، وأرقب من خلاله مشاهد صيرورة الكون والحياة والإنسان!”
“إن المسلمين في كثير من الأقطار يعانون اليوم أزمة غياب التداول الاجتماعي للقرآن الكريم ! ومعنى التداول هنا : الانخراط العملي في تصريف آيات الكتاب في السلوك البشري العام ، تلاوة وتزكية وتعلمًا ، وتعريض تربة النفس لأمطار القرآن ، وفتح حدائقها المشعثة لمقارضه ومقاصه !حتى يستقيم المجتمع كله على موازين القرآن”
“صحيح أن الأربعين هي لحظة القوة والشدة من عمر الإنسان، ولكن أليست هي لحظة البدء أيضا لخطوة الانكسار من مخطط عمره المحدود؟ ألبست هي بدء العد العكسي في اتجاه النهاية؟”
“حرص النبي ﷺ على الإطاحة بأوثان الشعور, قبل الإطاحة بأوثان الصخور! و قد ظل بمكة يعبد الله قبل الهجرة و يطوف بالبيت العتيق وقد أحاطته الأصنام من كل الجهات, لأن عمله حينئذ كان هو إزالة أصولها القلبية, و جذورها النفسية, حتى إذا أتم مهمته تلك, كانت إزالة الفروع نتيجة تلقائية, لما سلف من إزالة للجذور ليس إلا.
و لذلك قلت: إن الشرك معنى قلبي وجداني, قبل أن يكون تصورا عقليا نظريا.”
“أهل البعثة من العلماء الفاعلين والربانيين المتفاعلين لا بد من اجتماعهم علي كلمة سواء في بناء المنهج وبعث المجالس وبث نشاطها ومواجهة تحدياتها بما يكفل تحقيق "بعثة التجديد" ويصنع للأمة رجالها من داخل المجتمع
لا بد من تأليف الكلمة وترتيب المسيرة لتنطلق البعثة عبر مدارجها ومراحلها وفقه أولوياتها من المجالس إلى المدارس ومن عمران الإنسان إلى عمران السلطان”
“أهل البعثة من العلماء الفاعلين والربانيين المتفاعلين لا بد من اجتماعهم علي كلمة سواء في بناء المنهج وبعث المجالس وبث نشاطها ومواجهة تحدياتها بما يكفل تحقيق "بعثة التجديد" ويصنع للأمة رجالها من داخل المجتمع
لا بد من تأليف الكلمة وترتيب المسيرة لتنطلق البعثة عبر مدارجها ومراحلها وفقه أولوياتها من المجالس إلى المدارس ومن عمران الإنسان إلى عمران السلطان”
“إن الانتساب لرسالة القرآن تلقيًا وبلاغًا ، معناه : الدخول في ابتلاءات القرآن ، من منزلة التحمل إلى منزلة الأداء "
“أن تتلقى القرآن: معناه أن تصغي إلى الله يخاطبك! فتبصر حقائق الآيات وهي تتنزل على قلبك روحاً
وبهذا تقع اليقظة والتذكر ثم يقع التخلّق بالقرآن على نحو ما هو مذكور في وصف خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأن تتلقى القرآن: معناه أيضا أن تتنزل الآيات على موطن الحاجة من قلبك ووجدانك،
كما يتنزل الدواء على موطن الداء ! "
“وليس معنى ذلك أن تلبس أرذل الثياب ولا تهتم بنظافتها و أصلاحها بالمكواة؛ كلا ! فليس الإسلام أن تتبذل المؤمنة في مظهرها حتى تبدوا كالعجوز التي لا يناسبها ثوب البتة! أو كما كان أهل المرقعات من جهال العٌبَاد أو الصعاليك! فتخرج على الناس في مزق من الأثواب بادية التجاعيد و الانكماشات! إن الفتاة المؤمنة لايريد لها الإسلام أن تكون منظرها بشعاً ولا منفرا بل يجب أن يكون محترما يوحي بالجد ويفرض على الناظرين الإجلال لها و التقدير والتوقير و إنمايحرم عليها أن يكون لباسها إغواءً أو إغراءً و ذلك حقا هو دور الشيطان!”
“هل غلبتك الفاحشة ولم تستطع التخلص منها؟ هل أنت مدمن على خطيئة ما؟ دواؤك واحد: صل! تقول لي: إنني أصلي.. لا، لا! صل! فإنك لا تصلي! (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ولذكر الله أكبر. والله يعلم ما تصنعون) العنكبوت، صل؛ تجد أن ما كان يأسرك من المحرمات بالأمس، ويملأ عليك قلبك نزوة ورغبة، فلا تستطيع التخلص منه؛ هو من أبغض الأشياء إليك اليوم! إن القرآن سيف قاطع، إذا قطع القول في حقيقة فلا مراء بعد إلى يوم القيامة! ولقد قال الحق كلمته، (فماذا بعد الحق إلا الضلال، فأنى تصرفون) يونس.
إن الصلاة سفر من الأرض إلى السماء؛ فأنى لمنازل السلام أن تصطدم بنوازل الحرام؟ أبدا، لا شهود للدرجات في نتانة الدركات!”
“أن يبلغ العبد مقام الإمامة بحق لابد أن تلتهب أضلاعه بكلمات الابتلاء يكتوي بهن الواحدة تلو الأخرى حتى إذا أتمهن جُعل للناس إماما وإلا كان في أحسن أحواله من التابعين والكلمة في هذا المسلك ليست قولاً يقال فحسب بل هي فعلٌ ملتهب وعقبهٌ بركانية متفجرة وامتحان عسير تسير الأقدام فيه على حد السيف وتُحرقُ فيه القلوب بنار التخلية والتحلية ولذلك كثر في الدنيا التابعون المقلدون وقل الأئمة المجددون”
“التنظيم الفطري عمل دعوي يجمع بين التلقائية والتوجيه كما يجمع بين البساطة وبين العمق وهو عمل تعبدي بذاته ومسلك إيماني بطبيعته ولذلك فهو يقوم علي ركنين أساسيين الأول منهما بشري وهم حمال الدعوة من الفاعلين فيها والمتفاعلين معها والثاني معنوي وهو الإطار الروحي التداولي للرسالات الدعوية وهو مجالس القرآن”
“فتح الله فارسٌ ليس تلين عريكته ولا تضعف شكيمته ولصوته في الكر أشد من فرقعة الرعد يقاتل في النهار حتى تذوب الشمس في دماء البحر فإذا خلا لأشجان الليل بكى
مكين الوثبة كالأسد حاد الرؤية كالصقر رهيب الصمت كالبحر إذا سكت خطب وإذا نطق التهب وإنه ليشف كالزجاج إذا هو كتب”
“فلتكن القبلة إذن قنديلاً آخر في طريق التعبد يجمع المصلين في العالم أجمع على قلب واحد ينبض بتوحيد الله ذي الجلال ويبعث من مكة المكرمة أنواراً تتلقاها أفئدة العابدين في كل مكان أن هلموا إلى ههنا فهذا بيت الله الذي هو أول بيت وضع للناس فتحج الأرواح من محاريبها خمس مرات في اليوم”
“هذه النافورة الرخامية البيضاء التي يؤمها الناس في فناء المسجد بقلوب يملؤها الشوق إلى حوض رسول الله تعرض على المؤمنين حليا من نور بهي فيتسابقون إلى تزيين وجوههم وأيديهم إلى المرافق ثم رؤوسهم فأرجلهم إلى الكعبين ذلك شرط المرور إلى عتبة الصلاة إذ "لا تقبل صلاة بغير طهور”
“تعلقت الحركات الإسلامية التقليدية بعقدة الأنظمة الحاكمة ومشكلة الديموقراطية في العالم الإسلامي وضخمتها إلى درجة التقديس العقدي فانحصرت آفاقها في دائرة الفعل السياسي الجزئي وتاهت في جزيئات الحدث اليومي الذي لا يعرف قرارا ولا استقرارا"
“"فيضان الأنهار الصحراوية رهيب..! يغيض ماؤها سنين.. ثم تأتي فجأة بما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر..! فتُكَبكِب بسيلها الهدام الإنسان والحيوان والجماد! وكذلك الثورة تأكل -أول ما تأكل- أبناءها!”
“العلم الحق بالله هو ما عرَّف العبدَ بربه، وغمر قلبه بنور اليقين، وأكسبه مشاهدة حقائق الإيمان، وتجليات أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، بما عرف من جلال ربوبيته، وجمال ألوهيته، فتعلق قلبه به، وسار إليه تعالى إجلالا وتعظيما وخوفا ورجاء، وشوقا ومحبة، وتدرّج في مراتب الإخلاص حتى يكون من الصديقين. وذلك هو علم التوحيد المأخوذ من الكتاب والسنة رأسا.”
“رأى الشر ينهزم في معركة الدنيا قبل حساب الآخرة !
ورأى أن الحصون التى يبنونها لها أجل قريب لا يطول !
وأن اﻷمة اﻹسلامية ستلتهم أعداءها بعد خمسين مقاما من مقامات الظلام والتيه !
ورأى أن جيل القرآن هو ينبت الآن ، وليس بينا وبينه إلا أن يخضر الربيع !
ورأى ، ورأى . . ثم رأى " أن لا غالب إلا الله ”
“فتح الله كان إذا تكلم عن حقائق العلم والمعرفة بهر القلوب بحديثه الشيق وبيانه الندي لم يكن كلاما عاديا كسائر المحدثين بل كان يتكلم كمن يصف ما يشاهد لا كمن يستذكر ما استوعب فيصبح الناس كلهم آذانا صاغية تتلقى حقائق السماء وكأنها تواردت على الأرض تواً فتتجنح القلوب بأشجانها وأشواقها خوفا ورجاء وتتطهر الأرواح بدموعها مما يجعل حلقة المجلس ترتفع بمواجيدها الحري إلى أعلى شيئاً فشيئا حتى يشارك الجميع في مشاهدة النور ويشربون من كوثر المعرفة بالله حقائق الإيمان المغروفة من بحر اليقين”
“الخلوة فكر، والجلوة ذكر، وبينهما تنتصب معارج الروح. ولا وصول إلى مدارجها إلا بالضرب في الأرض حتى مجمع البحرين ! وللطريق عقبات و وِهاد،فللجبال تعب وللصحراء لهب ! والسائر بينهما يتعلّى ويتدلّى بين خفاء وجلاء، يتلذذ بالضنى ويتغذى بالنَّصب ! ومن ظن أن بلوغ " ماء مدين " يكون بعير سفر فهو واهم ! .. فاحمل مزودك على عصاك يا قلبي وارحل ! .. فعلى شاطئ الجوار الآمن توجد منازل المحبين !”
“ولن يكون التدين -من حيث هو حركة في النفس والمجتمع- جميلا إلا إذا جَمُلَ باطنه وظاهره على السواء، إذ لا انفصام ولا قطيعة في الإسلام بين شكل ومضمون، بل هما معًا يتكاملان".”
“( هل غلبتك الفاحشة ولم تستطع التخلص منها ؟ هل أنت مدمن على خطيئة ما ؟ دواؤك واحد : صلَِ !! تقول لي: إنني أصلي .. لا ، لا ! صلَِ ! فإنك لا تصلي حقاً )”
“كانت الطفولة تستغيث ربها . . !
وتجأر إليه فزعا من الموت الرهيب . . !
هذا النور الصغير الصافي المتدفق مثل جدول البستان ، من عيون لا يد لها ولا رجل في إيقاد أوزار الحرب وفتنتها . .
كيف تكون هي أول من يصطلي بنارها وكلها أمل فى الحياة . . !؟
أي شيطان هذا الذى أملى على الإنسان اغتيال الجمال المشرق في هذه الوجوه اللطيفة . .؟”
“الوسواس نقمة وعذاب لعتاة المستكبرين فلا تزال جماجمهم تتحطم تحت مطارقه حتى يكونوا من الهالكين وهو للمؤمنين السالكين لطمة من لطمات الرحمة وصعقه علاج من برق النعمة وهو لقاح لخفقان القلب المحب حتى يستوي سيره على بوصلة محبوبه”
“إن الحق الموهوب ابتداءً شئ والحق الموهوب بسبب التمثُل العملي شيء آخر فالحق إن لم يُمثل حسب مقاييس قيمه الذاتية فإنه يمكن أن يُسلب من أصحابه في أي لحظة ويُسَلم إلى قوم آخرين يكونون أجدر ولو نسبيا بتمثيل الخير وهكذا إلى أن ينشأ الممثلون الحقيقيون للحق”
“ تبين أيضا أن المضي بالدعوة في مسارها المشاهد اليوم في كثير من البلاد، مضيا لا يراعي الظروف الجديدة، إنما هو مقامر بمصير الأمة. ذلك أن هذا المسار يغلب فيه الاستعراض على الاستنهاض ويطغى فيه النداء على البناء.”
“ تبين أيضا أن المضي بالدعوة في مسارها المشاهد اليوم في كثير من البلاد، مضيا لا يراعي الظروف الجديدة، إنما هو مقامر بمصير الأمة. ذلك أن هذا المسار يغلب فيه الاستعراض على الاستنهاض ويطغى فيه النداء على البناء.”
“ما بقي من وقتٌ أكثر مما ضاع فلحاقاً بالطير المغردة على حوض الطهور واغرف وضوءك من جداول النور عسى تنفتح أغصانك زهوراً تستمد طيبها من عبير الجنة وتستدر أنداءها من حوض رسول الله فيكتسب عودك خُضره ربيع لا يفنى ونضرة جمال لا يبلى فما كان لغرس أصابه رذاذٌ من حوض نبي الله أن يذبل أبدا”
“سورة الفاتحة في غير الصلاة تفتح للقارئ نافذة علم إذ تلخص له قصة الإسلام كلها عقيدة وشريعة والمفسر يكتسب بها مقام علم رفيع وأما الفاتحة داخل محراب الصلاة فهي تفتح للعابد أقواساً من نور لمشاهدة جمال العلم بالإسلام من داخل قباب العبد فالعبد يقرأ بين يدي سيده مناجياً وشهود الحي القيوم حيٌ بقلبه”
“يؤذن الإمام بتكبيرة الإحرام معلناً بذلك قطيعة مع عالم الرغام والأوهام
- الله أكبر
كأن سيف النور قد قطع الزمان نصفين: الأول إلى الخلف فما زال راكضاً في تغيره يذوب فناء بذوبان الأشكال والألوان المتهاوية تترى ثم يذوي في عالم الأوراق السافرة بين ربيع وخريف ولا برعوم يورق مرتين {كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام}
“لقد تمكن الاستعمار القديم من الأوطان، فقامت عليه بعثة تجديد مجاهدة، فحاربت وجوده العسكري والإيديولوجي بعد ذلك بشتى الوسائل. بيد أن الاستعمار الجديد تمكن من الإنسان قبل أن يتمكن من الأوطان! فاقتحم جسور البلاد بالشهوات قبل أن يقتحمها بالمدرعات والدبابات! ففقدت الشعوب الإسلامية قوتها على الصمود أمام الإغراء العولمي وفقدت نمط عيشها وطرائق استهلاكها، واحتوتها الفلسفة الأمريكية الشهوانية احتواءً كليَّا إلا قليلًا!
نعم، إنهم معارضون لأمريكا، لكن بمعنى أنهم يكرهون ظلمها فقط، لا بمعنى الكفر بوثنيتها وتألهها اللبيرالي، ورفض منهج حياتها، وطبيعة عيشها، ومن هنا كان نقدهم لها عملية تقويمية جزئية، من داخل بنيتها، ومن خلال نمطها، لا من خلال منظومة القرآن العظيم، ولا من خلال مقومات الشخصية الإسلامية المستقلة الأصيلة!
ومن هنا فإن بعثة التجديد المقبلة مدعوة إلى تحرير الإنسان قبل تحرير السلطان، وإلى تحرير الوجدان قبل تحرير الأوطان!
“الرب العظيم جل جلاله إنما علّمنا من أسمائه وصفاته ما علّمنا، لنُرجع كل شيء في هذا العالم إليه، خلقا وتقديرا، ورعاية وتدبيرا! ... وهذا المسلك هو من أهم المسالك المعرّفة بالله والموصلة إليه. لأن من تحقق بهاذ التوحيد مشاهدة وتخلقا، تحقق بتوحيد الألوهية خضوعا وخشوعا، وخوفا ورجاء، وشوقا ومحبة. وترقّى في مراتب الإخلاص إلى أعلى الدرجات!”
“لو أن هذا الجسد آلمته قرحة في أصبع صغرى من يده أو قدمه؛ لتداعى لها سائره بالسهر والحمى..فكيف إذا كان الوجع بالرأس شجَّةً غار جرحها نحو الدماغ؟ .. يتململ العلماء في كل الأمصار، ويتضورون حزنًا، فلا يجدون غير اسطنبول بثقلها التاريخي، وأريجها الإيماني؛ مفزعًا عند الملمات الكبرى.. ! وتظنون الآن يا أبناء هذا الزمن الجديد أن لا فائدة منها! وأنها صارت مجرد ذكريات في متحف التاريخ!.. كلا! كلا! فلا بد من اسطنبول مهما طال السفر.. ! وإن غدًا لناظره قريب!”
“بمجرد أن يُحرمُ الرجل بالتكبير للصلاة تنفجر غدران المواجيد من قلبه ويتدفق كوثرها الصافي على فمه ولسانه ثم تمضي إلى ربها هادئة بعمق وخشوع
فقد بُليت الصلاة في ذلك الزمن العصيب وأصبحت حركات سريعة مضطربة الواقع فارغة المعنى أبعد عن أن تكون معراجا يصل العبد بالسماء لقد اتسخت المقاصد وتعفنت فأسدلت الحُجُب وغُلقت الأبواب”
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [لقمان: 27]
فتمل جمال النور العظيم ! إذ يرسم الحرف القرآني في النفس شعاعاً لا يصطدم بساحل فترى أن العمر كل العمر لا يكفيك ولا لتذوق كأس واحدة من بحر عطاء الله الكريم”
“ولن يكون التدين من حيث هو حركة في النفس والمجتمع جميلا إلا إذا جَمُلَ باطنه وظاهره على السواء، إذ لا انفصام ولا قطيعة في الإسلام بين شكل ومضمون، بل هما معًا يتكاملان".
“إن رمزية اللباس في الإسلام تنطلق مرجعيتها إلى قصة خلق آدم عليه السلام و زوجته حواء حيث كان لباس الجنة رمزا للرضى الإلهى و بمجرد ارتكابهما للخطيئة تحول ذلك إلى عري فالعري هو رمز التمرد على الخالق إنه إذا رمز الشيطان”
“إن رمزية اللباس في الإسلام تنطلق مرجعيتها إلى قصة خلق آدم عليه السلام و زوجته حواء حيث كان لباس الجنة رمزا للرضى الإلهى و بمجرد ارتكابهما للخطيئة تحول ذلك إلى عري فالعري هو رمز التمرد على الخالق إنه إذا رمز الشيطان”
“ذلك أن الله جل جلاله قد فتح أمام البشرية معرضين فسيحين للجمال. معرضين دائمين، يتنفسان الحياة، وينبضان بالحسن المتجدد أبدا! أولهما: هذا القرآن الكريم المجيد، وما يتضمنه من حقائق إيمانية خالدة، تصل الإنسان بمنابع الجمال الحق، ومصدر النور الأعلى. وثانيهما: هذا العالم الطبيعي الكوني، بما فيه من مخلوقات وفيوضات نورانية، وتجليات روحانية خارقة، لا تنتهي استعراضاتها أبدا؛ امتدادا من عالم الغيب إلى عالم الشهادة! وما يعكسه ذلك كله من شوؤن الربوبية العليا، وأنوار الأسماء الحسنى! وما هذا كله إلا ليعيش الإنسان تجربته الجمالية على مستوى الوجدان، ويعبر عنها بشتى أنواع التعبير الجميل، عادةً وعبادةً!".”
“وتلقي القرآن بمعنى استقبال القلب للوحي، على سبيل الذكْر، إنما يكون بحيث يتعامل معه العبد بصورة شهودية، أي كأنما يشهد تنزله الآن غضاً طرياً ! فيتدبره آيةً، آيةً، بإعتبار أنها تنزلت عليه لتخاطبه هو فى نفسه ووجدانه، فتبعث قلبه حياً في عصره وزمانه، ومن هنا وصف الله تعالى العبد الذي "يتلقى القرآن" بهذا المعنى: بأنه يُلْقى له السمع بشهود القلب، قال تعالى: ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ ). ذلك هو الذاكر حقاً، الذي يحصل الذكرى ولا يكون من الغافلين”
“إن الدويلات الإسلامية تعاني معاناة شديدة بسبب استعلاء الغرب عليها وأنها إذا كان الله قد سلط عليها في الماضي جنكيز خان وتيمور لنك وهولاكو فإنه اليوم يسلط عليها الغرب عسى أن تستفيق من غفلتها وسكرتها بأهوائها وشهواتها وترجع إلى اصلها وإن هذه السُنة الإلهية لتجري على الجماعات الإسلامية في كل مكان”
“وتدور الفصول مابين حر وقر فيبقى الوضوء سراً من أسرار الجمال الذي ينسخ نوره أثار معركة الحياة ويضمد جراح الروح وما خلفته سهام إبليس ورشقاته اللعينة”
“إن تفتح محراب الصلاة يعني أنك تبحر إلى مقامات النور تحت أشرعة السلام عبر رياضه الأنبياء والصديقين حيث تفيض الروح ببهائها علي سائر أعضاء البدن فتوقد بين الجوانح قناديل خضراء تملأ القلب سكينة ومواجيد ذات هالات من نور تسري بك إلى مقام الجوار الأعلى لدى الملك العظيم”
“وبقدر ما يطول إطراق الجبهة والأنف على الثرى؛ بقدر ما يخف الجناح الضارب في معراجه إلى مولاه”
“الأم أو الجدة أو العمة أو الخالة أو الأخت الكبري هي أميرة تتربع على قلوب الأطفال أو هي عش من الريش اللطيف يهدهد أحلام البلابل الجميلة فلتكن حاضره ها هنا وكفى سواء تكلمت أو صمتت
فإن مواجيدها تشتعل في فضاء المكان قناديل وسرُجا ومصابيح تتوهج بنور لا نار فيه فتحتف بها الفراشات الجميلة في احتفالات الليالي المباركة ثم تتلقى القلوب الغضة من دروس المحبة بصمات الأخلاق وأصول القيم”
“كؤوس الرحمة ونور التأييد وفواكه الرضى وجلابيب القبول ومقامات النصر كلها كلها من ظلال الاصطبار على مدافعة مكاره الشيطان”
“وخرجت من عنده أحمل في قلبي بساتين الزيتون والبرتقال وربيعا لا تذبل أزهاره أبدا.. وأحدق بعينين ثابتتين في شمس لا تغرب أضواؤها عن سماء روحي سرمدا..”
“كانت السجون مدارس يوسفية لتربية طلاب النور ، تصفيةً لِخُلَّص الرجال وخلوات ربانيّة لتأليف رسائل النور .. كما كانت المنافي منازل لكل ذلك جميعاً ، ومحاريب لتجلي حكمة النور ، والتقاط لآلئه المرجانية وأسراره الخفية ..”
“إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا "(الكهف)
فالزينة الكونية مبعث وجداني للتحلي بالزينة الإيمانية !”
“وفاتحة القرآن إبحار في مقام التجريد والتفريد تضع عنك إشكال البهتان وألوان الكذب وتذوب أغلفة الأوهام وتمحي الأماني المستحيلة في نظرة الحق إلى ذاتك.... أنت الآن واقف تستفتح سفارك تقدح تغريد الصلاة أنت الآن كما أنت أنت الان أفقر ما تكون وأطهر ما تكون فقد نفضت يدك في تكبيرة الإحرام من كل الأثقال التي حملتها مالاً وولداً ومنصباً ولقباً فإنما الملك لله الواحد القهار وإنما أنت طيف عابر في مدار عابر وترتفع الأيدي كأعراف الخيل إلى أعلى معتصمة بلحظات الخلود:
الله أكبر... وينطلق الترتيل شجيا”
“محاضن الطفوله هي مزارع الأسرار في تربتها تُدفن بذور النور وخريطة الفتح الآتي ومواعيد الزمان الجديد”
“إنى على يقين بأن الدعوة الإسلامية بصيغتها الفطرية ستجد مكانها بين أولئك جميعا، و تصنع تيارها من كل الأطياف، لأن السياسة الحزبية بصورتها الحالية، إنما هى صنيعة بشرية برجماتية، أشبه ما تكون بالطائفية، لخلوها فى الغالب من المصالح العامة الحقيقية، اللهم إلا ما كان شعارا و كفى، فمصالحها إنما هى لبعض الناس لا لكل الناس، بينما الدين هو كله لله، و ما كان كله لله عاد فضله على كل الناس”
“إنّ رقي أمتنا إنما يكون على قدر تمسكها بالدين ، وإنّ تدنيها إنما هو بمقدار إهمالها له! وذلك بخلاف الأديان الأخرى..! هذه حقيقة تاريخية قد تنوسيت !”
“ليس لك الساعة إلا أن تفر من أشيائك وأغلالك لتنظر لنفسك من مرآة هادئة لا انفطار فيها ولا اعوجاج فهذا الآذان الصادح في الأفق الجميل مغرداً
الله أكبر ... الله أكبر
يدعوك لتتطلع ببصرك إلى السماء وتنصت إلي الكلمات التي تتشكل ومضات مشرقة تلخص قصة الكون المثير كلها في لحظات”
“الفاتحة هي نفسها في كل ركعة لكنها تفتح عليك في كل تلاوة جديدة أقواساً من المعرفة وتذيقك مواجيد من المحبة غير ما فتحت عليك وأذاقتك في الركعة السابقة وأما السور والآيات فعجائبها لا تنقضي وكنوزها أبداً لا تنتهي فالكؤوس غير الكؤوس والأذواق غير الأذواق وما زلت في موكب العابدين ترقى وترقى حتي تبلغ مقام التشهد”
“إن نجاح المشروع الدعوي ليس رهيناً بعدد المتَّبعين ؛ بقدر ما هو رهين بعدد المُبصِرين، والمُبَصِّرين !”
“ويحك هذه أشياؤك التي تعبدها تلاحقك كل مساء فتتحطم فوق رأسك ثم تبيت ليلتك تئن تحت ركامها
وتستيقظ صباح كل يوم لتدور كالآلة ف دوامة رتيبة ترشقك مسامير ذلك الضجيج نفسه وتخنقك رائحه تلك الملفات نفسها وتلهب وجهك لفحات الحرائق ذاتها وتطول أمالك وتتسع أطماعك وتمتد عيناك إلى مختلف الأشكال والألوان ولا تخرج عن نطاق أشيائك التي لا تعدو أن تكون في نهاية المطاف مجرد حفنة من تراب”
“لقد سحقتني آلام أمتي البئيسة .. فقد أحرق العدو كلّ حقولها ! وإنما أنا الآن أحرث وأزرع من جديد. ذلك هو واجب الوقت يا ولدي فتعلم ..!
:قلت
زدني-
قال:
والحقول التي لا تُروى بالدموع لا تثمر- سنابلُها أبداً ..!”
“الخلوه فكرٌ والجلوة ذكرٌ وبينهما تنتصب معارج الأرواح ولا وصول إلى مدارجها إلا بالضرب في الأرض حتى مجمع البحرين وللطريق عقبات ووهادٌ فللجبال تعبٌ وللصحراء لهبٌ والسائر بينهما يتعلى ويتدلى بين خفاء وجلاء ومن ظن أن بلوغ ماء مدين يكون بغير سفر فهو واهم فاحمل مزودك على عصاك ياقلبي وارحل فعلى شاطئ الجوار الآمن توجد منازل المحبين”
“عندما عثر الفتي علي رسائل النور ادرك انه هو المخاطب بها خصيصا وعلم ان عليه ان ينجز الخطوه الثانيه وان يرعي بذورها حتي تؤتي ثمارها وادرك ان هذه الفلاحه ليست ترتوي بغير دموع العاشقين ومن ثم لم يزل يبكي حتي انتفخت مقلتاه فكانت الحقول تخضر لنشيجه وكانت الثمار تزدهي لشهيقه وكانت الرياح تهب الهويني خاشعه عند مسجده فليست تؤذي من غرسه الكريم من شجر ولا ثمر”
“ذلك هو القرآن الوحي! إنه حجر كريم، بل إنه نجم عظيم وقع على الأرض! ولم يزل معدنه النفيس يشتعل بين يدي كل من فركه بقلبه، وكابده بروحه، تخلقاً وتحققاً! حتى يرتفع شعاعُه عاليا، عاليا في السماء، دالا على مصدره وأصله، هناك بموقعه الأعلى في مقام اللوح المحفوظ! ومشيراً مِنْ عَلُ ببرقه العظيم إلى باب الخروج..! فهنيئاً لمن تمسك بحبله، واتصل قلبُه بتياره، وتزود من رقراق أسراره، ثم مشى على الأرض في أمان أنواره!”
“بنيتي! أنت حمامة، لك جناحان هما: صلاتك وحجابك!
فطيري في فضاء الروح! غادري نتونة الصلصال المسنون! وانشلي ريشك من عفَن المستنقعات الآسنة! طيري إلى أعلى.. ثم أعلى ثم أعلى! في فضاءات التعرف إلى جمال الله، والاغتراف من نوره الطاهر الصافي؛ عساك تفرحين به ويفرح بك!”
“آه منك يانفس ! أي حق عليك لله ! وأي تبعة ! وها أنت شاردة في متاهات اللهو تبنين قصور الوهم في دار الخراب”
“قال ابن القيم رحمه الله: "إن محبة العبد لربه فوق كل محبة تقدر، ولا نسبة لسائر المحابّ إليها، وهي حقيقة لا إله إلا الله!" إلى أن يقول في نص نفيس تشد إليه الرحال: "فلو بطلت مسألة المحبة لبطلت جميع مقامات الإيمان والإحسان، ولتعطلت منازل السير إلى الله. فإنها روح كل مقام ومنزلة وعمل. فإذا خلا منها فهو ميت لا روح فيه. ونسبتها إلى الأعمال كنسبة الإخلاص إليها، بل هي حقيقة الإخلاص، بل هي نفس الإسلام. فإنه الاستسلام بالذل والحب والطاعة لله. فمن لا محبة له لا إسلام له البتة، بل هي حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله. فإن "الإله" هو الذي يألهه العباد حبا وذلا، وخوفا ورجاء، وتعظيما وطاعة له، بمعنى "مألوه": وهو الذي تألهه القلوب. أي تحبه وتذل له فالمحبة حقيقة العبودية".”
“فكل من أبصر عظمة الخالق في عظمة المخلوق، واتخذ آثار الصنعة مسلكاً يسير به إلى معرفة الله فهو متدبر وهو متفكر”
“فاتخذ هذه القاعدة دستورا لك : (( خذ ما صفا دع ما كدر ! ))
وانظر بِحُسن يكن فكرك حسنا ، وظن ظنا حسنا تجد الحياة لذيذة حسنة .
وإن الأمل المندرج فى حسن الظن ينفخ الحياة فى الحياة !
بينما الياس المخبوء فى سوء الظن ينخر السعادة ويقتل الحياة !”
“فيكون قول المؤمن "لا إله إلا الله" تعبيرا عما يجده في قلبه من تعلق بربه تعالى، أي لا محبوب إلا الله، ولا مرهوب إلا الله، ولا يملأ عليه عمارة قلبه إلا قصد الله...”
“ اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء فيه "
كأن النور اصفي تسبيحاً وتنزيهاً وان القلب اقرب محبه ومشاهده بحيث انبسطت ذاكرتك امامك مكشوفه الاوراق عليها اثامك وخطاياك نُكتاً سوداء زاحمت اوقات شرودك فيها اوقات إنابتك فما تنظر فيها حتي تلسعك سياط الخجل بين يدي مولاك وتبكي... تبكي عليها اثراً اثراً حتي تذوب الواحده تلو الاخري ف نهر دموع تتدفق عليك جداوله من عفو الله ثم تدعو وتدعو حتي تفني ف النفس دعائك فواحسرهً علي عبد سجد لله فما دعا عجباً كيف يرجع بغير زاد وقد عاد من حيث عاد عجباً لمن يطرق باب الكريم فلا يسأل”
“الشعور بالزمن مقامٌ ليس كل الناس يدركه فالتبلد الوجداني والجفاف الروحي يحرم القلب مشاهدة حركة الزمن السارية في الأشياء وعقاربه الهاربة من المشارق للمغارب صباح مساء”
“ولن يكون التدين - من حيث هو حركة النفس و المجتمع- جميلاً إلا إذا جَمُلَ باطنه و ظاهره على السواء، إذ لا انفصام ولا قطيعة فى الإسلام بين شكل و مضمون، بل هما معاً يتكاملان، و إنما الجمالية الدينية فى الحقيقة هى: (الإيمان) الذى يسكن نوره القلب، و يغمره كما يغمر الماء العذب الكأس البلورية، حتى إذا وصل إلى درجة الامتلاء فاض على الجوراح بالنور، فتجمل الأفعال و التصرفات التى هى فعل (الإسلام)، ثم تترقى هذه فى مراتب التجمل، حتى إذا وصلت درجة من الحُسن - بحيث صار معها القلب شفافاً، يُشاهد منازل الشوق و المحبة فى سيره إلى الله- كان ذلك هو (الإحسان) .
و الإحسان هو عنوان الجمال فى الدين، و هو الذى عرفه المصطفى بقوله -صلى الله عليه و آله و سلم- "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”
“عندما تصفوا الدمعة من الأكدار وتخلص الأشواق لبارئها تنكشف الأستار عن الأنوار فتنجلي معالم الطريق للسائرين”
“اجعل تنظيمك وجماعتك خادمةً لله، ولا تجعل الله خادماً لتنظيمك وجماعتك، واحذر فهذا منزلق قلما يسلم منه أحد من المتحزبين .”
“هل دخلتَ أقواس النورِ مرةً في حياتِك؟ هل شهدتَ كوثرَ السلام المتدفِّقَ في ملكوت الله؟ هل ذقت كئوسَ التحياتِ المقدَّمة في جلسات التكريم؟ وهل سبَحَتْ في موجةِ النور الوهَّاج، فرأيتَ كيف تمتد الأيدي إلى الله مستَدِرَّةً ألطافَ التجَلِّي وأمطارَ الغُفرانِ، فإذا بها أجنحةٌ مُرْسَلَةٌ في فضاءات الأُنس والجمال، وخمائل الرضوان؟”
“إن الدولة العثمانية حبلى بدولة أروبية، وسوف تلدها يوما ما ..! و إن أروبا حبلى بالإسلام وسوف تلده يوما ما ..!”
“إن رغبة التدين في الناس - مهما قد يبدو عليها من ضمور وفتور - طاقة متدفقة مثل الماء ، متى تحبسه في اتجاه يتسرب - بصورة تلقائية - في اتجاه آخر قد لا تحمد عقباه !”
”إن النقد هو أول الخطوات لتبين الطريق السليم للفهم السليم والعمل السليم… ومن هنا كان الحفاظ على حاسة النقد في المجتمع المسلم واجبا شرعيا، وضرورة اجتماعية بكل المقاييس.“
”الأساس من كل عمل وحدوي، هو توحيد التصورات، فيما يتعلق بفهم الدين والتدين، وفهم الواقع وتفسيره، للوصول إلى وحدة لا تلغي الاختلاف الطبيعي الفروعي، فيما يتعلق بمجال التنزيل، للعمل الدعوي الإسلامي.“
”الأسرة هي المحضن الوحيد للتدين عندما تفسد، تفسد كل المحاضن الاجتماعية، أو تستحيل بفعل استعماري، أو طغيان علمان، أو أي سبب من الأسباب. إن الأسرة هي المقر الأمين الوحيد لاستمرار التدين في الناس، ومن هنا كان هدمها هدم آخر معاقل الدين في المجتمع!“
”إن التدين هو الغاية الأولى من الدين، والقصد الأصيل من الخلق، وهذا معنى كلي استقرائي قطعي من النصوص الشرعية. والمقصود من بالتدين هو إقامة الدين على مستوى الفردي والجماعي أي على مستوى علاقة الإنسان بره وعلاقته بأخيه الإنسان.“
”إن للقرآن الكريم من حيث هو معان، ومن حيث هو عبارات معا، قوة تأثيرية لا يمكن أن توجد في كتب الناس وأفكارهم وتذوقاتهم ومواعظهم، فهو وحده المتعبد بتلاوته حرفا حرفا.“
”المرأة هي المحور الأول والأساس الذي يقوم عليه المشروع التفسيقي السياسي بكل اتجاهاته! وفي هذه القضية بالضبط تلتقي هذه الاتجاهات كلها مع المشروع الصهيوني!“
إن العالم إذا تجرد عن أهوائه تجردا كاملا، وانخرط في مسيرة العلم انخراطا شاملا كان عالما بالله حقا“
”إن الوظيفة الجوهرية للعمل الدعوي هي تنمية قابلية التدين لدى الإنسان على قابليته للفساد.“
”إن المربي هو الذي يقوم بتنمية الفرد وترقيته في مراتب التدين، والتشكيل البنيوي لشخصيته، على أساس التجرد والاستقلال.“