1. من وصايا الآباء للأبناء
ذم الإساءة
((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (4/ 260-263). ويُنظَر: ((محاضرات الأدباء)) للراغب (2/ 513).
قال عَونُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ لابنِه: (لا تَكُنْ يا بُنيَّ مِمَّن يقولُ في الدُّنيا قَولَ الزَّاهدينَ، ويعمَلُ فيها عَمَلَ الرَّاغِبينَ، يَكرَهُ المَوتَ لإساءَتِه، ولا ينتَهي عنِ الإساءةِ في حَياتِه!)
مِن وصايا لقمانَ الحكيمِ (رضي الله عنه) لابنه
يا بني! لا تُرسلْ رسولك جاهلاً، فان لم تجد حكيمًا فكن رسولَ نفسك.
يا بني! إياك والكذبَ؛ فإنه شهي كلحم العصفور عما قليل يقلي صاحبه.
يا بني! احضر الجنائز ولا تحضر العرس؛ فإنَّ الجنائزَ تذكرك الآخرة والعرسَ تشهيك الدنيا.
يا بني! لا تأكل شبعًا على شبع، فإنك إن تلقه للكلب خير من أن تأكله.
يا بني! لا تكن حلوًا فتبلع، ولا مرًّا فتلفظ.
مِن وصايا لقمانَ الحكيمِ (رضي الله عنه) لابنه
قال ربنا (جل ثناؤه) في سورة لقمان: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19).
من وصايا نبي الله داود لابنه سليمان
وعن عبد الرحمن بن أبزى (رحمه الله) قال:
قال داود النبى (صلى الله عليه وسلم):
كن لليتيم كالأب الرحيم. واعلم أنك كما تزرع تحصد.
ومَثَل المرأة الصالحة لبعلها كالملك المتوج بالتاج المخوص بالذهب، كلما رآها قرت بها عيناه.
ومثل المرأة السوء لبعلها، كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير.
واعلم أن خطبة الأحمق فى نادي قومه، كمثل المغني عند رأس الميت.
ولا تعدن أخاك شيئًا ثم لا تنجزه ؛ فتورث بينك وبينه عداوة.
وتعوذ بالله من صاحب إن ذكرتَ الله لم يعنك، وإن نسيته لم يذكرك، وهو: الشيطان.
واذكر ما تكره أن يُذكر منك فى نادي قومك، فلا تفعله إذا خلوت.
وصية نبي الله نوح (صلى الله عليه وسلم) لابنه
عن عبد الله بن عمرو بن العاص(رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إن نبيَّ الله نوحًا (صلى الله عليه وسلم) لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاصٌ عليك الوصية: آمرك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين: آمرك بـ " لا إله إلا الله " ؛ فإن السماوات السبع، والأرَضين السبع، لو وُضعَتْ في كفة، ووُضِعَتْ " لا إله إلا الله " في كفة، رجحت بهن " لا إله إلا الله ".
ولو أن السماوات السبع، والأرَضين السبع، كُنَّ حَلْقة مبهمة، فَصَمَتْهُنَّ " لا إله إلا الله ".
و " سبحان الله وبحمده " ؛فإنها صلاة كل شيء وبها يُرزق الخلقُ. وأنهاك عن الشرك، والكبر.
حكمــــــة
عن حَبِيْب الْجَلاَّب قال: قيلَ لابن الْمبارك (رحمه الله): ما خَيْرُ ما أُعْطِيَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: (غَرِيْزَةُ عَقْلٍ فِيْهِ). قيل: فإن لم يكن؟ قال: (أَدَبٌ حَسَنٌ). قيل: فإن لم يكن؟ قال: (أَخٌ صَالِحٌ يَسْتَشِيْرُهُ). قيل: فإن لم يكن؟ قال: (صَمْتٌ طَوِيْلٌ). قيل: فإن لم يكن؟ قال: (مَوْتٌ عَاجِلٌ).
خمس وصايا من وصايا نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)
الوصية الخامسة
عن العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) صَلَاةَ الْفَجْرِ ثُمَّ وَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا، فَقَالَ:
(أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسَنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ).
خمس وصايا من وصايا نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)
الوصية الرابعة
عن أبي ذَرٍّ جُنْدَُِبِ بنِ جُنَادَةَ (رضي الله عنه) قال:
أوصاني خليلي (صلى الله عليه وسلم) بخصال من الخير:
(أوصاني بأن لا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أنظر إلى من هو دوني.
وأوصاني بحب المساكين، والدُنُوِّ منهم.
وأوصاني أن أَصِلَ رحمي وإن أَدْبَرَتْ.
وأوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم.
وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مُرًّا.
وأوصاني أن أكثر من قول: " لا حول ولا قوة إلا بالله " ؛ فإنها كنز من كنوز الجنة).
خمس وصايا من وصايا نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)
الوصية الثالثة
عن أبي سعيد الخدري (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) أن رجلاً جاءه فقال: أوصني. فقال: سألت عما سألت عنه رسول الله (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) من قبلك، فقال:
(أوصيك بتقوى الله؛ فإنه رأس كل شيء. وعليك بالجهاد؛ فإنه رهبانية الإسلام. وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن؛ فإنه رَوْحك في السماء، وذكرك في الأرض).
خمس وصايا من وصايا نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)
الوصية الثانية
عن أبي العباسِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ (رضي الله عنهما) قَالَ: كُنْت خَلْفَ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) يَوْمًا، فَقَالَ:
(يا غلام! إنِّي أُُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَك، إذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لو اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوك بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَك، وَإِنْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْك، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ).
خمس وصايا من وصايا نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)
النبي (صلى الله عليه وسلم) أب لجميع المؤمنين؛ قال ربنا تبارك وتعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب:6].
الوصية الأولى
عن أَبي ذَرٍّ جُنْدَُبِ بنِ جُنَادَةَ (رضي الله عنه) قال: قلت: يارسولَ اللهِ! أوصني، فقال: (اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ).
شذور في الوصية بالأدب
- قال ربنا (جل ثناؤه): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:12]. قال غير واحد: معنى قوله (تعالى ذكره): {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} أي: علموهم وأدبوهم.
- رُوِيَ عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (مَا نَحَلَ والِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ). أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير "، والترمذي في " السنن "