الزواجر عن اقتراف الكبائر - 17
الكبيرة السبعون بعد المائتين
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
الدلالة على عورة المسلمين دليله الحديث الصحيح: { أن حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه كتب إلى أهل مكة يخبرهم بمسير النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فأعلم الله نبيه بذلك، فأرسل إلى حاملة الكتاب عليا والمقداد رضي الله عنهما فأخذاه منها قهرا بعد أن بالغت في إنكاره وإخفائه، فلما جاءا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقرئ عليه. قال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنقه، فمنعه صلى الله عليه وسلم من قتله لكونه شهد بدرا }.
الكبيرة التاسعة والستون بعد المائتين
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
قتل أو غدر أو ظلم من له أمان أو ذمة أو عهد). قال تعالى: { وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا }. وقال عز قائلا: { يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود } أي العهود، ومن جملتها العهد والأمان الذي بيننا وبين المشركين كما قاله بعض أئمة التفسير. وأخرج الشيخان أنه صلى الله عليه وسلم قال: { أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كان فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر }.
الكبيرة الثامنة والستون بعد المائتين
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
الغلول من الغنيمة والستر عليه. قال تعالى: { وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون }. وأخرج البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: { كان على نفل رسول الله صلى الله عليه وسلم - أي غنيمته - رجل يقال له كركرة - بكسر الكافين وحكي فتحهما - مات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو في النار، فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها }.
حكمــــــة
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
جاء أن عمر رضي الله عنه لما خرج للشام وبلغ سرغ بلغه أن الوباء قد وقع بالشام فاستشار أكابر الصحابة فلم يجد عند أحد منهم علما حتى جاء عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فروى له أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه فرجع عمر من سرغ.
الكبيرة السابعة والستون بعد المائتين
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
الفرار من الطاعون. قال تعالى: { ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم } اعلم أن عادته تعالى أن يذكر القصص بعد بيان الأحكام ؛ ليفيد الاعتبار للسامع، والهمزة هنا للاستفهام التقريري لدخولها على حرف النفي بناء على علم المخاطب بالقصة قبل نزولها أنها للتنبيه وللتعجب من حالهم والمخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كل سامع، قال أكثر المفسرين: هي قرية قرب واسط وقع بها طاعون فخرج عامة أهلها وبقيت طائفة فلم يبق منهم إلا قليل مرضى فلما ارتفع الطاعون رجع الهاربون سالمين.
الكبيرة السادسة والستون بعد المائتين
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
الفرار من الزحف: أي من كافر أو كفار لم يزيدوا على الضعف إلا لتحرف لقتال أو لتحيز إلى فئة يستنجد بها. قال - تبارك وتعالى -: { ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير }.
الكبيرة الخامسة والستون بعد المائتين
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
محبة الإنسان أن يقوم الناس له افتخارا أو تعاظما أخرج أبو داود بإسناد صحيح والترمذي وقال حديث حسن عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار }. وأبو داود وابن ماجه بإسناد حسن عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: { خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا فقمنا إليه فقال لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضا }.
الكبيرة الحادية والثانية والثالثة والستون بعد المائتين
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع القدرة بأن أمن على نفسه ونحو ماله ومخالفة القول الفعل). قال تعالى: { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } قال الغزالي: أفهمت الآية أن من هجرهما خرج من المؤمنين.
الكبيرة السابعة والخمسون بعد المائتين
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
ترك ختان الرجل أو المرأة بعد البلوغ. كذا ذكر هذا بعضهم، وله نوع وجه في ترك ختان الذكر لما يترتب على ذلك من المفاسد التي من جملتها ترك الصلاة غالبا ؛ لأن غير المختون لا يصح استنجاؤه حتى يغسل الحشفة التي داخل قلفته ؛ لأنها لما كانت مستحقة الإزالة كان ما تحتها في حكم الظاهر فوجب غسله، والغالب من أحوال غير المختونين التساهل في ذلك وعدم الاعتناء به فلا تصح صلاتهم فكأن هذا هو ملحظ من قال إن ذلك كبيرة. وأما كون تركه في حق الأنثى كبيرة فلا وجه له.
الكبيرة السادسة والخمسون بعد المائتين
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
التسمع إلى حديث قوم يكرهون الاطلاع عليه. أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك - أي بالمد وضم النون: الرصاص المذاب - يوم القيامة ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ }.
الكبيرة الرابعة والخمسون بعد المائتين
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
الصيال على معصوم لإرادة نحو قتله أو أخذ ماله أو انتهاك حرمة بضعه أو لإرادة ترويعه وتخويفه. أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: { من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي وإن كان أخاه لأبيه وأمه }. والشيخان عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إذا توجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار }.
حكمــــــة
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
قال بعض الصالحين: مات لي ولد فلما دفنته رأيته بعد مدة في المنام وقد شاب رأسه فقلت يا ولدي دفنتك صغيرا فما الذي شيبك؟ فقال: يا أبت لما دفنتني دفن إلى جانبي رجل كان يشرب الخمر في الدنيا فزفرت النار لقدومه إلى قبره زفرة لم يبق منها طفل إلا شاب رأسه من شدة زفرتها.
حكمــــــة
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
عن الفضيل بن عياض رضي الله عنه أنه حضر عند تلميذ له حضره الموت فجعل يلقنه الشهادة ولسانه لا ينطق بها فكررها عليه فقال لا أقولها وأنا بريء منها ثم مات فخرج الفضيل من عنده وهو يبكي ثم رآه بعد مدة في منامه وهو يسحب به في النار فقال له يا مسكين بم نزعت منك المعرفة؟ فقال: يا أستاذ كان بي علة فأتيت بعض الأطباء فقال لي تشرب في كل سنة قدحا من الخمر وإن لم تفعل تبق بك علتك فكنت أشربها في كل سنة ؛ لأجل التداوي فهذا حال من شربها للتداوي فكيف حال من يشربها لغير ذلك نسأل الله العافية من كل بلاء ومحنة.
الكبيرة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتاسعة والأربعون والخمسون والحادية والثانية والثالثة والخمسون بعد المائتين
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
شرب الخمر مطلقا والمسكر من غيرها ولو قطرة إن كان شافعيا وعصر أحدهما واعتصاره بقيده الآتي، وحمله وطلب حمله لنحو شربه، وسقيه وطلب سقيه، وبيعه وشراؤه وطلب أحدهما وأكل ثمنه وإمساك أحدهما بقيده الآتي. فهذه اثنتا عشرة في الخمر ومثلها في المسكر من غيرها ومجموع ذلك ما ذكر قال تعالى: { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما }.
الكبيرة الحادية والأربعون بعد المائتين
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
قطع الطريق أي إخافتها وإن لم يقتل نفسا ولا أخذ مالا. قال الله تعالى: { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم }.
الكبيرة الأربعون بعد المائتين
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
السرقة قال تعالى: { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم } قال ابن شهاب: نكل الله تعالى بالقطع في السرقة من أموال الناس { والله عزيز }: أي في انتقامه من السارق، { حكيم }: أي فيما أوجبه من قطع يده.
الكبيرة الثانية و الثلاثون بعد المائتين
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
اللواط وإتيان البهيمة، والمرأة الأجنبية في دبرها. أخرج ابن ماجه والترمذي وقال حسن غريب، والحاكم وصححه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط }. والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم: { ما نقض قوم العهد إلا كان القتل بينهم، ولا ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط الله عليهم الموت، ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر }.
حكمــــــة
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
للزنا له ثمرات قبيحة: منها أنه يورد النار والعذاب الشديد، وأنه يورث الفقر وأنه يؤخذ بمثله من ذرية الزاني، ولما قيل لبعض الملوك ذلك أراد تجربته بابنة له وكانت غاية في الجمال أنزلها مع امرأة فقيرة وأمرها أن لا تمنع أحدا أراد التعرض لها بأي شيء شاء ثم أمرها بكشف وجهها وأنها تطوف بها في الأسواق فامتثلت فما مرت بها على أحد إلا وأطرق رأسه عنها حياء وخجلا، فلما طافت بها المدينة كلها ولم يمد أحد نظره إليها حتى قربت بها من دار الملك لتريد الدخول بها فأمسكها إنسان وقبلها ثم ذهب عنها، فأدخلتها على الملك فسألها عما وقع فذكرت له القصة فسجد لله شكرا وقال الحمد لله ما وقع مني في عمري قط إلا قبلة لامرأة وقد قوصصت بها.
حكمــــــة
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
قال ابن زيد أحد أئمة التفسير: إنه ليؤذي أهل النار ريح فروج الزناة، ففي العشر الآيات التي كتبها الله عز وجل لموسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام: ولا تسرق ولا تزن فأحجب وجهي عنك فإذا كان هذا الخطاب لنجيه موسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم فكيف بغيره؟