فوائد من كتاب التوبة من المعاصى والذنوب لمصطفى شيخ إبراهيم حقى
حكمــــــة
التوبة من البيان الإلهي: وقال تعالى: " فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " (سورة البقرة: 37). من رحمة الله ولطفه بآدم وذريته أن علمه كلمات يستوجب بها الرحمة والغفران، وهي كلمات الاعتراف بالذنب وإعلان التوبة وطلب العفو، وفي هذا فضل الاستغفار، وأن الذنب قد تكون فيه مصالح عظيمة للعبد ـ إذا تاب وأناب ـ من الانكسار والندم والاجتهاد في الطاعة والبكاء والخوف والتواضع لعباد الله.
حكمــــــة
التوبة من البيان الإلهي: قال تعالى: " إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " (سورة البقرة: 160). إلا الذين رجعوا عما اقترفوا، وتابوا عما أسرفوا، وندموا وأقلعوا واعتذروا إلى ربهم وأصلحوا ما سبق أن أفسدوه، وأظهروا ما كتموه، فهؤلاء يقبل الله توبتهم، ويغسل حوبتهم، ويغفر زلتهم؛ لأنه تواب يرجع على عباده بالعفو إذا تابوا، وبالإحسان إذا أنابوا؛ ولأنه رحيم لا يؤاخذ بذنب غفره لصاحبه، بل يحسن إليه ويتغمده برحمته.
حكمــــــة
التوبة من البيان الإلهي: قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ " (سورة آل عمران: 90). إن اليهود الذين كفروا بعيسى بعد أن آمنوا بموسى ثم ازدادوا طغيانا وعتوا فكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم هؤلاء زادوا شرا إلى شر، وفجورا إلى فجور، هؤلاء الخونة المعرضون الناكثون لعهد الله لا يقبل الله سبحانه وتعالى توبتهم؛ لأنهم لا يتوبون إلا عند الموت ولا يغفر ذنوبهم، ولا يتجاوز عنهم؛ لأنهم ضلوا وأضلوا، وصدوا عن سبيل الله –عز وجل- وأغرقوا في الكفر وأمعنوا في الضلال وأكثروا من الفساد.
حكمــــــة
التوبة من البيان الإلهي: قال تعالى: " إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا " (سورة النساء: 17).التوبة الصحيحة المتقبلة التي يتوب الله على أصحابها هي التي تحصل من قوم ارتكبوا المعصية عن سفه وجهالة، ثم شعر أحدهم بالذنب والندم والأسف والانكسار، فعاد إلى ربه سبحانه وتعالى وأناب وأقلع وانخلع من ذنبه واعتذر إلى ربه، لا كالذي يرتكب الأخطاء عن عمد إلى ربه تعالى بعدما ارتكب الذنب عن سفاهة وجهل، وأناب وصدق فإن الله سبحانه وتعالى يغفر ذنبه، ويستر عيبه، ويبدل سيئاته حسنات، ويكرم مثواه، لأن الله سبحانه وتعالى عليم بمن صدق في توبته وعاد إلى مولاه بإخلاص، وهو حكيم –سبحانه وتعالى- يضع كل شيء موضعه، لا يعذب غير من يستحق العذاب، يعطي كل إنسان ما يستحقه من ثواب أو عقاب بحكمة متناهية، وقدرة فائقة.
حكمــــــة
التوبة من البيان الإلهي:قال تعالى: " وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا " (سورة النساء: 18).والتوبة المتقبَلة الصحيحة لا تُعطَى لمن أسرف في الإجرام، واستمر على الآثام، وارتكب المحارم بعمد، وقصّر واستهزأ بوعد الله سبحانه وتعالى ووعيده فإذا فاجأه الموت وأخذ يعتذر وأخذ يتنصل من ذنوبه، هذا ليس ممن يستحق التوبة؛ لأنه أسرَّ واستكبر وتجرأ على محارم الله عز وجل وسوّف بالتوبة وأخَّر الإنابة وكذلك لا يُتاب على من مات كافرا، بل هو خالد مخلد في النار، فإن الله لا يقبل من كافر عملا ولا شفاعة، ولا يدفع عنه العذاب يوم القيامة دافع، هؤلاء أعد الله سبحانه وتعالى لهم العذاب الأليم الموجع، والنكال الدائم، والعقاب المقيم.
حكمــــــة
التوبة من البيان الإلهي:قال تعالى: " وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ " (سورة المائدة: 71). ظن اليهود أن الله سبحانه وتعالى لن يعاقبهم على ما فعلوا، فاستحبوا العمى على الهدى، وصموا عند سماع الحق، ثم تاب الله عليهم لعلهم أن يراجعوا أنفسهم ويعودوا إلى ربهم، فعادوا إلى جرائمهم وبغيهم من جديد، فازدادوا عمى عن الحق، وصمما عن سماع الرشد، وهذا فعل الكثير منهم، وأما القليل منهم فمهتد، والله لا تخفى عليه خافية من أعمالهم ولا مما أسروه واقترفوه، وسوف يجازيهم بسوء صنيعهم، وقبح فعلهم.
حكمــــــة
التوبة من البيان الإلهي: قال تعالى: " أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " (سورة التوبة: 104). ألم يعلم هؤلاء التائبون أن الله يتوب على من تاب ويرحم من أناب، فيغفر زلاتهم ويتقبل صدقاتهم؛ لأنه كثير الغفران لمن هجر المعصية وأقبل إلى الطاعة وندم على الذنب، رحيم بمن صدق في توبته، فلا يؤاخذه بما سلف ولا يعذبه بما اقترف.
حكمــــــة
التوبة من البيان الإلهي:قال تعالى: " التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ " (سورة التوبة: 112).هؤلاء الأبرار المجاهدون الذين وعدهم ربهم بالجنة هم التائبون من الذنوب ما ظهر منها وما بطن، المخلصون الطاعة لربهم، الحامدون الله في السراء والضراء، الصائمون أو المتفكرون في خلق الله، المداومون على الصلاة، المكثرون من نوافلها، الآمرون بما يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الناهون عما يكرهه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، القائمون بحفظ الشرائع والتزام الأحكام وترك النواهي، وبشر –أيها الرسول- المؤمنين بجنات النعيم جزاء أعمالهم الصالحة.
حكمــــــة
التوبة من البيان الإلهي:قال تعالى: " وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " (سورة النور: 31). عودوا أيها المؤمنون إلى طاعة الله بامتثال أمره واجتناب نهيه، وتحلوا بالخصال الحميدة والخلال المجيدة، واجتنبوا أفعال الجاهلية من الرذيلة والفاحشة والمنكر، عسى أن تنالوا رضوان الله وجنته ويتغمدكم برحمته.
حكمــــــة
التوبة من البيان الإلهي: قال تعالى: " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ " (سورة الزمر: 53-54). قل –أيها النبي- لعباد الله الذي أكثروا من الذنوب وأسرفوا في المعاصي: لا تيأسوا من رحمة الله لكثرة آثامكم وعظيم ذنوبكم، فإن رحمة الله واسعة، وجوده عظيم، وهو –سبحانه- يغفر كل الذنوب ويعفو عن جميع السيئات لمن تاب إليه وندم على ما فعل، بل يفرح الله بتوبته ويبدل سيئاته حسنات، ولو لم تكن التوبة أحب شيء إليه ما ابتلى بالذنب أعز الناس عليه وهو آدم –عليه السلام- فالله كثير الغفران للعبد مهما اقترف من الآثام، تواب يعود بفضله وستره وعفوه على عباده رحيم بتلطف إليهم بإيصال أنواع المحابّ بأحسن الأسباب، ويصرف عنهم المكاره، فحري بالمسلم أن يفرح بهذه الآية وأن يحسن الظن بربه، ولا ييأس من روح الله، ولا يقنط من رحمة مولاه.
حكمــــــة
التوبة من البيان الإلهي: قال تعالى: " وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ " (سورة الشورى: 25). والله تعالى هو الذي يتوب على من تاب وعاد إليه وأناب فيقبل حسناته ويعفو عن سيئاته، والله يعلم ما يعمل العباد من خير وشر، لا يغيب عنه شيء، وسوف يحاسبهم على ذلك.
حكمــــــة
التوبة من البيان الإلهي: قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (سورة التحريم: 8). أيها المؤمنون: توبوا من كل ذنب توبة لا رجوع بعدها للمعاصي خالصة لوجه الله، عسى ربكم أن يغفر لكم السيئات، ويمحو الخطيئات، ويدخلكم الجنات التي أنهارها من تحت أشجارها، ونورها ملء قصورها في يوم القيامة الذي لا يخزي فيه الله نبيه ولا عباده الصالحين، ولا يفضحهم ولا يعذبهم، بل يسعدهم ويثيبهم ويعلي شأنهم، نورهم يسعى أمامهم، وفي أيمانهم يدعون ربهم بدوام هذا النور حتى يتم المرور على الصراط إلى دار الحبور، مع غفران الذنوب، وستر العيوب، ورضوان علام الغيوب؛ لأن الله على كل شيء قدير، غلب أمره على غيره، ونفذ حكمه بما أراد، لا يرده راد.
حكمــــــة
التوبة من البيان النبوي: عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك. إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح»(رواه مسلم).
حكمــــــة
التوبة في الاصطلاح الشرعي: بمعنى الرجوع من البعد عن الله إلى القرب إليه سبحانه وتعالى، وهو عبارة عن ندم. والندم هو توجع القلب، وعلامته طول الحزن والبكاء على ما مضى، والعزم على أن لا يعود إليه ولا إلى أمثاله والإقلاع عن الذنب، والندم على ما بدر في الماضي، والعزم على عدم إتيانه في المستقبل، ويجب على الإنسان أن يتوب من جميع الذنوب. وترك الذنب مخافة الله، واستشعار قبحه، وندم على المعصية من حيث هي معصية، والعزيمة على ألا يعود إليها إذا قدر عليها، وتدارك ما أمكنة أن يتدارك من الأعمال بالإعادة. وعرفها الإمام الحسن البصري –رحمه الله- قال: " التوبة النصوح هي الندم بالقلب والاستغفار باللسان، والترك بالجوارح، والإضمار أن لا يعود ".
حكمــــــة
العصاة على ثلاثة أقسام: القسم الأول: عصاة مؤمنون اقترفوا الذنوب بجهالة من الجهالات النفسية التي أضعفت إرادتهم، ثم تابوا من قريب وأصلحوا أنفسهم، وهؤلاء قد وعدهم الله بالتوبة.القسم الثاني: عصاة خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، واعترفوا بذنوبهم دون توبة أو استقامة، وهؤلاء ليس لهم وعد من الله بالتوبة عليهم، ولكن الله جعل لهم رجاء بذلك. القسم الثالث: عصاة أسرفوا في المعصية، ولم يتوبوا أو يعترفوا بذنوبهم، وهؤلاء أملهم في التوبة ضعيف وتوقع العقوبة عليهم أرجح.
حكمــــــة
يقول الإمام الغزالي –رحمه الله: " إن التوبة تتحقق بثلاثة أمور ": أولها: العلم وهو الإيمان واليقين بأن الذنوب سموم مهلكة، وكذلك معرفة ضرر الذنوب وأنها حجاب بين العبد وربه. ثانيها: الحال؛ بحيث يؤدي العلم إلى حالة أخرى تسمى إرادة تبعث الألم والندم في قلب المذنب، ينتج عنها إرادة الإقلاع عن الذنب. وفي قوله صلى اله عليه وسلم: «الندم توبة»(رواه ابن ماجه). ثالثها: الفعل؛ حيث يكون من نتيجة الندم والعزم على ترك الذنوب، والتعويض عن الماضي بفعل ما يجبر من الصالحات.
حكمــــــة
آثار المعاصي: قال ابن القيم –رحمه الله: وللمعاصي من الآثار المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله. فمنها أنها مدد من الإنسان يمد به عدوه عليه وجيش يقويه به على حربه. ومن عقوباتها أنها تخون العبد أحوج ما يكون إلى نفسه. ومنها أنها تُجرِّئُ العبد على من لم يكن يجترئ عليه، ومنها الطبع على القلب إذا تكاثرت حتى يصبر صاحب الذنب من الغافلين، كما قال بعض السلف في قوله تعالى: " كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " (سورة المطففين: 14) هو الذنب بعد الذنب، وقال: هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب وأصل هذا أن القلب يصدأ من المعصية فإذا زادت غلب الصدأ حتى يصبر رانا ثم يغلب حتى يصير طبعا وقفلا وختما فيصير القلب في غشاوة وغلاف.
حكمــــــة
إن تأثير الذنوب في القلب كتأثير الأمراض في الأبدان، بل الذنوب أمراض القلوب وداؤها، ولا دواء لها إلا بتركها. فأي عقل لمن آثر لذة ساعة أو يوم أو دهر ثم تنقضي كأنها حلم، على هذا النعيم المقيم والفوز العظيم؟ بل هو سعادة الدنيا والآخرة. ولولا العقل الذي تقوم عليه به الحجة لكان بمنزلة المجانين، بل قد يكون المجانين أحسن حالا منه وأسلم عاقبة.وأما تأثيرها في نقصان العقل المعيشي فلولا الاشتراك في هذا النقصان لظهر لمطيعنا نقصان عقل عاصينا، ولكن الجائحة عامة، والجنون فنون.
حكمــــــة
إن للمعاصي تأثير عظيم على المجتمعات والأمم ومن ذلك على سبيل المثال ما يلي: إهلاك الأمم بسبب المعاصي؛ لاشك أن جميع الأضرار في الدنيا والآخرة تحصل بسبب المعاصي: إهلاك الأمم بسبب المعاصي؛ لاشك أن جميع الأضرار في الدنيا والآخرة تحصل بسبب المعاصي: - فما الذي أخرج الأبوين من الجنة، دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان والمطالب؟
حكمــــــة
إن للمعاصي تأثير عظيم على المجتمعات والأمم ومن ذلك على سبيل المثال ما يلي:ما الذي رفع قرى قوم لوط حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم، ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها، فأهلكهم جميعا. ثم أتبعهم حجارة من السماء أمطرها عليهم، فجمع عليهم من العقوبة ما لم يجمع على أمة غيرهم، ولإخوانهم أمثالها، وما هي من الظالمين ببعيد؟
حكمــــــة
إن المعاصي قبيحة وبعضها أقبح من بعض؛ فإن الزنا من أقبح الذنوب، فإنه يفسد الفراش، ويضر الأنساب وهو بالجارة أقبح؛ فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: قلت يا رسول الله أي الذنوب أعظم قال: «أن تجعل لله ندا وهو خلقك». قلت: ثم أي؟ قال: «أن تقتل ولدك من أجل أن يطعم معك»، قلت: ثم أي؟ قال: «أن تزني بحليلة جارك».
حكمــــــة
الذنوب التى تتعلق بحق الله تعالى: النوع الأول: أن يكون الذنب بترك واجب يمكن استدراكه كالصلوات والصيام والحج. فلا بد في هذه الحقوق من التوبة مع القضاء حيث قدر على ذلك وأمكنه، وفي بعض الذنوب التوبة مع الكفارة، كالحنث في الأيمان، والظِهار وغير ذلك. * أما النوع الثاني: أن تكون بسبب جهل وعدم معرفة الله كما ينبغي، وتحليل ما أحله، وتحريم ما حرمه، ونحو ذلك. فهذا النوع تجزئ فيه التوبة فقط، ثم إن كان الذنب مما يوجب الكفر فلا بد من الإتيان بالشهادتين، وإثبات ما أنكر، وإنكار ما كان قد اعتقد مما يوجب الكفر. وإن كان بسبب جهل أو إعراض فلا بد فيه أن يطلب العلم ويتعلم من أمر دينه ما يعصمه ويحصنه من الوقوع في الذنب مرة أخرى.
حكمــــــة
الذنوب التى تتعلق بحقوق الآدميين وهي نوعان: النوع الأول: أن ينجبر الحق بمثله من الأموال والجراحات، وقيم المتلفات والسرقات والمغصوبات.. إلخ. فلا بد في هذا النوع من رد كل مظلمة لأهلها، ورد كل حق لمستحقه من مال ونحوه، إن كان موجودا، أو ورد مثله إن كان معدوما أو مستهلكا، لأنه محض حق فيجب أداؤه إلى صاحبه، فإن لم يجد أهلها تصدق بها عنهم، وتمكين ذي القصاص منه على الوجه المشروع. فإن لم يفعل برد المظالم إلى أهلها، واقتصر على التوبة فقط وندم وأقلع وعزم ألا يعود، فقد تصح توبته فيما بينه وبين الله، وتبقى في ذمته مظلمة الآدمي، ومطالبته على حالها، ومن لم يجد السبيل لإخراج ما عليه لإعسار فعفو الله مأمول. وفضله مبذول، فكم ضمن من التبعات، وبدل من السيئات.
حكمــــــة
الذنوب التى تتعلق بحقوق الآدميين وهي نوعان: النوع الثاني: أن لا ينجبر الحق بمثله، بل جزاؤه من غير جنسه، كالقذف فحده الجلد، والزنا إذا ثبت فحده الرجم أو الجلد.أما الغيبة والنميمة ففاعلها مذنب ومستحق للعذاب إن لم يستحل من اغتابه واقتراف مثل هذه الذنوب ما دامت مستورة بين العبد وبين ربه لم يطلع عليها أحد، تكون توبته بالندم عليها والإقلاع عن فعلها وكثرة الاستغفار للمغتاب ونحوه، وتكذيب نفسه مما قذف به، وكثرة الإحسان لمن أفسد عليه زوجته وزنى بها، فيدعو الله لصاحب الحق ويستغفر له، ويذكر المغتاب والمقذوف في مواضع غيبته وقذفه بضد ما ذكره به من الغيبة، فيبدل غيبته بمدحه والثناء عليه، وذكر محاسنه، ويبدل قذفه بذكر عفته وإحصانه، ويستغفر له بقدر ما اغتاب به.. والله أعلم.
حكمــــــة
صفات الذنوب: ذكر الإمام الغزالي –رحمه الله- أربع أنواع من الصفات تثير الذنوب وهي: 1- صفات ربانية: وينشأ عنها ذنوب؛ كالكبر والاستعلاء، وحب المدح والثناء. 2- صفات شيطانية: وينشأ عنها ذنوب؛ كالحسد والبغي والخداع المكر والغش والنفاق. 3- صفات بهيمية: وتظهر في الاستجابة لشهوات النفس والبطن والغرائز؛ كالزنا والشذوذ الجنسي والسرقة. 4- صفات سبعية: وينشأ عنها ذنوب؛ كالحقد والغصب والعدوان والقتل والضرب.
حكمــــــة
هناك أخطاء في باب التوبة وهي التي تدفع العصاة منهم إلى التسويف في التوبة أو الصد عنها، أو تعود ببعض التائبين إلى السقوط مرة أخرى في حبائل الأهواء والشهوات ومن هذه الأخطاء: تأجيل التوبة: وذلك بتأخيرها، والتسويف فيها إلى الكبر، أو إلى ما بعد الزواج، ونحو ذلك والواجب هو المبادرة إليها: لأن الأعمار غير مضمونة، وزيادة المعاصي وتراكمها سبب في تحولها إلى طبع وعادة.
حكمــــــة
هناك أخطاء في باب التوبة وهي التي تدفع العصاة منهم إلى التسويف في التوبة أو الصد عنها، أو تعود ببعض التائبين إلى السقوط مرة أخرى في حبائل الأهواء والشهوات ومن هذه الأخطاء: الغفلة عن التوبة: فبعض العصاة يغفل عن التوبة من الذنوب بسبب ضعف تدينه، أو إعجابه بنفسه وعمله. أو جهله بالحكم الشرعي، أو انشغاله بالدنيا عن الآخرة. وأن هدي النبي صلى الله عليه وسلم دوام الاستغفار ومواصلة التوبة.
حكمــــــة
هناك أخطاء في باب التوبة وهي التي تدفع العصاة منهم إلى التسويف في التوبة أو الصد عنها، أو تعود ببعض التائبين إلى السقوط مرة أخرى في حبائل الأهواء والشهوات ومن هذه الأخطاء: الخوف من الرجوع في الذنوب: حيث يسوف بعض العصاة في ترك المعاصي والتوبة منها، مخافة الرجوع في الذنوب مرة أخرى وهذه من حيل الشيطان على الإنسان ونزغاته، حتى يصرفه عن التوبة والرجوع عن الذنوب والمعاصي.
حكمــــــة
هناك أخطاء في باب التوبة وهي التي تدفع العصاة منهم إلى التسويف في التوبة أو الصد عنها، أو تعود ببعض التائبين إلى السقوط مرة أخرى في حبائل الأهواء والشهوات ومن هذه الأخطاء: الهمز واللمز: فبعض العصاة يترك التوبة مخافة من لمز الناس وحديثهم ومقارنتهم بين وضعه بعد التوبة وما كان عليه حاله في السابق، وهذا من الأخطاء الكبيرة؛ لأن خوف الله وخشيته مقدم على الخوف من الآخرين. وكل ما يلاقيه التائب في طريقه إنما هو ابتلاء وامتحان ومأجور عليه إن شاء الله.
حكمــــــة
هناك أخطاء في باب التوبة وهي التي تدفع العصاة منهم إلى التسويف في التوبة أو الصد عنها، أو تعود ببعض التائبين إلى السقوط مرة أخرى في حبائل الأهواء والشهوات ومن هذه الأخطاء: الجاه والمكانة الاجتماعية: حيث يفضل بعض العصاة البقاء في بعض الوظائف والمناصب التي تجر ذنوبا، أو الحصول على الحظوة عند بعض الوجهاء، على الاستقامة والإنابة والتوبة إلى ربه عز وجل وهذا نقص في ديانة الإنسان، ومروءته، وخطأ فادح يؤدي بصاحبه إلى الخسران والندم بعد فوات الأوان، فهذه الأمور كلها من متاع الدنيا الزائل، ولا يبقى للإنسان إلا ما قدمه من عمل يوصله إلى النعيم، ويكون حجابا بينه وبين الوقوع في الجحيم.
حكمــــــة
هناك أخطاء في باب التوبة وهي التي تدفع العصاة منهم إلى التسويف في التوبة أو الصد عنها، أو تعود ببعض التائبين إلى السقوط مرة أخرى في حبائل الأهواء والشهوات ومن هذه الأخطاء: التسويف بمغفرة الله ورحمته: فبعض العصاة يترك التوبة ويتمادى في اقتراف الذنوب بحجة سعة مغفرة الله ويقول إن الله غفور رحيم، أو اغترار بإمهال الله لبعض المفسدين. وهذا خطأ جسيم، وجهل عظيم بأحكام التوبة؛ لأن الله عز وجل غفور رحيم لعباده التائبين، الذين يعملون الذنوب بجهالة ثم يعودون من قريب، ولكن الله شديد العقاب، لمن أصر على الذنوب وعاند وكابر.
حكمــــــة
هناك أخطاء في باب التوبة وهي التي تدفع العصاة منهم إلى التسويف في التوبة أو الصد عنها، أو تعود ببعض التائبين إلى السقوط مرة أخرى في حبائل الأهواء والشهوات ومن هذه الأخطاء: اليأس من رحمة الله: حيث يشعر بعض المسرفين في المعاصي بالقنوط من رحمة الله ومغفرته، ويعتقدون أن الشقاوة قد كتبت عليه، أو يحتج بعضهم بالقدر فيقول إن الله قد قدر صلاح العباد وفسادهم، وليس لي إلا ما قدر لي. وهذا كله جهل كبير، وضلال في العقيدة، ومن أوهام الشيطان وتلبيسه. فباب التوبة مفتوح للعبد حتى حضور الموت، واليأس والقنوط من رحمة الله من الكبائر، وأعظم إثما من اقتراف الذنوب.