فوائد من كتاب التوبة من المعاصى والذنوب لمصطفى شيخ إبراهيم حقى
فوائد من كتاب التوبة من المعاصى والذنوب لمصطفى شيخ إبراهيم حقى
التوبة من البيان الإلهي: قال تعالى: " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ " (سورة الزمر: 53-54). قل –أيها النبي- لعباد الله الذي أكثروا من الذنوب وأسرفوا في المعاصي: لا تيأسوا من رحمة الله لكثرة آثامكم وعظيم ذنوبكم، فإن رحمة الله واسعة، وجوده عظيم، وهو –سبحانه- يغفر كل الذنوب ويعفو عن جميع السيئات لمن تاب إليه وندم على ما فعل، بل يفرح الله بتوبته ويبدل سيئاته حسنات، ولو لم تكن التوبة أحب شيء إليه ما ابتلى بالذنب أعز الناس عليه وهو آدم –عليه السلام- فالله كثير الغفران للعبد مهما اقترف من الآثام، تواب يعود بفضله وستره وعفوه على عباده رحيم بتلطف إليهم بإيصال أنواع المحابّ بأحسن الأسباب، ويصرف عنهم المكاره، فحري بالمسلم أن يفرح بهذه الآية وأن يحسن الظن بربه، ولا ييأس من روح الله، ولا يقنط من رحمة مولاه.