فوائد من كتاب ثلاثون خطوة عملية لتربية الأبناء على العمل لهذا الدين لسالم صالح بن ماضي 2
حكمــــــة
الخطوة «12»ليكن جوادًا مؤثرا إخوانه على نفسه: يتميَّز الأبناء في مراحلهم الأولى من حياتهم بحبِّ التملك، وهي غريزة فطرية في جميع بني البشر، لذا على الوالدين تهذيب تلك الغريزة، وذلك بغرس خصلة الأنصار التي امتدحهم الله بها فقال: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9].وهي «الإيثار»، فتُغرس في نفوسهم بطرق عملية وغير مباشرة من مثل حكايات وقصص تحثٌّ على الإيثار.
حكمــــــة
مثال عملي وقصة تدلُّ على أهمية تحلِّي الأبناء بـ«الإيثار» في بناء الشخصية:1- لَمَّا قدم المهاجرون المدينة، آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، فقال سعد لعبد الرحمن بن عوف: إنِّي أكثر الأنصار مالاً، فاقسم مالي قسمين، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمِّها لي أطلقها، فإذا انقضت عدَّتها فتزوجها.. قال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك، أي سوقكم؟ فدلّوه على سوق بني قينقاع، فما انقلب إلا ومعه فضل من أقطٍ وسمن(البخاري).
حكمــــــة
مثال عملي وقصة تدلُّ على أهمية اللباس في تكوين شخصية الأبناء: قال مالك: قلت لأمِّي: أذهب فأكتب العلم؟ فقالت: تعال فالبس ثياب العلم.. فألبستني ثيابًا مشمرة ووضعت الطويلة على رأسي وعمَّمتني فوقها، ثم قالت: اذهب فاكتب الآن.. وكانت تقول: اذهب إلى ربيع فتعلّم من أدبه قبل علمه(صلاح الأمة – سيد العفاني).
حكمــــــة
الخطوة «14» عالج حدَّة انفعالات أبنائك: يتميَّز الأبناء في مراحلهم الأولى من حياتهم بالانفعال بدرجة واحدة للأمور الهامة والتافهة، ومن أهم تلك القضايا التي ينبغي التنبُّه لها ما يلي: 1- الخوف: من الأخطاء الشائعة لدى كثيرٍ من الآباء والأمَّهات تخويف أبنائهم بالظلام أو اللصوص، وهذا أمرٌ خاطئ؛ فلا ينبغي أن يُخوَّف بذلك؛ لأنَّ لذلك عواقب وخيمة، وسيترتَّب عليه الكثير من الأمراض النفسية والتبول اللاإرادي والكبت والانطواء، بل الواجب علينا أن يشعر أبناؤنا بالأمان معنا وأن نربط قضية الخوف بالله فقط.
حكمــــــة
عالج حدَّة انفعالات أبنائك: 2- الغضب: قد يغضب الأبناء من آبائهم وأمهاتهم، ومن مظاهر هذا الغضب الامتناع عن الأكل.. وبواعث الغضب قد تكون اللوم والنقد، ولا يُعتبر عقوقًا، لأنهم في مرحلة غير التمييز. فمتى غضب ابنك أو ابنتك دعه قليلاً ولا تُجِبه، ومن أكبر الأخطاء أن يدعنا غضبه لأن نلبِّي جميع طلباته، فهذا خطأٌ أكبر، ولكن بعد أن يهدأ بيِّن له خطأه بأسلوبٍ مُبسَّط، وكذلك علينا أن نُربِّي أبناءنا أننا إذا غضبنا، فإننا نغضب في حقٍّ من حقوق الله، بتغيُّر ملامح وجهك إذا رأيت منكرا ولم تستطع تغييره لا بلسانك ولا بيدك.
حكمــــــة
عالج حدَّة انفعالات أبنائك: 3- الغيـرة: وهي من الخصائص التي جُبلت عليها النفوس، فذاك ابن يقول: إنَّ أباه يحبُّ أخاه الأصغر أكثر.. ونحو ذلك من صور الغيرة، فعلى الوالدين مراعاة هذا الجانب مراعاةً عظيمةً بإعطاء جميع الأبناء كلّ حقوقهم وعدم تمييز أحدٍ على أحد، حتى لا يتولَّد بين الإخوة الحقد والحسد.
حكمــــــة
الخطوة «15» اجعل تربيته على الغيـرة للدِّين: ينبغي على الآباء والأمَّهات تربية الأبناء على الغيرة لهذا الدين، فهو منهج سلفي كان عليه سلف هذه الأمة. خطوات عملية تُحيي الغيرة للدِّين في نفوس أبنائنا: 1- ذِكر قصص ونماذج لصغار الصحابة والتابعين في شدَّة غيرتهم لهذا الدين. 2- دعه يرَ ويشاهد ما يصنعه أعداء الملَّة والدِّين بمن هو في سنِّه من أطفال المسلمين، مثل ما يحدث الآن في فلسطين. 3- التشجيع والتحفيز.
حكمــــــة
مثال علمي وقصة تدلُّ على أهمية غرس الغيرة للدين في نفوس أبنائنا: 1- عن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه قال: عن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه قال: إني لواقف يوم بدر في الصف نظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بين غلامين حديثة أسنانهما من الأنصار، فتمنَّيت أن أكون بين أضلعٍ منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عمّ، هل تعرف أبا جهل؟ قال: قلت وما حاجتك إليه يا بن أخي؟.. قال: إني خبرت أنه يسبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده، لو رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل(البداية والنهاية، ابن كثير). الشاهد من القصة: «إني خبرت أنه يسبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم».
حكمــــــة
مثال علمي وقصة تدلُّ على أهمية غرس الغيرة للدين في نفوس أبنائنا: 2 - أطفال البحرين: مثال علمي وقصة تدلُّ على أهمية غرس الغيرة للدين في نفوس أبنائنا: رُوي أنَّ غلمانًا من أهل البحرين خرجوا يلعبون بالصوالجة وأسقف البحرين قاعد، فوقعت الكرة على صدره فأخذها فجعلوا يطلبونها منه، فأبى، فقال غلامهم: سألتك بِمَن بعث محمدًا رسولاً إلا رددتها علينا، فأبي لعنه الله وسبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبلوا عليه بصواليجهم، فما زالوا يخبطونه حتى مات، فرُفع ذلك إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فو الله ما فرح بفتحٍ ولا غنيمةٍ كفرحته بقتل الغلمان لذلك الأسقف، وقال: الآن عزَّ الإسلام، إنَّ أطفالاً صغارًا شُتِم نبيُّهم فغضبوا له وانتصروا(منهج التربية النبوية، محمد نور، (94) (بتصرف بسيط).
حكمــــــة
الخطوة «16»المَيل لاكتسَاب المهَارَات: يتميَّز الأبناء في مراحلهم الأولى من حياتهم بالميل لاكتساب المهارات، فعلينا أن نستغلَّ ذلك القبول في تنمية بعض المهارات كمهارة الخطابة أو الكتابة، وغيرها من مهارات من شأنها أن تُفيد الأمَّة في مستقبلها، فلا يضير الوالدين لو خصَّصوا يومًا واحدًا في الأسبوع لإقامة برنامج يُغذِّي ويُشجِّع تلك المهارات، وعمل الجوائز عليها ليتجاوب الأبناء معها.
حكمــــــة
الخطوة «17» إثراء النمو اللغوي السريع: يتمتَّع الأبناء في بداية حياتهم بسرعة اكتساب الألفاظ اللغوية التي يتحدَّث بها الوالدان، فعلى الوالدين أن يحرصا على أن يُثريا ابنهما في ذلك الجانب، سواء في المحادثات فيما بينهم أو من خلال حكايتهم للقصص الإسلامية الفصحى، والتي تزيد من المخزون اللغوي لديهم.. فما ضاعت اللغة العربية إلا حينما أغفلنا ذلك الجانب. فمعرفة الأولاد باللغة العربية يساعدهم على فهم معاني الكتاب والسنة، لذا علينا أن نعني بهذه الخطوة عنايةً كبيرة.
حكمــــــة
الخطوة «18» المخترع الصغير: يُحبَّب للأطفال في مراحلهم الأولى الميل لفكِّ الأشياء وتركيبها، وهي حال أشبه بحال المخترع في فكِّ الأشياء وتركيبها، وهو يدعونا لعدم الغضب عليهم إذا ما قاموا بتحطيم شيءٍ أو فكِّه، ذلك لأننا لم نُوجِد لهم البديل المناسب، فعلينا أن نُوجِّه تلك الخاصية في غرس بعض القضايا المهمة، من مثل التعلُّق ببيوت الله، إضافة إلى أنها تفتح مداركهم وعقولهم، وتجعلهم يعتمدون على أنفسهم من خلال فكِّ الأشياء وتركيبها بمفردهم.
حكمــــــة
مثال وقصة تدلُّ على أهمية الحبِّ والتقبُّل والتقدير: 1- عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذه والحسن ويقول: «اللهم إني أحبُّهما فأحبّهما» أو كما قال(البخاري). 2- قال ابن جريج عن عطاء: إنَّ الرجل ليحدِّثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه، وقد سمعته قبل أن يولد(سير أعلام النبلاء). هذا في الرجل.. فكيف بالطفل أو الابن؟.. فهو من باب أولى. 3 - عن عائشة أم المؤمنين وهي تتحدث عن فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا دخلت عليه – أي النبي صلى الله عليه وسلم - قام إليها فقبَّلها ورحَّب بها، وكذلك هي تصنع به»(سير أعلام النبلاء).
حكمــــــة
الخطوة «20» أُشعِره بالنَّجاح: لا بدَّ للآباء والأمَّهات أن يضعوا بين أيديهم هدفًا، وهو نجاح ابنهم في هذه الحياة وتحقيق الهدف الأسمى من وجوده، وهو تحقيق العبودية لله ربِّ العالمين وفق الكتاب والسنة، وهذا لا يعني أن يغفلوا نجاحه في الأمور الدنيوية " رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " [البقرة: 201]. فالإسلام وسط بين مطالب الرُّوح والجسد؛ فلا رهبانية مطلقة ولا مادية بحتة، بل هو وسط في إشباع الغذاء الروحي والجسدي للإنسان، فالأبناء بحاجة إلى أن يشعروا بالنجاح حتى يواصلوا مسيرتهم.. وقد تكون هناك بعض العوائق في ذلك مثل القدرات والفروق الفردية بين ابن وآخر، فعلى الآباء والأمهات مراعاة ذلك وعدم تحميل الأبناء ما لا يطيقون. لهذا لا ينبغي أبدًا أن نُكلِّفهم بأعمال صعبة فوق مستواهم تؤدِّي بهم إلى الإخفاق، فيشعرون بالعجز والخيبة والضعف، ويحجموا عن مواصلة نشاطهم ويتهيَّبوا منه.
حكمــــــة
الخطوة «21» الانطـلاق: ينبغي على الآباء والأمَّهات إعطاء نوعٍ من الحرية لأبنائهم في حركتهم، هم بحاجة إلى المشي والجري والكلام والتسلُّق والحفر،. وهي غريزة طفولية في نفس كلِّ طفلٍ سويّ، أعني كثرة الحركة.. فمن الخطأ أن نُقيِّد هذه الغريزة، وهذا هام جدًا من الناحية الصحية لتحقيق نموِّ أعضاء الجسم وتنمية فكر الأبناء وتوقد ذكائهم.
حكمــــــة
الخطوة «22» هيِّئ له الصُّحبة الصَّالحة: المرء بطبعه الغريزي اجتماعي يُحب الأنس، فهو بحاجة إلى من يأنس إليه ويتحدَّث معه ويشاركه همومه وأحزانه وأفراحه، والصحبة لها أهمية كبرى في تكوين شخصية أبنائنا، وقديما قيل: «قل لي من تصاحب أقل لك من أنت». وقال الشاعر: عَنِ المَرءِ لاَ تَسْأَلْ وَسَلْ عَن قَرِينِهِ فَكُلُّ قَرِينٍ بِالمُقَارَنَِ يَقْتَدِي فيتوجَّب على الآباء والأمَّهات غمس أبنائهم في بيئات صالحة حتى يتشرَّبوا الصلاح وينشئوا عليه، فالصديق له تأثيرٌ عجيبٌ في سلوك صديقه وتوجيهه، لذا من المهم أن يكون صديق ابننا ذا خلقٍ ودين، فلا تكفي معرفتنا بآبائهم أن نطمئنَّ أنه الصديق المناسب لابننا، كما يجب أن تكون تلك الصداقة مرتبطة برابط الشرع.
حكمــــــة
مثال عملي وقصة تدلُّ على أهمية الصحبة الصالحة: 1- عن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إمَّا أن يحذيك وإمَّا أن تبتاع منه وإمَّا أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إمَّا أن يحرق ثيابك وإمَّا أن تجد ريحًا خبيثة»(صحيح مسلم).
حكمــــــة
مثال عملي وقصة تدلُّ على أهمية الصحبة الصالحة: 2- آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء رضي الله عنهما، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذِّلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا..فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا فقال: كلْ فإني صائم، فقال: ما أنا بآكلٍ حتى تأكل، فأكل، فلمَّا كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم الليل فقال: نِم فنام، ثم ذهب يقوم فقال: نِم، فلمَّا كان آخر الليل قال سلمان: قُم الآن..قال: فصلَّيا، فقال له سلمان: إنَّ لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعط كلّ ذي حقٍّ حقَّه.. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدق سلمان»(سير أعلام النبلاء).
حكمــــــة
الخطوة «23» اجعله يعتمد على نفسه: ينبغي على الآباء والأمَّهات أن يُعوِّدوا أبناءهم الاعتماد على أنفسهم في أمورهم الخاصة تحت إشرافٍ منهم، فمن الخطأ أن يقوم الأب أو الأم بتوفير كلِّ شيء للأبناء هم قادرون عليه بأنفسهم دون الحاجة للوالدين، مِمَّا يترتَّب عليه عدَّة أمور من أهمها: 1- الاتكالية على الوالدين في قضاء الحوائج. 2- يُحيِي في نفوسهم الكسل والدلال، فكلُّ ما يطلبونه يأتي إليهم دون عناء ولا تعب. 3- اصطدامه بالواقع، فليس كلُّ ما يريده سيأتي إليه دون أن يجدَّ في طلبه.
حكمــــــة
مثال عملي وقصة في أهمية الاعتماد على النفس في بناء شخصية الأبناء: 1- وكانت صفية أم الزبير بن العوام تضربه ضربًا شديدًا وهو يتيم، فقيل لها: قتلته، أهلكته، قالت: إنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَي يَدُبَّ وَيَجُرَّ الجَيْشَ ذَا الجلَبِ (سير أعلام النبلاء) الشاهد من القصة: إنَّ أمه صفية رضي الله عنها حرصت أن تُربِّى ابنها الزبير بن العوام على أن يعتمد على نفسه ويكون شجاعًا.
حكمــــــة
الخطوة «26» اليأس طريق الفشل: على الآباء والأمَّهات ألاَّ يعرف اليأس إلى قلوبهم طريقًا، فبما أنهم حملوا تلكم الأمانة العظمية فعليهم بالصبر والسير قُدمًا في تربية الأبناء تربيةً إسلاميةً صحيحةً تقودهم للعمل لهذا الدين وتحقيق الغاية من وجودهم، وهي عبادة الله وحدة لا شريك له..فالحياة يكتنفها الكثير من العقبات والمنغِّصات، والراحةُ الأبدية في دار الخلد، أمَّا الدنيا فهي دارُ عمل وبلاء، وما نحن إلاَّ عابرو سبيل ماضون إلى الدار الآخرة التي هي دار الحساب والجزاء، فعلام اليأس إذن؟!
حكمــــــة
مثال عملي وقصص تدل على عدم اليأس: عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يومٌ كان أشدَّ من يوم أحد؟ قال: «لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشدَّ ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلَّتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إنَّ الله قد سمع قول قومك لك وما ردُّوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلَّم عليّ ثم قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطلق عليهم الأخشبين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا»(البخاري).
حكمــــــة
الخطوة «27» عَلَيك بالصَّـبر: قد ورد الصبر في القرآن أكثر من سبعين مرَّة، مِمَّا يدلُّ على أهميته وعظيم شأنه، فلن تُنال الأماني وتُحقَّق الطموحات دون الصبر على عناء التربية ومشاقها، فهو طريق طويل تعتريه المصاعب والمتاعب، فعلى الآباء والأمَّهات أن يضعوا في أعينهم أنَّ المهمة شاقة لا تقتصر على توفير الملبس والمأكل، بل تتعدَّى ذلك؛ فعليهم أن يتحلَّوا بالصبر ويكتسوا به ويجعلوه شعارهم في التربية؛ فهم مثابون في ذلك متى ما صاحبته نية صالحة.
حكمــــــة
الخطوة «28» الاستشارة: إنَّ الاستشارة لها أهمية كبرى في تربية الأبناء؛ فهي أهم خطوات التربية وأحد أعمدتها الرئيسة؛ وذلك لِما لَها من فوائد كبيرة وثمرات جليَّة يلحظها من عمل بها، فهي تُجنِّبنا كثيرًا من المشكلات التي نحن في غنًى عنها، لذا علينا أن نستشير أهل الاختصاص في المجال من أهل العلم مِمَّن نثق بدينه وعلمه. عن الحسن رحمه الله قال: والله ما استشار قوم قط إلا هُدوا لأفضل ما بحضرتهم ثم تلا: " وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ " [الشوري: 38] (الأدب المفرد، البخاري).
حكمــــــة
الخطوة «29» الاستخَـارة: هي هدي نبوي علَّمناه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلِّمنا الاستخارة في الأمور كلِّها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: «إذا همَّ أحدكم بأمرٍ فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.. اللهم إن كنت تعلم أنَّ هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال في عاجل أمري وآجله – فاقدره لي، وإن كنت تعلم أنَّ هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال في عاجل أمري وآجله – فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ويسمى حاجته» (البخاري). وما ندم من استخار الخالق وشاور المخلوقين المؤمنين وتثبَّت في أمره؛ فقد قال سبحانه: " وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ " [آل عمران: 159].
حكمــــــة
الخطوة «30» الدُّعَـاء ثُمَّ الدُّعَـاء: أيها الأب الفاضل.. وأيتها الأم الحنون عليكم بالدعاء ثم الدعاء، في أن يُوفِّقكم الله في تربية أبنائكم تربيةً صالحةً تقودهم لخدمة هذا الدين العظيم. فالدعاء له أهمية عظيمة في صلاح الأبناء واستقامتهم، فكم دعوة وافقت ساعة إجابة فكانت سببًا لسعادة الأبناء في الدَّارين، وكم من دعوة أضلَّت طريق الأبناء وجعلتهم يسلكون طريق الغواية والضلال، فالله الله بالدعوة الصالحة..
حكمــــــة
مثال عملي وقصص تدل على أهمية الدعاء: عن الإمام الذهبي قال الحاكم: حدثنا الحافظ أبو علي النيسابوري، عن شيوخه أن ابن المبارك نزل مرة برأس سكة عيسى، وكان الحسن بن عيسى يركب فيجتاز به وهو في المجلس، وكان من أحسن الشباب وجهًا، فسأل ابن المبارك عنه فقال: هو نصراني، فقال: «اللهم ارزقه الإسلام»، فاستجيب له (سير أعلام النبلاء).