1. فوائد من كتاب الفوائد المنثورة من الأقوال المأثورة
حكمــــــة
ينبغي لطالب العلم أن يكون: كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول، بَراً وصولاً، صبوراً، شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً، ولا بخيلاً ولا حسوداً، بشاشاً هشاشاً، يحب في الله، ويرضى لله، ويغضب في الله، اللهم أعن ويسر ووفق.
حكمــــــة
روى عن علي رضي الله تعالى عنه أنه قال: يا حملة العلم اعملوا به، فإنما العالم من علم ثم عمل، ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، تخالف سريرتهم علانيتهم، ويخالف عملهم علمهم، يقعدون حلقا فيباهى بعضهم بعضا، حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه؟؟ أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله عز وجل.
حكمــــــة
قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى: ومن أدب العالم ترك الدعوى لما لا يحسنه، وترك الفخر بما يحسنه، إلا أن يضطر إلى ذلك كما اضطر يوسف عليه السلام حين قال (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) وذلك إنه لم يكن بحضرته من يعرف حقه فيثني عليه بما هو فيه، ويعطيه بقسطه ورأى أن ذلك المعقد لا يقعده غيره من أهل وقته إلا قصر عما يجب لله من القيام به من حقوقه، فلم يسعه إلا السعي في ظهور الحق بما أمكنه، فإذا كان ذلك فجائز للعالم حينئذ الثناء على نفسه والتنبيه على موضعه فيكون حينئذ يحدث بنعمة ربه عنده على وجه الشكر لها.اهـ
حكمــــــة
إياك يا طالب العلم والعجب ورؤية نفسك أنك كذا وكذا والشعور بالفخر بأعمالك وأفعالك، فإنه أقرب شيء إلى مقت الله، ودواءه ما ذكره الفقيه السمرقندي رحمه الله حيث قال: " من أراد أن يكسر العجب فعليه بأربعة أشياء: أولها: أن يرى التوفيق من الله تعالى، فإذا رأى التوفيق من الله تعالى، فانه يشتغل بالشكر ولا يعجب بنفسه. الثاني: أن ينظر الى النعماء التي أنعم الله بها عليه فإذا نظر في نعمائه اشتغل بالشكر ولا يعجب بنفسه. الثالث: أن يخاف أن لا يتقبل منه فإذا اشتغل بخوف القبول لا يعجب بنفسه. الرابع: أن ينظر في ذنوبه التي أذنب قبل ذلك فإذا خاف أن ترجح سيئاته على حسناته، فقد قل عجبه وكيف يعجب المرء بعمله، ولايدري ماذا يخرج من كتابه يوم القيامة، وانما يتبين عجبه وسروره بعد قراءة الكتاب ".
حكمــــــة
ينبغي لطالب العلم أن لا يدع فنا من العلوم المحمودة، ولا نوعا من أنواعها إلا وينظر فيه نظراً يطلع به على مقصده وغايته، ثم إن ساعده العمر طلب التبحر فيه، وإلا اشتغل بالأهم منه واستوفاه، وتطرف من البقية، فإن العلوم متعاونة وبعضها مرتبط ببعض، ويستفيد منه في الحال، الانفكاك عن عداوة ذلك العلم بسبب جهله، فإن الناس أعداء ما جهلوا قال تعالى: (وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ).
حكمــــــة
قال الإمام الشافعي: ما ناظرتُ أحداً، فأحببتُ أن يُخطئ، وما في قلبي من علم إلا وَددتُ أنه عند كلِ أحدٍ ولا ينسب إليَّ، وقال: ما كلمت أحداً قط إلا أحببتُ أن يوفق ويسدد ويُعان، ويكون عليه رعاية من الله تعالى وحفظ، وما كلمت أحداً قط وأنا أبالي أن يُبيَّنَ الله الحق على لساني أو على لسانه، وقال أيضاً: ما أوردت الحق والحجة على أحدٍ فقبلها مني إلا هِبتهُ واعتقدتُ محبته، ولا كابرني أحدٌ على الحق ودافع الحجة إلا سقط من عيني ورفضته.
حكمــــــة
مَن أُتي من العلم ما لا يبكيه، فخليقٌ أن لا يكون أُوتي علماً ينفعه، لأن الله عزَّ وجلَّ نعت العلماء فقال سبحانه وتعالى " إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً... إلى أن قال سبحانه.. وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) (سورة الإسراء:107 ـ 109).
حكمــــــة
الأدب سيما العلماء وطلبة العلم إلى قيام الساعة، واقرءوا ردود أهل العلم فيما بينهم وانظروا إلى الأدب الجم الذي فقده كثير من طلبة العلم في هذا الزمان، قال الخطيب البغدادي: " والواجب أن يكون طلبة الحديث أكمل الناس أدبا، وأشد الخلق تواضعا، وأعظمهم نزاهة وتدينا، وأقلهم طيشا وغضبا، لدوام قرع أسماعهم بالأخبار المشتملة على محاسن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وآدابه وسيرة السلف الأخيار من أهل بيته وأصحابه، وطرائق المحدثين ومآثر الماضين فيأخذوا بأجملها وأصنعها، و ينصرفوا عن أرذلها وأدونها... " الجامع للخطيب1/78.
حكمــــــة
من سوء الأدب في المجالسة: أن تقطع على جليسك حديثه، أو تبدره إلى تمام ما ابتدأ به منه خبراً كان أو شعراً، تُتم له البيت الذي بدأ به، تريه أنك أحفظ له منه، فهذا غاية في سوء المجالسة، بل يجب أن تصغى إليه كأنك لم تسمعه قط إلا منه. وانتظر وقتك في الكلام، وفرصة لا يتحدث فيها غيرك، فلا تحشر نفسك في زمرة المحشورين المدفوعين على الكلام، ولا تقطع سبيل غيرك أو حديث غيرك، فالحشمة والأدب هما في احترام مبادرة الآخرين والسماع لهم وانتظار استيفاء دورهم، وإلا كنت من المتطفلين، وأكبر مقت عند الناس أن تتصرف بما يضيق على الآخرين، وأن تتسابق في حقل التحدث وطلب المصالح.
حكمــــــة
قال ابن سعدي رحمه الله تعالى: " وينبغي للمتعلم أن يحسن الأدب مع معلمه، ويحمد الله إذ يسر له مَن يعلمه من جهله، ويحيه من موته ويوقظه من سنته، وينتهز الفرصة كل وقت في الأخذ عنه، ويكثر من الدعاء له حاضراً وغائباً " اهـ، قال أبو حنيفة رحمه الله تعالى " ما صليت صلاةً منذ مات حماد ـ وهو شيخه ـ إلا استغفرت له مع والديَّ، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه أو علمني علماً " وقال يحيى القطان رحمه الله تعالى: " أنا أدعو الله للشافعي حتى في صلاتي " وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: " ما بتُّ منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو للشافعي، وأستغفر له ".
حكمــــــة
قال ابن عبد البر: " جماع الخير كله تقوى الله عز وجل، واعتزال شرور الناس، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، ومن طلب العلم لله فالقليل يكفيه، ومن طَلَبَهُ للناس، فحوائج الناس كثيرة، وأزين الحلي على العالم التقوى، وحقيق على من جالس عالما، أن ينظر إليه بعين الإجلال، وينصت له عند المقال، وأن تكون مراجعته له تفهما لا تعنتا، وبقدر إجلال الطالب للعالم، ينتفع بما يفيد من علمه ".
حكمــــــة
طالب العلم بين الصدق والكذب: لم يكن الكذب يوما من صفات طلبة العلم، ألم تعلم أن الكذب يورث فقد الثقة من القلوب، وذهاب العلم، وعدم التصديق ولو صدقت. قال الأوزاعي – رحمه الله – " تعلم الصدق قبل أن تتعلم العلم " وقال الدارمي – رحمه الله- " ساد إسحاق بن راهويه أهل المشرق والمغرب بصدقه " وقال الإمام مالك " لا يـؤخذ العلم عن أربعة.... ومن يكذب في حديث الناس، وإن كنت لا أتهمه في الحديث.