6. فوائد من كتاب حتى تكون أسعد الناس
حكمــــــة
حتى تكون أسعد الناس: لا تتحمل وزر غيرك: كثيراً ما يشعر الناس بالابتئاس، والمسؤولية، والذنب، بسبب اكتئاب شخص آخر، رغم أنهم برآء مما هو فيه، تذكر أن كل إنسان مسؤول عن نفسه، وأن للتعاطف والتعاون حدوداً وأولويات. وأن الإنسان على نفسه بصيرة (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)(الأنعام: من الآية164)
حكمــــــة
حتى تكون أسعد الناس: أبونا آدم أكل من الشجرة وعصى ربه فأهبطه إلى الجنة، فظاهر المسألة أن آدم ترك الأحسن والأصوب ووقع عليه المكروه، ولكن عاقبة أمره خير عظيم وفضل جسيم، فإن الله تاب عليه وهداه واجتباه وجعله نبياً وأخرج من صلبه رسلاً وأنبياء وعلماء وشهداء وأولياء ومجاهدين وعابدين ومنفقين، فسبحان الله كم بين قوله(اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)(البقرة: من الآية35)، وبين قوله(ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى)(طـه:122) فإن حالة الأول سكن وأكل وشرب وهذا حال عامة الناس الذين لا هم لهم ولا طموحات، وأما حاله بعد الاجتباء والاصطفاء والنبوة والهداية فحال عظيمة ومنزلة كريمة وشرف باذخ.
حكمــــــة
حتى تكون أسعد الناس: هذا داود عليه السلام ارتكب الخطيئة فندم وبكى، فكانت في حقه نعمة من أجل النعم، فإنه عرف ربه معرفة العبد الطائع الذليل الخاشع المنكسر، وهذا مقصود العبودية فإن من أركان العبودية تمام الذل لله عز وجل. وفد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن قوله صلى الله عليه وسلم: " عجباً للمؤمن لا يقضي الله له شيئاً إلا كان خيراً له " " السلسلة الصحيحة " هل يشمل هذا قضاء المعصية على العبد، قال نعم، بشرطها من الندم والتوبة والاستغفار والانكسار. فظاهر الأمر في تقديم المعصية مكروه على العبد وباطنه محبوب إذا اقترن بشرطه.
حكمــــــة
حتى تكون أسعد الناس: من عرف حسن اختيار الله لعبده هانت عليه المصائب وسهلت عليه المصاعب، وتوقع اللطف من الله واستبشر بما حصل ثقة بلطف الله وكرمه وحسن اختياره حينه يذهب حزنه وضجره وضيق صدره، ويسلم الأمر لربه جل في علاه فلا يتسخط ولا يعترض ولا يتذمر بل يشكر ويصبر حتى تلوح له العواقب وتنقشع عنه سحب المصائب.
حكمــــــة
حتى تكون أسعد الناس: رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يؤذيه المشركون واليهود والنصارى أشد الإيذاء، ويذوق صنوف البلاء من تكذيب ومجابهة ورد واستهزاء وسخرية وسب وشتم واتهام بالجنون والكهانة والشعر والسحر والافتراء، ويُطرد ويُحارب ويُقتل أصحابه ويُنكل بأتباعه، ويُتهم في زوجته ويذوق أصناف النكبات وغير ذلك ثم تكون العاقبة له والنصر حليفه والفوز رفيقه فيظهر الله دينه وينصر عبده ويهزم الأحزاب وحده ويخذل أعداءه ويكبتهم ويخزيهم، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.