5. فوائد من كتاب بهجة المجالس
حكمــــــة
وفد على عمر بن الخطاب بفتح ، فقال : متى لقيتم عدوكم ؟ قالوا : أول النهار. قال : فمتى انهزموا ؟ قالوا : آخر النهار ، فقال : إناّ للّه! وأقام الشرك للإيمان من أول النهار إلى آخره!! واللّه إن كان هذا إلاّ عن ذنب بعدى ، أو أحدثته بعدكم ، ولقد استعملت يعلى بن أميّة على اليمن استنصر لكم بصلاحه.
حكمــــــة
قال عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه ، لعمرو بن معدى كرب : أخبرنى عن السّلاح.قال : سل عما شئت. قال : الرّمح ، قال : أخوك وربما خانك. قال النّبل ؟ قال : منايا تخطئ وتصيب. قال : التّرس ، قال : ذلك المجنّ وعليه تدور الدوائر, قال : الدّرع ، قال : مشغلة للرّاجل متعبةٌ للفارس ، وإنها لحصنٌ حصين. قال : السيف ؟ قال : قارعتك أمّك على الثّكل. قال عمر : بل أمّك. قال : أخبرني عن الحرب قال : مرّة المذاق إذا قلصت عن ساق من صبر لها عرف ومن ضعف عنها تلف .
حكمــــــة
قال ابن الكلبي ، عن أبيه : كان عرقوبٌ رجلا من العماليق ، فأتاه أخ له يسأله شيئاً ،فقال له عرقوب : إذا طلع نخلى فلما طلع أتاه فقال له : إذا بلح ، فلما بلح أتاه ، فقال :إذا زهى ،فلما زهى أتاه ،فقال :إذا أرطب ،فلما أرطب أتاه ، فقال : إذا ثمر ، فلمّا ثمر جذّه ليلا ، ولم يعطيه شيئاً ، فضربت به العرب المثل في خلف الوعد.
حكمــــــة
قال ابن الأعرابي :سمّى الرجل أحمق ،لأنه لا يميز كلامه من رعونته قال :والحمق أيضاً الكساد ،يقال :انحمقت السّوق إذا كسدت ،ومنه الرجل الأحمق لأنه كاسد العقل لا ينتفع برأيه ولا بعزمه. والحمق أيضاً :الغرور ،يقال :سرنا في ليالٍ محمّقات ، إذا كان القمر فيهن يستتر بغيم أبيض رقيق ، فيغتّر الناس بذلك يظنون أن قد أصبحوا فيسيرون حتّى يملوا.
حكمــــــة
كان أشعب الطّمع كثير الإلمام بسالم بن عبد اللّه بن عمر ، فأتاه يوماً وهو في حائط مع أهله ، فمنعه البواب من الدخول عليه من أجل عياله ، وقال : إنّهم يأكلون. فمال عن الباب ، وتسوّر عليهم الحائط ، فلمّا رآه سالم ، قال : سبحان اللّه يا أشعب! على عيالى وبناتي تتسوّر. فقال له "لقد علمت مالنا في بناتك من حقّ ، وإنك لتعلم ما نريد". فقال له : انزل يأتك من الطّعام ما تريد.
حكمــــــة
طويسٌ الذي تضرب به العرب المثل في الشّؤم ، هو رجلٌ من أهل المدينة مولى لبني مخزوم ، واسمه عيسى بن عبد اللّه ، وهو أول من أظهر الخنا والمجون بالمدينة ، وكان مغنيا يضرب الدف ، وسئل عن والده ، فقال : ولده ، فقال ، ولدت يوم مات النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وفطمت يوم مات أبو بكر ، وختنت يوم قتل عمر ، وتزوجت يوم قتل عثمان ، وولد لي يوم قتل على بن أبي طالب فيقولون في أمثالهم السّائرة. أشأم من طويس.
حكمــــــة
كان بعض أمراء خراسان يتشاءم بالحول ، فمتى رأى أحول ضربه بالسّياط ، وربما ضرب بعضهم خمسائة سوط ، وحدث أنه ركب في بعض الأيام ، فرأى أحول فأمر بضربه ، وكان الأحول جلداً ، فلما فرغ من ضربه ، قال له : أيها الأمير! أصلحك اللّه ، لم ضربتني ? قال : لأني أتشاءم بالحول. قال : فأينا أشدّ شؤماً على صاحبه ، أنت رأيتني ولم يصبك إلاّ خير ، وأنا رأيتك فضربتني خمسائة سوط ، فأنت إذا أشد شؤماً. فاستحيا منه ولم يضرب بعده أحداً.