فوائد من كتاب مكائد الشيطان
حكمــــــة
عن حسن بن حسن قال: دخلت على الربيع بنت معوذ بن عفراء أسألها عن بعض الشيء فقالت: بينما أنا في مجلسي إذ انشق سقف بيتي فهبط علي منه أسود مثل الجمل أو مثل الحمار لم أر مثل سواده وخلقه وفظاعته قالت: فدنا مني يريدني وتبعته صحيفة صغيرة ففتحتها فقرأتها فإذا فيها: من رب عكب إلى عكب أما بعد فلا سبيل لك إلى المرأة الصالحة بنت الصالحين قال: فرجع من حيث جاء وأنا أنظر إليه قال حسن بن حسن: فأرتني الكتاب وكان عندهم.
حكمــــــة
عن يحيى بن سعيد قال: لما حضرت عمرة بنت عبد الرحمن الوفاة اجتمع عندها أناس من التابعين فيهم عروة بن الزبير والقاسم بن محمد وأبو سلمة بن عبد الرحمن فبينا هم عندها وقد أغمى عليها إذ سمعوا نقيضا من السقف إذ ثعبان أسود قد سقط كأنه جذع عظيم فأقبل يهوي نحوها إذ سقط رق أبيض مكتوب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم من رب عكب إلى عكب ليس لك على بنات الصالحين سبيل فلما نظر إلى الكتاب سما حتى خرج من حيث نزل.
حكمــــــة
خرج زيد بن ثابت إلى حائط له فسمع فيه جلبة فقال: ما هذا؟ قال رجل من الجن: أصابتنا السنة فأردنا أن نصيب من ثماركم أفتطيبونه؟ قال: نعم ثم خرج الليلة التالية فسمع فيه أيضا جلبة فقال: ما هذا؟ قال: رجل من الجن أصابتنا السنة فأردنا أن نصيب من ثماركم أفتطيبونه؟ قال: نعم فقال له زيد بن ثابت: ألا تخبرني ما الذي يعيذنا منكم؟ قال: آية الكرسي.
حكمــــــة
عن أبي المنذر قال: حججنا فنزلنا في أصل جبل عظيم فزعم الناس أن الجن تسكنه فإذا شيخ قد أقبل من الماء فقلت: يا أبا شمير ما تذكرون من جبلكم هذا؟ هل رأيت من ذلك شيئا قط؟ قال: نعم أخذت يوما قوسا لي وأسهما فصعدت الجبل على وجل فابتنيت بيتا من شجرة عند عين ماء فمكثت فيه فإذا الأروى قد أقبلت نزيل لا تخاف شيئا فشربت من تلك العين وربضت حولها فرميت كبشا منها فما أخطأت قلبه فصاح صائح فما بقي في الجبل شيء إلا ذهب يعدو على خياله وقد أخيف وعيرا أوردها حبس الطير على أبي شمير فوق له سهما مثل السير أبيض براق العين فقيل ابن الأصبع فقال له قائل: ويلك ألا تقتله قال: ويلك لا أستطيع قال: ويلك لم؟ قال: لأنه تعوذ بالله حين أسند إلى الجبل فلما سمعت ذلك اطمأنت.
حكمــــــة
عن سعيد بن جبير قال:لما لعن الله تعالى إبليس تغيرت صورته عن صورة الملائكة فجزع فرن رنة فكل رنة إلى يوم القيامة منها. قال سعيد: ولما رأى النبي صلى الله عليه و سلم قائما يصلي بمكة رن رنة أخرى قال سعيد ولما افتتح النبي صلى الله عليه و سلم مكة رن رنة أخرى اجتمعت إليه ذريته فقال: ايأسوا أن تردوا أمة محمد إلى الشرك ولكن افتنوهم في دينهم وأفشوا بينهم النوح والشعر.
حكمــــــة
عن مجاهد قال: لإبليس خمسة من ولده قد جعل كل واحد منهم على شيء من أمره ثم سماهم فذكر: ثبر والأعور ومسوط وداسم وزلنبور فأما ثبر فهو صاحب المصيبات الذي يأمر بالثبور وشق الجيوب ولطم الخدود ودعوى الجاهلية وأما الأعور فهو صاحب الزنا الذي يأمر به ويزنيه وأما مسوط هو صاحب الكذب الذي يسمع فيلقى الرجل فيخبره بالخبر فيذهب الرجل إلى القوم فيقول لهم: قد رأيت رجلا أعرف وجهه وما أدري ما اسمه حدثني بكذا وكذا وأما داسم فهو الذي يدخل مع الرجل إلى أهله يريه العيب فيهم ويغضبه عليهم وأما زلنبور فهو صاحب السوق الذي يركز رايته في السوق.
حكمــــــة
عن أبي موسى قال: إذا إصبح إبليس بث جنوده في الأرض فيقول: من أضل مسلما ألبسته التاج فيقول له القائل: لم أزل بفلان حتى طلق امرأته قال: يوشك أن يتزوج ويقول آخر: لم أزل بفلان حتى عق قال: يوشك أن يبر ويقول آخر: لم أزل بفلان حتى زنى قال: أنت ويقول آخر: لم أزل بفلان حتى شرب الخمر قال: أنت قال: ويقول آخر لم أزل بفلان حتى قتل فيقول: أنت أنت.
حكمــــــة
لما رست السفينة سفينة نوح إذا هو بإبليس على كوثل السفينة فقال له نوح: ويلك قد غرق أهل الأرض من أجلك وقد أهلكتهم؟ قال إبليس فما أصنع؟ قال له: تتوب قال: فسل ربك عز و جل هل لي من توبة؟ فدعا نوح ربه فأوحى الله إليه أن توبته أن يسجد لقبر آدم فقال له نوح: قد جعلت لك توبة قال: وما هي؟ قال: أن تسجد لقبر آدم قال: تركته حيا وأسجد له ميتا ! !
حكمــــــة
عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم قال: بينما موسى جالس في بعض مجالسه إذ أقبل إبليس وعليه برنس له يتلون فيه ألوانا فلما دنا منه خلع البرنس فوضعه ثم أتاه فقال له: السلام عليك يا موسى قال له موسى: من أنت؟ قال: إبليس قال: فلا حياك الله ما جاء بك؟ قال: جئت لأسلم عليك لمنزلتك عند الله ومكانتك منه قال: ماذا الذي رأيت عليك؟ قال: به اختطف قلوب بني آدم قال: فماذا إذا صنعه الإنسان استحوذت عليه؟ قال: إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله ونسي ذنوبه وأحذرك ثلاثا: لا تخل بامرأة لا تحل لك فإنه ما خلا رجل بامرأة لا تحل له إلا كنت صاحبه دون أصحابي حتى أفتنه بها ولا تعاهد الله عهدا إلا وفيت به فإنه ما عاهد الله أحد عهدا إلا وكنت صاحبه حتى أحول بينه وبين الوفاء به ولا تخرجن صدقة إلا أمضيتها فإنه ما أخرج رجل صدقة فلم يمضها إلا كنت دون أصحابي حتى أحول بينه وبين الوفاء بها ثم ولى وهو يقول: يا ويله ثلاثا علم موسى ما يحذر به بني آدم.
حكمــــــة
عن عبد الله بن الحارث في ذي الكفل قال: قال نبي من الأنبياء لمن معه: هل منكم من يكفل لي ألا يغضب ويكون معي في درجتي ويكون بعدي في قومي؟ فقال شاب من القوم: أنا ثم أعاد عليه فقال الشاب: أنا فلما مات قام الشاب بعده في مقامه فأتاه إبليس ليغضبه فقال الرجل: اذهب معه فجاء فأخبره أنه لم ير شيئا ثم أتاه فأرسل معه آخر فجاء فقال: لم أر شيئا ثم أتاه فأخذه بيده فانفلت منه فسمي ذا الكفل لأنه كفل ألا يغضب.
حكمــــــة
عن وهيب بن الورد قال: بلغنا أن الخبيث إبليس تبدى ليحيى بن زكريا فقال: إني أريد أن أنصحك؟ قال: كذبت أنت لا تنصحني ولكن أخبرني عن بني آدم قال: هم عندنا على ثلاثة أصناف: أما صنف منهم فهم أشد الأصناف علينا نقبل عليه حتى نفتنه ونستكن منه ثم يتفرغ للإستغفار والتوبة فيفسد علينا كل شيء أدركناه منه ثم نعود له فيعود فلا نحن نيأس منه ولا نحن ندرك منه حاجتنا فنحن من ذلك في عناء وأما الصنف الثاني فهم في أيدينا بمنزلة الكرة في أيدي صبيانكم نتلقفهم كيف شئنا قد كفونا أنفسهم وأما الصنف الآخر فهم مثلك معصومون لانقدر منهم على شيء قال يحيى على ذلك: هل قدرت مني على شيء؟ قال: لا إلا مرة واحدة فإنك قدمت طعاما تأكله فلم أزل أشهيه إليك حتى أكلت منه أكثر مما تريد فنمت تلك الليلة فلم تقم إلى الصلاة كما كنت تقوم إليها فقال له يحيى: لا جرم لا شبعت من طعام أبدا قال لهالخبيث: لا جرم لا نصحت نبيا بعدك.
حكمــــــة
لقي يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام إبليس في صورته فقال له: يا إبليس أخبرني ما أحب الناس إليك وأبغض الناس إليك؟ قال: أحب الناس إلي المؤمن البخيل وأبغضهم إلي الفاسق السخي قال يحيى: وكيف ذلك؟ قال: لأن البخيل قد كفاني بخله والفاسق السخي أتخوف أن يطلع الله عليه في سخاه فيقبله ثم ولى وهو يقول: لولا أنك يحيى لم أخبرك.
حكمــــــة
لقي عيسى بن مريم عليهما السلام إبليس فقال له إبليس: أنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تكلمت في المهد صبيا ولم يتكلم فيه أحد قبلك؟ قال: بل الربوبية والعظمة للإله الذي أنطقني ثم يميتني ثم يحيني قال: فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تحي الموتى؟ قال: بل الربوبية لله الذي يميتني ويميت من أحييت ثم يحيني قال: والله إنك لإله في السماء وإله في الأرض قال: فصكه جبريل عليه الصلاة و السلام بجناحه صكة فما تناهى دون قرن الشمس ثم صكه أخرى فما تناهى دون العين الحامية ثم صكه صكة فأدخله بحار السابعة فأساخه فيها حتى وجد طعم الحمأة فخرج منها وهو يقول: ما لقي أحد من أحد ما لقيت منك يا ابن مريم.
حكمــــــة
تبدى إبليس لقارون قال: وقد كان قارون أقام في جبل أربعين سنة يتعبد فيه قد فاق بني إسرائيل في العبادة قال: فبعث إليه بشياطين له فلم يقدروا عليه فتبدى له فجعل يتعبد معه وجعل قارون يفطر وهو لا يفطر وجعل هو يظهر من العبادة ما لا يقوى عليها قارون قال: فتواضع له قارون فقال له إبليس: قد رضيت بهذا يا قارون لا تشهد لبني إسرائيل جنازة ولا جماعة قال: فأحذره من مبارحة الجبل حتى أدخله البيعة قال: فجعلوا يحملون إليهما الطعام قال: فقال له: قد رضينا بهذا يا قارون صرنا كلا على بني إسرائيل قال: فأي شيء الرأي؟ قال: نكسب يوما ونتعبد بقية الجمعة قال: نعم ثم قال له بعد: قد رضينا بذا أن لا نتصدق ولا نفعل قال: فأي شيء الرأي؟ قال: نكسب يوما ونتعبد يوما فلما فعل ذلك خنس عنه وتركه وفتحت على قارون الدنيا نعوذ بالله من الشيطان وشره.
حكمــــــة
عن الحسن قال:كانت شجرة تعبد من دون الله فجاء إنسان إليها فقال: لأقطعن هذه الشجرة فجاء ليقطعها غضبا لله فلقيه الشيطان في صورة إنسان فقال: ما تريد؟ قال: أريد أن أقطع هذه التي تعبد من دون الله قال: إذا أنت لم تعبدها فما يضرك من عبدها؟ قال: لأقطعنها فقال له الشيطان: هل لك فيما هو خير لك لا تقطعها ولك ديناران كل يوم إذا أصبحت عند وسادتك قال: فمن لي بذلك؟ قال: أنا لك فرجع فأصبح فوجد دينارين عند وسادته ثم أصبح فلم يجد شيئا فقام غضبا ليقطعها فتمثل له الشيطان في صورته فقال: ما تريد؟ قال: أريد أن أقطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله قال: كذبت ما لك إلى ذلك من سبيل فذهب ليقطعها فضرب به الأرض وخنقه حتى كاد يقتله قال: أتدري من أنا؟ أنا الشيطان جئت أول مرة غضبا لله فلم يكن لي سبيل فخدعتك بالدينارين فتركتها فلما جئت غضبا للدينارين سلطت عليك.
حكمــــــة
كان راهب في بني إسرائيل فأخذ الشيطان جارية فخنقها وألقى في قلوب أهلها أن دواءها عند الراهب فأتي بها الراهب فأبى أن يقبلها فما زالوا به حتى قبلها فكانت عنده فأتاه الشيطان فسول له إيقاع الفعل بها فأحبلها ثم أتاه فقال له: الآن تفتضح يأتيك أهلها فاقتلها فإن أتوك فقل ماتت فقتلها ودفنها فأتى الشيطان أهلها فوسوس لهم وألقى في قلوبهم أنه أحبلها ثم قتلها ودفنها فأتاه أهلها يسألونه عنها فقال: ماتت فأخذوه فأتاه الشيطان فقال: أنا الذي ضربتها وخنقتها وأنا الذي ألقيت في قلوب أهلها وأنا الذي أوقعتك في هذا فأطعني تنجو اسجد لي سجدتين فسجد له سجدتين فهو الذي قال الله عز و جل { كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين }
حكمــــــة
قال عبد الله: خرج رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فلقي الشيطان فاشتجر فاصطرعا فصرعه الذي من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فقال الشيطان: أرسلني أحدثك حديثا عجيبا يعجبك؟ قال: فأرسله قال: فحدثني قال: لا قال: فاتخذا الثانية فاصطرعا فصرعه الذي من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم قال: أرسلني فلأحدثك حديثا يعجبك فأرسله قال: فحدثني؟ فقال: لا قال: فاتخذا الثالثة فصرعه الذي من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم ثم جلس على صدره وأخذ بإبهامه يلوكها فقال: أرسلني فقال: لا أرسلك حتى تحدثني قال: سورة البقرة فإنه ليس منها آية تقرأ في وسط شياطين إلا تفرقوا ولا تقرأ في بيت فيدخل ذلك البيت شيطان قالوا: يا أبا عبد الرحمن فمن ذلك الرجل؟ قال: فمن ترونه إلا عمر بن الخطاب.
حكمــــــة
عن عمار بن ياسر قال: قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الجن والإنس قيل: وكيف قاتلت الجن والإنس؟ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فنزلنا منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أما إنه سيأتيك على الماء آت يمنعك منه فلما كنت على رأس البئر إذا رجل أسود كأنه مرس فقال: والله لا تسقي منها اليوم ذنوبا واحدا فأخذني وأخذته فصرعته ثم أخذت حجرا فكسرت به وجهه وأنفه ثم ملأت قربتي فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: هل أتاك على الماء من أحد؟ فقلت: نعم فقصصت عليه القصة فقال: أتدري من هو؟ قلت: لا قال: ذاك الشيطان.
حكمــــــة
عن صفوان بن سليم قال: يتحدث أهل المدينة عن عبد الله بن حنظلة ابن الغسيل لقيه الشيطان وهو خارج من المسجد فقال: تعرفني يابن حنظلة؟ فقال: نعم فقال: من أنا؟ قال: أنت الشيطان قال: فكيف علمت ذاك؟ قال: خرجت وأما أذكر الله فلما بدأت أنظر إليك فشغلني النظر إليك عن ذكر الله فعلمت أنك الشيطان قال: صدقت يا بن حنظلة فاحفظ عني شيئا أعلمكه قال: لا حاجة لي به قال: تنظر فإن كان خيرا قبلت وإن كان شرا رددت يا بن حنظلة لا تسأل أحدا غير الله سؤال رغبة وانظر كيف تكون إذا غضبت.
حكمــــــة
عن جابر بن عبد الله قال: إن آدم لما أهبط إلى الأرض هبط بالهند وإن رأسه كان ينال السماء وإن الأرض شكت إلى ربها ثقل آدم فوضع الجبار يده على رأسه فانحط منها سبعون ذراعا وهبط معه بالعجوة والأترنج والموز فلما أهبط قال: رب هذا العبد الذي جعلت بيني وبينه عداوة إن لم تعني عليه لا أقوى عليه قال: لا يولد لك ولد إلا وكلت به ملكا قال: رب زدني قال: أجازي بالسيئة السيئة وبالحسنة عشر أمثالها إلى ما أريد قال: رب زدني قال: باب التوبة له مفتوح ما دام الروح في الجسد قال إبليس: يا رب هذا العبد الذي أكرمته إن لم تعني عليه لا أقوى عليه قال: لا يولد له ولد إلا ولد لك ولد قال: يارب زدني قال: تجري منه مجرى الدم وتتخذ في صدورهم بيوتا قال: رب زدني قال: أجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد.