فوائد من كتاب مجابو الدعوة
حكمــــــة
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما نفر من منى اناخ بالأبطح ثم كوم كومة من بطحاء فألقى عليها طرف رداءه ثم استلقى ورفع يديه إلى السماء ثم قال: (اللهم كبرت سني وضعفت قوتي وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط) فما انسلخ ذو الحجة حتى طعن فمات رحمه الله.
حكمــــــة
عن جابر بن سمرة قال: (شكى أهل الكوفة سعدا إلى عمر حتى قالوا: إنه لا يحسن يصلي قال: سعد: (أما أنا فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم لا اخرم عنها أؤكد في الأوليين و أحذف الأخريين) قال عمر: (ذاك الظن بك يا أبا إسحاق) وبعث رجالا يسألون عنه في مجالس الكوفة فكانوا لا يأتون مجلسا إلا أثنوا عليه خيرا أو قالوا معروفا حتى أتوا مسجدا من مساجدهم فقام رجل يقال له أبو سعدة فقال: (اللهم إذ سألتمونا فإنه كان لا يعول في القضية ولا يقسم بالسوية ولا يسير بالسرية) فقال سعد: (اللهم إن كان كاذبا فأعم بصره وأطل فقره وعرضه للفتن) قال عبد الملك: (فأنا رأيته يتعرض للإماء في السكك فإذا قيل له: كيف أنت يا أبا سعدة؟ قال: كبير مفتون أصابتني دعوة سعد)
حكمــــــة
عن داود بن قيس قال: حدثتني أمي - وكانت مولاة نافع بن عتبة بن أبي وقاص - قالت: (رأيت سعدا زوج ابنته رجلا من أهل الشام وشرط عليه ألا يخرجها فأراد أن يخرج فأرادت أن تخرج معه فنهاها سعد وكره خروجها فأبت إلا أن تخرج فقال سعد: اللهم لا تبلغها ما تريد) فأدركها الموت في الطريق فقالت: (تذكرت من يبكي علي فلم أجد... من الناس إلا أعبدي وولائدي) فوجد سعد من نفسه.
حكمــــــة
(كان عمر بن سعد بن أبي وقاص قد اتخذ جفنة وجعل فيها سياطا نحوا من خمسين سوطا فكتب على السوط عشرة وعشرين وثلاثين إلى خمسمائة على هذا العمل وكان لسعد بن أبي وقاص غلام رتيب مثل ولده فأمره عمر بشيء فعصاه فضرب بيده إلى الجفنة فوقع بيده سوط مائة فجلده مائة جلدة فأقبل الغلام على سعد ودمه يسيل على عقبيه فقال: ما لك؟ فأخبره فقال: (اللهم اقتل عمر وأسل دمه على عقبيه) قال: فمات الغلام وقتل المختار عمر بن سعد)
حكمــــــة
عن ابن عباس قال: قال عمر بن الخطاب: (اخرجوا بنا إلى أرض قومنا قال: فخرجنا فكنت أنا و أبي بن كعب في مؤخرة الناس فهاجت سحابة فقال أبي: (اللهم اصرف عنا أذاها) فلحقناهم وقد ابتلت رجالهم فقال عمر: ما أصابكم الذي أصابنا؟ قلت: إن أبا المنذر دعا الله أن يصرف عنا أذاها فقال عمر: ألا دعوتم لنا معكم؟
حكمــــــة
عن أبي هريرة قال: (رأيت من العلاء بن الحضرمي ثلاث خصال لم أشهدها من أحد قبله ولا بعده: كنا في سفر فعطشنا عطشا شديدا في يوم حار فدعا الله فأمطرنا فسقينا وأسقينا وكنت معه فانتهينا إلى مكان فيه ماء فلم نقدر على العبور فدعا الله فمشى على الماء حتى عبر ذلك الجانب وشهدت موته فحفرنا له قبرا ووضعناه في اللحد فذكرنا أنا ام نحل العقد فرفعنا اللبن فلم نر في اللحد شيئا)
حكمــــــة
عن عمر بن ثابت الخزرجي قال: (دخلت في أذن رجل من أهل البصرة حصاة فعالجها الأطباء فلم يقدروا عليها حتى وصلت إلى صماخه فأسهرت ليله ونغصته عيش نهاره فأتى رجلا من أصحاب الحسن فشكا ذلك إليه فقال: ويحك إن كان شيء ينفعك فدعوة العلاء بن الحضرمي التي دعا بها في البحر وفي المفازة قال وما هي؟ قال: (اللَّهُمَّ يَا عَلِيمُ يَا حَلِيمُ، يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ) قال: فدعا بها فو الله ما برحنا حتى خرجت من أذنه ولها طنين حتى صكت الحائط وبرأ.
حكمــــــة
عن خوات بن جبير قال: (أصاب الناس قحط شديد على عهد عمر فخرج عمر بالناس فصلى بهم ركعتين وخالف بين طرفي ردائه فجعل اليمين على اليسار واليسار على اليمين فقال: (اللهم إنا نستغفرك ونستسقيك) فما برحوا حتى مطروا فبينا هم كذلك إذا أعراب قدموا فأتوا عمر فقالوا: (يا أمير المؤمنين بينما نحن في بوادينا يوم كذا في ساعة كذا إذا أظلنا غمام فسمعنا منها صوتا: (اتاك الغوث أبا حفص اتاك الغوث أبا حفص)
حكمــــــة
عن أنس قال: (دخلنا على رجل من الأنصار وهو مريض ثقيل فلم نبرح حتى قضى فبسطنا عليه ثوبه وأم له عجوز كبيرة عند رأسه فالتفت إليها بعضنا فقال: يا هذه احتسبي مصيبتك عند الله قالت: وما ذاك؟ أمات ابني؟ قلنا: نعم قالت: أحقا ما تقولون؟ قلنا: نعم فمدت يدها إلى الله فقالت: (اللهم إنك تعلم أني أسلمت وهاجرت إلى رسولك رجاء أن تعينني عند كل شدة ورخاء فلا تحملني على هذه المصيبة اليوم) قال: (فكشفت عن وجهه فما برحنا حتى طعمنا معه)
حكمــــــة
(بينا عمر بن الخطاب يعرض الناس إذ مر به رجل معه ابن له على عاتقه فقال عمر: ما رأيت غرابا بغراب أشبه بهذا من هذا فقال الرجل: أما والله يا أمير المؤمنين لقد ولدته أمه وهي ميتة قال: ويحك وكيف ذاك؟ قال: خرجت في بعث كذا وتركتها حاملا وقلت: أستودع الله ما في بطنك فلما قدمت من سفري أخبرت أنها قد ماتت فبينا أنا ذات ليلة قاعد في البقيع مع بني عم لي إذ نظرت فإذا ضوء يشبه السراج في المقابر فقلت لبني عمي: ما هذا؟ قالوا: لا ندري غير أننا نرى هذا الضوء كل ليلة عند قبر فلانة فأخذت معي فأسا ثم انطلقت نحو القبر فإذا القبر مفتوح وإذا هذا في حجر أمه فدنوت فناداني مناد: أيها المستودع ربه: خذ وديعتك أما لو استودعت أمه لوجدتها فأخذت الصبي وانضم القبر.
حكمــــــة
عن الشعبي: (أن قوما من المهاجرين خرجوا متطوعين في سبيل الله فنفق حمار رجل منهم فأرادوه على أن ينطلق معهم فأبى فانطلق أصحابه مترجلين وتركوه فقام وتوضأ وصلى ثم رفع يديه فقال: (اللهم إني خرجت مجاهدا في سبيلك وابتغاء مرضاتك وأشهد أنك تحيي الموتى وأنك تبعث من في القبور اللهم فأحي لي حمارك) ثم قام إلى الحمار فضربه فقام الحمار ينفض أذنيه فأسرجه وألجمه ثم ركبه فأجراه حتى لحق بأصحابه فقالوا له: ما شأنك؟ قال: إن الله تعالى بعث لي حماري قال إسماعيل: قال الشعبي: أنا رأيت هذا الحمار بيع أو يباع بالكناسة.
حكمــــــة
عن عمارة بن زاذان قال: (كنت مع زياد النميري في طريق مكة فطلب ناقة لصاحب لنا فطلبناها فلم نقدر عليها فأخذنا نقتسم متاعه فقال زياد: ألا تقولون شيئا؟ سمعت أنسا يقول: تقرأ حم السجدة وتسجد وتدعو فقرأ حم السجدة وسجد ودعا فرفعنا رؤوسنا فإذا رجل معه الناقة التي ذهبت قال زياد: أعطوه من طعامكم فلم يقبل فقال: أطعموه قال: إني صائم فنظرنا فلم نر شئيا ولا ندري ما كان.
حكمــــــة
عن طلق بن حبيب قال: (لما قتل عثمان وفدنا وفودا من البصرة نسأل: فيم قتل؟ فقدمنا المدينة فتفرقنا فمنا من أتى عليها ومنا من أتى الحسن بن علي ومنا من أتى أمهات المؤمنين فأتيت عائشة فقلت: يا أم المؤمنين ما تقولين في عثمان؟ قالت: قتل والله مظلوما لعن الله قتلته أقاد به ابن أبي بكر وأهرق به دماء بني بديل وأبدى الله عورة أعين ورمى الله الأشتر بسهم من سهامه) فما منهم أحد إلا أصابته دعوتها)
حكمــــــة
عن حماد بن جعفر بن زيد العبدي: عن أبيه قال: (خرجنا غزاة إلى (كابل) وفي الجيش صلة بن أشيم فلما دنونا من أرض العدو قال الأمير: لا يشذن من العسكر أحد فذهبت بغلة صلة بثقلها فأخذ يصلي فقيل: إن الناس قد ذهبوا فقال: إنما هما خفيفتان قال: فدعا ثم قال: (اللهم إني أقسم عليك أن ترد علي بغلتي وثقلها) قال: فجاءت حتى وقفت بين يديه.
حكمــــــة
عن صلة بن أشيم قال: (كنت اسير بهذه الأهواز إذ جعت جوعا شديدا فلم أجد أحدا يبيعني طعاما فجعلت أتحرج أن أصيب أحدا من أهل الطريق شيئا فبينا أنا أسير إذ دعوت ربي فاستطعمت فسمعت وجبة خلفي فإذا أنا بثوب أو منديل فيه دوخلة ملأى رطبا فأخذته وركبت دابتي فأكلت حتى شبعت فأدركني المساء فنزلت إلى راهب في دير له فحدثته الحديث فاستطعمني من الرطب فأطعمته رطبات قال: ثم إني مررت على ذلك الراهب بعد زمان فإذا نخلات حسان حمال فقال: إنهن من رطباتك التي أطعمتني وجاء بالثوب إلى أهله فكانت امرأته تريه الناس)
حكمــــــة
(كان رجل من بني أبان بن دارم يقال له زرعة شهد قتل الحسين رضي الله عنه فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه يجعل يتلقى الدم يقول: هكذا إلى السماء فيرمى به وذلك أن الحسين دعا بماء ليشرب فلما رماه حال بينه وبين الماء فقال: (االلهم ظمئه اللهم ظمئه) قال: فحدثني من شهده وهو يموت وهو يصيح من الحر في بطنه والبرد في ظهره وبين يديه المراوح والثلج وخلفه الكانون وهو يقول: اسقوني أهلكني العطش فيؤتى بعس عظيم فيه السويق أو الماء واللبن لو شربه خمسة لكفاهم قال: فيشربه ثم يعود فيقول: اسقوني أهلكني العطش قال: فانقد بطنه كانقداد البعير)
حكمــــــة
عن عمرو السرايا قال: (كنت أغزو في بلاد الروم وحدي فبينا أنا ذات يوم نائم إذ ورد علي علج فجذبني فانتبهت فقال: يا عربي اختر إن شئت مطاعنة وإن شئت مسايفة وإن شئت مصارعة فقلت: أما المسايفة والمطاعنة فلا طاقة لي بقتالهما ولكن مصارعة فنزل فلم ينهنهني أن صرعني وجلس على صدري وقال: أي قتلة أقتلك؟ فتذكرت فرفعت طرفي إلى السماء فقلت: (أشهد أن كل معبود ما دون عرشك إلى قرار أرضك باطل غير وجهك الكريم قد ترى ما أنا فيه ففرج عني) فأغمي علي ثم أفقت فإذا الرومي قتيل إلى جانبي.
حكمــــــة
عن ثابت البناني قال: (أخذ عبيد الله بن زياد ابن أخي ل صفوان بن محرز فحبسه في السجن فلم يدع صفوان شريفا بالبصرة يرجو منفعته إلا تجمل به عليه فلم ير لحاجته نجاحا فثاب في مصلاه حزينا فهوم من الليل فإذا آت قد أتاه في منامه فقال: يا صفوان قم فاطلب حاجتك من وجهها قال: فانتبه فزعا فقام فتوضأ ثم صلى ثم دعا فأرق ابن زياد فقال: علي بابن أخي صفوان بن محرز فجاء الحراس وجيء بالنيران وفتحت تلك الأبواب الحديد في جوف الليل فقيل: أين ابن أخي صفوان بن محرز؟ أخرجوه فإني قد منعت من النوم منذ الليلة فأخرج فأتى به إلى ابن زياد فكلمه ثم قال: انطلق بلا كفيل ولا شيء فما شعر صفوان حتى ضرب عليه ابن أخيه بابه قال صفوان: من هذا؟ قال: أنا فلان قال: فأي ساعة هذه؟ فحدثه الحديث.
حكمــــــة
عن صالح المري قال: (كان عطاء السليمي لا يكاد يدعو إنما يدعو بعض أصحابه ويؤمن قال: فحبس بعض أصحابه فقيل له: ألك حاجة؟ قال: دعوة من عطاء أن يفرج الله عني قال صالح: فانتبه فقلت: يا أبا محمد أما تحب أن يفرج الله عنك؟ قال: بلى والله إني لأحب ذاك قلت: فإن جليسك فلان قد حبس فادع الله أن يفرج عنه فرفع يديه وبكى وقال: (إلهي قد تعلم حاجتنا قبل أن نسألكها فاقضها لنا) قال صالح: فو الله ما برحنا من البيت حتى دخل الرجل.
حكمــــــة
عن محمد بن المنكدر قال: (جئت إلى المسجد فإذا أنا برجل عند المنبر يدعو بالمطر فجاء المطر بصوت ورعد فقال: يا رب ليس هكذا قال: فتبعته حتى دخل دار آل حرام أو دار آل عمر فعرفت مكانه فجئته من الغد فعرضت عليه شيئا فأبى فقال: لا حاجة لي بهذا فقلت: حج معي فقال: هذا شيء لك فيه أجر فأكره أن أنفس عليك فأما شيء آخذه فلا)
حكمــــــة
عن محمد بن سويد أن أهل المدينة قحطوا وكان فيها رجل صالح لازم لمسجد النبي صلى الله عليه و سلم (فبينا هم في دعائهم إذا انا برجل عليه طمران خلقان فصلى ركعتين أوجز فيهما ثم بسط يديه إلى الله فقال: (يا رب اقسمت عليك إلا أمطرت علينا الساعة) فلم يرد يديه ولم يقطع دعاءه حتى تغشت السماء بالغيم وأمطروا حتى صلح أهل المدينة مخافة الفرق فقال: (يا رب إن كنت تعلم أنهم قد اكتفوا فارفع عنهم) فسكن وتبع الرجل صاحب المطر حتى عرف صومعته ثم بكر عليه فنادى: يا اهل البيت فخرج الرجل فقال: قد أتيتك في حاجة قال: وما هي؟ قال: تخصني بدعوة قال: سبحان الله أنت أنت وتسألني أن أخصك بدعوة؟ قال: ما الذي بلغك ما رأيت؟ قال: ورأيتني قلت: نعم قال: أطعت الله فيما أمرني ونهاني فسألته فأعطاني)
حكمــــــة
قال عبد الواحد بن زيد: (خرجت في بعض غزواتي في البحر ومعي غلام لي له فضل فمات الغلام فدفنته في جزيرة فنبذته الأرض ثلاث مرات في ثلاثة مواضع فبينا نحن وقوف نتفكر ما نصنع له إذ انقضت النسور والعقبان فمزقوه حتى لم يبق منه شيء فلما قدمنا البصرة أتيت أم الغلام فقلت لها: ما كان حال ابنك؟ قالت: خيرا كنت أسمعه يقول: (اللهم احشرني من حواصل الطير)
حكمــــــة
عن خالد بن عبد الله اليماني قال: (استودع محمد بن المنكدر وديعة فاحتاج إليها فأنفقها فجاء صاحب الوديعة يطلبها فقام توضأ فصلى ثم دعا فقال: (يا ساد الهواء بالسماء ويا كابس الأرض على الماء ويا واحد قبل كل أحد يكون أد عني أمانتي) فسمع قائلا يقول: (خذ هذه فأدها عن أمانتك واقصر في الخطبة فإنك لن تراني)
حكمــــــة
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: (خرج قوم غزاة وخرج معهم محمد بن المنكدر وكانت صائفة فبينا هم يسيرون في الساقة قال رجل من القوم: (أشتهي جبنا رطبا)فقال محمد بن المنكدر: (استطعموه يطعمكم فإنه لقادر على كل شيء) فدعا القوم فلم يسيروا إلا قليلا حتى وجدوا مكتلا مخيطا كأنما أتى به من الروحاء فإذا هو جبن فقال بعض القوم: لو كان عسلا؟ فقال محمد: لإإن الذي أطعمكم جبنا ههنا قادر على ان يطعمكم عسلا فاستطعموا يطعمكم فنزلوا فأكلوا وحمدوا ربهم وشكروا)
حكمــــــة
عن علي بن زيد بن جدعان قال: (كنت جالسا إلى سعيد بن المسيب فقال: يا أبا الحسن مر قائدك فيذهب بك فينظر إلى وجه هذا الرجل وإلى جسده فانطلق فإذا وجهه وجه زنجي وجسده أبيض فقال سعيد: إني أتيت على هذا وهو يسب طلحة و الزبير و عليا رضى الله عنهم فنهيته فأبى فقلت: إن كنت كاذبا فسود الله وجهك فخرجت من وجهه قرحة فاسود وجهه)
حكمــــــة
عن أبي المحياة التيمي: حدثني مؤذن عنك قال: (خرجت إلى مكران أنا وعمي وكان معنا رجل يسب أبا بكر و عمر رضي الله عنهما فنهيناه فلم ينته فقلنا: اعتزلنا فاعتزلنا فلما دنا خروجهما تذممنا فقلنا: لو صحبنا حتى يرجع إلى اللوقة؟ فلقينا غلامه فقلنا له: قل لمولاك يعود الينا فقال: إن مولاي حدث له أمر عظيم قد مسخت يداه يدي خنزير)قال: فأتيناه فقلنا: ارجع إلينا فقال: إنه حدث لي أمر عظيم فاخرج ذراعيه فإذا هما ذراعا خنزير قال: فصحبنا حتى انتهينا إلى قرية من قرى السواد كثيرة الخنازير فلما رآها صاح صيحة ووثب فمسخ خنزيرا وخفي علينا فجئنا بغلامه ومتاعه إلى اللوقة.
حكمــــــة
عن منيعة بنت زربي قال: (كنت بمكة مع مولاي فإذا امرأة عليها الناس مجتمعون يسألونها وامرأة تسألها فقالت لها عائشة: (مالي أرى يدك شلاء؟قالت: أنا أخبرك كان لي أبوان أما أبي فكان رجلا سخيا كثير المعروف وكانت أمي شحيحة لم أرها صنعت من المعروف شيئا قط إلا أن أبي ذبح بقرة فرأيتها تصدقت منها بشحمة ورأيتها تصدقت يوما بخرقة فهلك أبواي فرأيت فيما يرى النائم كأن أبي على حوض كبير كثير الآنية يسقي الناس الماء فالتفت ورائي فإذا أمي مستلقية على ظهرها وفي فمها تلك الشحمة بعينها أعرفها وتلك الخرقة على فرجها وهي تقطع الشحمة بأصبعها وتقول واعطشي فقلت: هذه أمي عطشى وهذا أبي يسقي الناس الماء فلو أتيت أنا من هذه الآنية فسقيت أمي فاغترفت بإناء منها فأتيتها لأسقيها فسمعت مناديا من السماء: (ألا من سقاها شلت يمينه) فأصبحت ويدي كما ترين.
حكمــــــة
عن المختار بن فلفل قال: (خرجنا تريد الحج ومعنا ذر زمن الحجاج فأتينا صاحب السالحين فقال: لسنا ندع أحدا يخرج إلا بجوار فقال لنا ذر: توضأوا وصلوا ثم ادعوا الله عز و جل أن يخلي سبيلكم قال: فتوضأنا وصلينا ودعونا الله عز و جل ثم أتينا صاحب السالحين فقلنا: افتح لنا فكلم صاحب الذي فوقه فقال: إن هؤلاء قوم يريدون الحج قال: فجلس وكان نائما فضرب بإحدى يديه على الأخرى فقال: والله ليس ظن الحجاج أني أحبس حاج بيت الله لبئس ما ظن خل سبيلهم قال: فخلى سبيلهم ولم يصنع ذلك بأحد قبلنا ولا بعدنا)
حكمــــــة
(كانت امرأة قد أصابها الماء الأصفر في بطنها فعظمت بليتها فأتت مالكا فقالت: يا أبا يحيى إدع الله لي فقال لها: إذا كنت في المجلس فقومي حيث أراك قائمة في مجلسه فقال لأصحابه: إن هذه المرأة قد ابتليت بما قد ترون وقد فزعت الينا فادعوا الله لها فرفع القوم أيديهم فقال: (يا ذا المن القديم يا عظيم لا إله إلا أنت عافها وفرج عنها) فانخمص بطنها وعوفيت فكانت تكون مع النساء تحدثهن.
حكمــــــة
عن السري بن يحيى قال: (بلغنا أن ملكا من الملوك الأعاجم أقبل في جيش فلقي عصابة من المسلمين فلما رأوه اعتصموا بربوة فصعدوا فوقها فقال ذلك الملك: (ما أحد ولا شيء عليهم من أن نحيط بهم ثم ننزلهم مكانهم حتى يموتوا من العطش) فأحاطوا بهم فأصابهم حر شديد وعطش فاستسقوا الله عز و جل فأقبلت سحابة فجعل الرجل يحمل برنسه يتلقى به الماء حتى يمتلئ ثم يشرب حتى يروى فقال ذلك الملك: (ارتحلوا فو الله لا أقتل قوما سقاهم الله من السماء وأنا أنظر)
حكمــــــة
(كان رجل من الخوارج يغشى مجلس الحسن فيؤذيهم فقيل للحسن: يا أبا سعيد ألا تكلم الأمير حتى يصرفه عنا؟ قال: فسكت عنهم قال: فأقبل ذات يوم و الحسن جالس مع أصحابه فلما رآه قال: (اللهم قد علمت أذاه لنا فاكفناه بما شئت) قال: فخر الرجل والله من قامته فما حل إلى أهله إلا ميتا على سرير فكان الحسن إذا ذكره بكى وقال الناس: ما كان أغره بالله.
حكمــــــة
(وشى رجل بسر بن سعيد إلى الوليد فأرسل إليه الوليد والرجل عنده قال: فجيء به ترعد فرائضه فأدخل عليه فسأله عن ذلك فأنكره بسر وقال: ما فعلت فالتفت الوليد إلى الرجل فقال: يا بسر هذا يشهد عليك بذلك فنظر إليه بسر وقال: أهكذا؟ فقال: نعم فنكس رأسه وجعل ينكث في الأرض ثم رفع رأسه فقال: (اللهم قد شهد بما قد علمت أني لم أقله اللهم فإن كنت صادقا فأرني به على ما قال) فانكب الرجل على وجهه فلم يزل يضطرب حتى مات.
حكمــــــة
عن عبد الواحد بن زياد قال: (كنا عند مالك بن دينار ومعنا محمد بن واسع و حبيب أبو محمد فجاء رجل فكلم مالكا وأغلظ له في قسمة قسمها وقال: وضعتها في غير حقها وتتبعت بها أهل مجلسك ومن يغشاك ليكثر غاشيك وتصرف إليك الوجوه قال: فبكى مالك وقال: والله ما أردت هذا قال: بلى والله لقد أردته فجعل مالك يبكي ثم قال: (اللهم إن كان هذا قد شغلنا عن ذكرك أرحنا منه كيف شئت) قال: فسقط والله الرجل على وجهه ميتا فحمل إلى أهله على سرير.
حكمــــــة
عن مجاشع الديري قال: (ولدت امرأة من جيران حبيب غلاما جميلا أقرع الرأس قال: فجاء به أبوه إلى حبيب بعدما كبر الغلام وأتت عليه إثنتا عشرة سنة فقال: يا أبا محمد ألا ترى إلى ابني هذا وإلى جماله وقد بقي أقرع الرأس كما ترى؟ فادع الله له فجعل حبيب يبكي ويدعو للغلام ويمسح بالدموع رأسه قال: فو الله ما قام بين يديه حتى اسود رأسه من أصول الشعر فلم يزل بعد ذلك الشعر ينبت حتى صار كأحسن الناس شعرا قال مجاشع: قد رأيته أقرع ورأيته ذا شعر.
حكمــــــة
(قيل إبراهيم بن أدهم: هذا السبع قد ظهر لنا قال: أرنيه فلما رآه قال: (يا قسورة إن كنت أمرت فينا بشيء فامض لما أمرت به وإلا فعودك على بدئك)قال: فولى السبع ذاهبا قال: أحسبه قال: يصوت بذنبه قال: فتعجبت كيف فهم السبع كلام إبراهيم بن أدهم فأقبل علينا إبراهيم فقال: قولوا: (اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام واكفنا بركنك الذي لا يرام وارحمنا بقدرتك علينا ولا نهلك وأنت رجاؤنا) قال خلف: فما زلت أقولها منذ سمعتها فما عرض لي لص ولا غيره.
حكمــــــة
عن بقية بن الوليد قال: (كنا في البحر فهبت الرياح وهاجت الأمواج فبكى الناس وصاحوا فقيل لمعيوف - أو ابن معيوف - هذا ابراهيم بن أدهم لو سألته أن يدعو الله عز و جل؟ وإذا هو نائم في ناحية السفينة ملفوف رأسه في كساء فدنا منه فقال: يا أباإسحاق أما ترى ما الناس فيه؟ فقال: (اللهم قد أريتنا قدرتك فأرنا رحمتك) فهدأت السفينة.
حكمــــــة
عن عامر الشعبي قال: (كنت جالسا مع زياد بن أبي سفيان فأتى برجل يحمل لا نشك في قتله قال: فرأيته حرك شفتيه بشيء لا أدري ما هو قال: فخلى سبيله فقال بعض القوم: لقد جيء بك وما نشك في قتلك فرأيناك حركت شفتيك بشيء وما ندري ما هو فخلي سبيلك قال: قلت: (اللهم رب إبراهيم ورب إسحاق و يعقوب ورب جبريل و إسرافيل ومنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم إدرأ عني شر زياد قال: فخلي عنه)
حكمــــــة
(أتى سليمان بن عبد الملك ببطريق من بطارقة الروم من علمائهم فأمر به إلى الحبس مغلولا مقيدا فدخل عليه السجان ذات ليلة فأغلق عليه بابه ثم خرج فلما بكر عليه لم يجده في الحبس فلما كان بعد شهر جاءه كتاب صاحب الثغر أخبر أمير المؤمنين أن فلانا البطريق وجد مطروحا دون منزله فدعا سليمان بن عبد الملك السجان فقال: أخبرني ما فعل فلان البطريق؟ قال: ينجيني الصدق يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم فأخبره بقصته قال: فما كان عمله وما كان يتكلم به؟ قال: كان يكثر أن يقول: (اللهم يامن يكتفي عن خلقه جميعا ولا يكتفي منه أحد من خلقه جميعا ياأحد من لا أحد له إنقطع الرجاء إلا فيك وخابت الأمال إلا فيك ياغياث المستغيثين أغثني أغثني أغثني) قال: بها نجا بها نجا
حكمــــــة
عن عبد الرحمن بن شريح (أن رجلا كان في مركب في وسط البحر في ليلة مظلمة وريح شديدة إذ قام يتوضأ فزلت رجله فذهب به الموج فقال أصحابه: أدركوه فقال النوطس: والله لو نزل ملك من الملائكة ما قدر على أن يستخرجه فبعث الله ملكا فاحتمله فكان يسير به في البحر إلى جنب المركب فلما حضرت الصلاة قام رجل منهم يتوضأ فمد يده إليه فقال: يا فلان إمسك بيدي فعجبوا منه فقال: ما خفي علي شيء من حديثكم في ليلتكم هذه وما زلت أسير معكم وحامل يحملني لا أجد أذى لشيء مما أنا فيه حتى صعدت إليكم.