فوائد من كتاب الورع
حكمــــــة
عن عبيد الله قال: كان القاضي إذا مات في بني إسرائيل جعل في أوج أربعين سنة فإن تغير منه شيء علموا أنه قد جار في حكمه فمات بعض قضاتهم فجعل في أوج عينها القيم يقوم عليه إذا أصابت المكنسة طرف أذنه فانفجرت صديدا فشق ذلك على بني إسرائيل فأوحى الله إلى نبي من أنبيائهم أن عبدي هذا لم يكن به بأس ولكنه استمع يوما في أحد أذنيه من الخصم أكثر مما استمع من الأخر فمن ثم فعلت به هذا.
حكمــــــة
عن الحسن قال: مر عيسى بن مريم عليه السلام مع أصحابه برائحة منتنة فوضع القوم أيديهم على أنفهم ولم يفعل ذلك عيسى ثم مروا برائحة طيبة فكشفوا أيديهم عن أنفهم ووضع عيسى يده على أنفه فقيل له في ذلك فقال ان الرائحة الطيبة نعمة فخفت أن لا أقوم بشكرها والرائحة المنتنة بلاء فأحببت الصبر على البلاء.
حكمــــــة
عن إسماعيل الأرقط عن رجل: صحبت الثوري إلى مكة قال فمررنا برجل في بعض المنعشيان في يوم شديد الحر عنده حباب يسقي الماء فاستظلنا بظله وشربنا من مائه فسأله سفيان عن أمره فقال إن هؤلاء القوم يجرون علي رزقا لهذا فقام سفيان فتنحى ثم تقيا حتى كادت نفسه تخرج ثم قعد في الشمس وامتنع أن يستظل قال فقلنا للجمال إرحل لا يموت الشيخ فرحلنا.
حكمــــــة
عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري: أنه خرج إلى عمر فنزل عليه وكانت لعمر ناقة يحلبها فانطلق غلامه ذات يوم فسقاه لبنا فأنكره فقال ويحك من أين هذا اللبن فقال يا أمير المؤمنين إن الناقة انفلت عليها ولدها فشرب لبنها فحلبت لك ناقة من مال الله فقال له عمر ويحك سقيتني نارا ادع لي علي بن أبي طالب فدعاه فقال إن هذا عمد إلى ناقة من مال الله فسقاني لبنها أفتحله لي قال نعم يا أمير المؤمنين هو لك حلال ولحمها وأوشك أن يجيء من لا يرى لنا في هذا المال حق.
حكمــــــة
عن كعب قال: اجتمع ثلاثة عباد من بني إسرائيل فقالوا تعالوا حتى يذكر كل إنسان منا أعظم ذنب عمله فقال أحدهم أما أنا فلا أذكر من ذنب أعظم من أني كنت مع صاحب لي فعرضت لنا شجرة فخرجت عليه ففزع مني فقال الله بيني وبينك وقال أحدهم كانت لي والدة فدعتني من قبل شمالة الريح فأجبتها فلم تسمع فجائتني مغضبة فجعلت ترميني بحجارة فأخذت عصا وجئت لأقعد بين يديها فتضربني لها حتى ترضى ففزعت مني فأصابت وجهها صخرة فشجتها فهذا أعظم ذنب عملته قط.
حكمــــــة
عن حميد الطويل قال: بينا عيسى بن مريم صلى الله عليه و سلم يسيح في سفح الجبل إذا هو بجرذ يدخل جحرا له فقال لكل شيء مأوى وابن مريم ليس له مأوى فأوحى الله إليه يا عيسى اصعد الجبل ليخبره خطيئته فصعد الجبل فإذا هو برجل كأنه شن بالي فقال يا عبد الله منذ كم أنت على هذا الجبل قال منذ خمسين سنة لم استظل من حر ولا برد ولا من مطر قال يا عبد الله فما لك من عظم جرمك حتى صرت إلى هذا الجد قال قلت لشيء كان لم يكن فدخلت في علم الله فأخاف أن يعذبني.
حكمــــــة
كتب غلام لحسان بن أبي سنان إليه من الأهواز أن قصب السكر أصابته آقة فاشتر السكر فيما قبلك قال فاشتراه من رجل قلم يأت عليه إلا قليل فإذا فيما اشترى ربح ثلاثين ألفا فأتى صاحب السكر فقال يا هذا إن غلامي كان كتب إلي ولم أعلمك فأقلني فيما اشتريت منك فقال الآخر فقد أعلمتني الآن وطيبته لك قال فرجع فلم يحتمل قلبه قال فأتاه فقال يا هذا إني لم آت هذا الأمر من قبل وجهه فأحب أن يسترد هذا البيع قال فما زال به حتى رد عليه.
حكمــــــة
قال عمر بن الخطاب لجلسائه ما الذي نقيم به وجوهنا عند الله يوم القيامة فقال بعض القوم الصلاة فقال عمر قد يصلي البر والفاجر قالوا الصيام قال عمر قد يصوم البر والفاجر قالوا الصدقة قال عمر قد يتصدق البر والفاجر قالوا الحج قال عمر قد يحج البر والفاجر قال عمر الذي نقيم به وجوهنا عند الله أداء ما افترض علينا وتحريم ما حرم علينا وحسن النية فيما عند الله.