فوائد من كتاب حسن الظن بالله
حكمــــــة
عن حميد قال: كان لي بن أخت مرهق فمرض فأرسلت إلي أمه فأتيتها فإذا هي عند رأسه تبكي فقال يا خالي ما يبكيها قلت ما تعلم منك قال أليس إنما ترحمني قلت بلى قال فإن الله عز و جل أرحم بي منها فلما مات أنزلته القبر مع غيري فذهبت أسوي لبنة فاطلعت في اللحد فإذا هو مد البصر فقلت لصاحبي هل رأيت ما رأيت قال نعم فليهنك ذلك فظننت أنه بالكلمة التي قالها.
حكمــــــة
عن بلال بن سعد قال: يؤمر بإخراج رجلين من النار فإذا خرجا ووقفا قال الله لهما كيف وجدتما مقيلكما وسوء مصيركما فيقولان شر مقيل وأسوأ مصير صار اليه العباد فيقول لهما بما قدمت أيديكما وما أنا بظلام للعبيد قال فيأمر بصرفهما إلى النار فأما أحدهما فيعدو في أغلاله وسلاسله حتى يقتحمها وأما الآخر فيتلكىء فيأمر بردهما فيقول للذي عدا في أغلاله وسلاسله حتى اقتحمها ما حملك على ما صنعت وقد خبرتها فيقول إني قد خبرت من وبال المعصية ما لم أكن أتعرض لسخطك ثانية قال ويقول للذي تلكأ ما حملك على ما صنعت فيقول حسن ظني بك حين أخرجتني منها ألا تردني إليها فيرحمهما ويأمر بهما إلى الجنة.
حكمــــــة
عن ابن عون قال: ما رأيت أحدا كان أعظم رجاء للموحدين من محمد بن سيرين رحمه الله كان يتلو هؤلاء الآيات إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويتلو ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين ويتلو لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى.
حكمــــــة
عن محمد بن سيرين قال قال علي رضى الله عنه: أي آية في القرآن أوسع فجعلوا يذكرون آيا من القرآن من يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما أو نحوها فقال علي ما في القرآن آية أوسع من " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ".
حكمــــــة
عن شهر بن حوشب قال: لما أري إبراهيم عليه السلام ملكوت السماوات والأرض رأى رجلا يعصي الله عز و جل فدعا عليه ثم آخر ثم آخر فدعا عليهم فهلكوا فنودي يا صاحب الدعوة إني قد خلقت بن آدم لثلاث أخرج منه ذرية يعبدوني وتلا يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي أو يتوب إلى ما بينه وبين الهرم فأتوب عليه ولا تأخذني عجلة العباد أو يتمادى فالنار من ورائه.
حكمــــــة
عن عبد الله بن محمد بن إسماعيل قال بلغني: أن الله عز و جل أوحى إلى بعض أنبيائه بعيني ما يتحمل المتحملون من أجلي وما يكابدون في طلب مرضاتي أتراني أنسى لهم عملا كيف وأنا الرحيم بخلقي ولو كنت معاجلا بالعقوبة أحدا أو كانت العقوبة من شأني لعاجلت بها القانطين من رحمتي ولو يرى عبادي المؤمنون كيف أستوهبهم ممن ظلموه ثم أحكم لمن وهبهم بالخلد المقيم في جواري إذا ما اتهموا فضلي وكرمي.
حكمــــــة
قال بن السماك: تباركت يا عظيم لو كانت المعاصي التي عصيتها طاعة أطعت فيها ما زاد على النعم التي تنيلها وإنك لتزيد في الإحسان إلينا حتى كأن الذي أتينا من الإساءة إحسانا فلا أنت بكثرة الإساءة منا تدع الإحسان إلينا ولا نحن بكثرة الإحسان منك إلينا عن الإساءة نقلع أبيت إلا إحسانا وإجمالا وأبينا إلا إساءة واجتراما فمن ذا الذي يحصي نعمك ويقوم بأداء شكرك إلا بتوفيقك ونعمك ولقد فكرت في طاعة المطيعين فوجدت رحمتك متقدمة لطاعتهم ولولا ذلك لما وصلوا إليها فنسألك بالرحمة المتقدمة للمطيعين قبل طاعتهم لما مننت بها على العاصين بعد معصيتهم.
حكمــــــة
لما احتضر بشر بن منصور السليمي ضحك وقال أخرج من بين ظهراني من أخاف فتنته وأقدم على من لا أشك في رحمته وأخبرني عبد الله قال قيل له أوصى بدينك قال أنا أرجو ربي لذنبي لا أرجوه لديني فلما مات قضى عنه دينه بعض إخوانه أنشدني أحمد بن العباس النمري (وإني لأرجو الله حتى كأنني... أرى بجميل الظن ما الله صانع)
حكمــــــة
عن شملة بن هزال أبو الحتروش البختري قال سمعت الحسن رحمه الله في جنازة فيها الفرزدق والقوم حافين بالقبر يتذاكرون الموت فقال الحسن: يا أبا فراس ما أعددت لهذا قال شهادة ألا إله إلا الله منذ ثمانين سنة فقال اثبت عليها وأبشر أو نحو هذا وفي غير حديث الأزهر قال فقال الحسن نعمت العدة ونعمت العدة.
حكمــــــة
قال أبطأ عن علي بن الحسين أخ له كان يأنس به فسأله عن إبطائه فأخبره أنه مشغول بموت بن له وأن ابنه كان من المسرفين على نفسه فقال له علي بن الحسين: إن من وراء ابنك ثلاث خلال أما أولها فشهادة إلا إله إلا الله وأما الثانية فشفاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأما الثالثة فرحمة الله التي وسعت كل شيء.
حكمــــــة
قال مالك بن دينار: رأيت أبا عبد الله مسلم بن يسار في منامي بعد موته بسنة فسلمت عليه فلم يرد علي السلام فقلت لم لا ترد علي السلام قال أنا ميت فكيف أرد عليك السلام قال فقلت له وماذا لقيته عند الموت قال فدمعت عينا مالك عند ذلك وقال لقيت والله أهوالا وزلازل عظاما شدادا قلت فما كان بعد ذلك قال وما تراه يكون من الكريم قبل منا الحسنات وعفا لنا عن السيئات وضمن عنا التبعات قال ثم شهق مالك شهقة فخر مغشيا عليه فلبث بعد ذلك أياما مريضا من غشيته ثم مات في مرضه فيرون أن قلبه انصدع.