فوائد من كتاب ذم الدنيا 3
حكمــــــة
عن يحيى بن سليم قال: قال لي عمر بن محمد بن المنكدر: أرأيت لو أن رجلا صام الدهر لا يفطر وقام الليل لا يفتر وتصدق بماله وجاهد في سبيل الله عز و جل واجتنب محارم الله عز و جل غير أنه يؤتى يوم القيامة على رؤوس الخلائق في ذاك الجمع الأعظم بين يدي رب العالمين فيقال: ها إن هذاعظم في عينه ما صغر الله وصغر في عينه ما عظم الله كيف ترى يكون حاله؟ فمن منا ليس هذا هكذا الدنيا عظيمة عنده مع ما اقترفنا من الذنوب والخطايا.
حكمــــــة
كتب عمر بن عبد العزيز إلى الحسن أن عظني وأوجز فكتب إليه الحسن:أما بعد: فإن رأس ما هو مصلحك ومصلح به على يديك: الزهد في الدنيا وإنما باليقين واليقين بالتفكر والتفكر بالاعتبار فإذا أنت فكرت في الدنيا لم تجدها أهلا أن تبيع بها نفسك ووجدت نفسك أهلا أن تكرمها بهوان الدنيا فإنما الدنيا دار بلاء ومنزل غفلة.
حكمــــــة
سئل بعض الحكماء عن الزهد فقال: إن من أدنى الزهد أن يقعد أحدكم في منزله فإن كان قعوده لله وإلا خرج ويخرج فإن كان خروجه لله رضي وإلا رجع فإن كان رجوعه لله رضي وإلا ساح ويخرج درهمه فإن كان إخراجه لله رضي وإلا حبسه ويحبسه فإن كان حبسه لله رضي وإلا رمى به ويتكلم فإن كان كلامه لله رضي وإلا سكت ويسكت فإن كان سكوته لله رضي وإلا تكلم فقيل له: هذا صعب؟ فقال: هذا الطريق إلى الله عز وحل وإلا فلا تتعبوا.
حكمــــــة
قال ابن السماك: الناس ثلاثة: زاهد وصابر وراغب فأما الزاهد فأصبح قد خرجت الأفراح والأحزان من صدره عن اتباع هذا الغرور فهو لا يفرح بشيء من الدنيا آتاه ولا يحزن على شيء من الدنيا فاته ولا يبالي على عسر أصبح أم على يسر فهذا المبرز في زهده وأما الصابر: فرجل يشتهي الدنيا بقلبه ويتمناها بنفسه فإذا ظفر بشيء منها ألجم نفسه عنها كراهة شتاتها وسوء عاقبتها فلو تطلع على ما في نفسه عجبت من نزاهته وعفته أما الراغب: فلا يبالي من أين أتته الدنيا ولا يبالي دنس فيها عرضه او وضع فيه حسبه أو جرح دينه فهؤلاء في غمرة يضطربون وهؤلاء أنتن من أن يذكروا.
حكمــــــة
قال وهب بن منبه: رأينا ورقة تهفو بها الريح فأخذناها فإذا فيها مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم دار لا يسلم منها من فيها ما أخذ أهلها منها لها خرجوا منه ثم حوسبوا به وما أخذ أهلها منها لغيرها خرجوا منه ثم أقاموا به وكأن قوما من أهل الدنيا ليسوا من أهلها كانوا فيها كمن ليس فيها عملوا فيها بما يبصرون وبادروا فيها ما يحذرون تنقلب أجسادهم بين ظهراني أهل الدنيا وتنقلب قلوبهم بين ظهراني أهل الآخرة يرون أهل الدنيا يعظمون وهم أشد تعظيما لموت قلوبهم قال: فسألت عن هذا الكلام فلم أجد أحدا يعرفه ! !
حكمــــــة
قيل لبعض الحكماء: من أعرف الناس بعيوب الدنيا؟قال: أكثرهم للموت ذكرا قيل: فلم نكره الموت؟ قال: لإيثاركم الدنيا قيل: متى يحكم على العبد بالغفلة؟ قال: إذا ركن إلى الدنيا قيل: متى يذهب منا الحكمة والعلم؟ قال: إذا طلب بهما الدنيا قيل: ما الذي يمنع من طلب الآخرة؟ قال: حب الدنيا قيل: ما علامة ترك الدنيا؟ قال: طلب الآخرة قيل: الدنيا لمن هي؟ قال: لمن تركها قيل: الآخرة لمن هي؟ قال: لمن طلبها.