سيد الاستغفار
A
سيد الاستغفار
من له بصيرة بنفسه، وبصيرة بحقوق الله، وهو صادق في طلبه لم يبق له نظره في سيئاته حسنة البتة، فلا يلقى الله إلا بالإفلاس المحض، والفقر الصرف؛ لأنه إذا فتش عن عيوب نفسه وعيوب عمله علم أنها لا تصلح لله، وأن تلك البضاعة لا تُشتَرى بها النجاة من عذاب الله، فضلا عن الفوز بعظيم ثواب الله.
فإن خلص له عمل وحال مع الله، وصفا له معه وقتٌ= شاهد منة الله عليه به، ومجرد فضله، وأنه ليس من نفسه، ولا هي أهل لذلك، فهو دائما مشاهدٌ لمنة الله عليه، ولعيوب نفسه وعمله؛ لأنه متى تطلبها رآها.
وهذا من أجلِّ أنواع المعارف وأنفعها للعبد، ولذلك كان سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
فتضمن هذا الاستغفار الاعترافَ من العبد بربوبية الله، وإلهيته وتوحيده، والاعتراف بأنه خالقه، العالم به، إذ أنشأه نشأة تستلزم عجزه عن أداء حقه وتقصيره فيه، والاعتراف بأنه عبده الذي ناصيته بيده وفي قبضته، لا مهرب له منه، ولا ولي له سواه، ثم التزام الدخول تحت عهده - وهو أمره ونهيه - الذي عهده إليه على لسان رسوله، وأن ذلك بحسب استطاعتي، لا بحسب أداء حقك، فإنه غير مقدور للبشر، وإنما هو جهد المُقِلِّ، وقدرُ الطاقة، ومع ذلك فأنا مصدِّقٌ بوعدك الذي وعدته لأهل طاعتك بالثواب، ولأهل معصيتك بالعقاب، فأنا مقيمٌ على عهدك، مُصدِّقٌ بوعدك.
ثم أفزع إلى الاستعاذة والاعتصام بك من شر ما فرطتُ فيه من أمرك ونهيك؛ فإنك إن لم تعذني من شره، وإلا أحاطت بي الهلكة، فإن إضاعة حقك سبب الهلاك، وأنا أقر لك وألتزم بنعمتك علي، وأقر وألتزم وأبخع بذنبي، فمنك النعمة والإحسان والفضل، ومني الذنب والإساءة، فأسألك أن تغفر لي بمحو ذنبي، وأن تعفيني من شره، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
فلهذا كان هذا الدعاء سيد الاستغفار، وهو متضمنٌ لمحض العبودية.
فإن خلص له عمل وحال مع الله، وصفا له معه وقتٌ= شاهد منة الله عليه به، ومجرد فضله، وأنه ليس من نفسه، ولا هي أهل لذلك، فهو دائما مشاهدٌ لمنة الله عليه، ولعيوب نفسه وعمله؛ لأنه متى تطلبها رآها.
وهذا من أجلِّ أنواع المعارف وأنفعها للعبد، ولذلك كان سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
فتضمن هذا الاستغفار الاعترافَ من العبد بربوبية الله، وإلهيته وتوحيده، والاعتراف بأنه خالقه، العالم به، إذ أنشأه نشأة تستلزم عجزه عن أداء حقه وتقصيره فيه، والاعتراف بأنه عبده الذي ناصيته بيده وفي قبضته، لا مهرب له منه، ولا ولي له سواه، ثم التزام الدخول تحت عهده - وهو أمره ونهيه - الذي عهده إليه على لسان رسوله، وأن ذلك بحسب استطاعتي، لا بحسب أداء حقك، فإنه غير مقدور للبشر، وإنما هو جهد المُقِلِّ، وقدرُ الطاقة، ومع ذلك فأنا مصدِّقٌ بوعدك الذي وعدته لأهل طاعتك بالثواب، ولأهل معصيتك بالعقاب، فأنا مقيمٌ على عهدك، مُصدِّقٌ بوعدك.
ثم أفزع إلى الاستعاذة والاعتصام بك من شر ما فرطتُ فيه من أمرك ونهيك؛ فإنك إن لم تعذني من شره، وإلا أحاطت بي الهلكة، فإن إضاعة حقك سبب الهلاك، وأنا أقر لك وألتزم بنعمتك علي، وأقر وألتزم وأبخع بذنبي، فمنك النعمة والإحسان والفضل، ومني الذنب والإساءة، فأسألك أن تغفر لي بمحو ذنبي، وأن تعفيني من شره، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
فلهذا كان هذا الدعاء سيد الاستغفار، وهو متضمنٌ لمحض العبودية.