من كتاب الزهد لهناد بن السري بن مصعب
من كتاب الزهد لهناد بن السري بن مصعب
عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
قِلْنَا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة فرأى راعيا معه غنم له، فقال: " يا راعي الغنم، أمعك لبن تسقينا " ؟ قال: نعم. قال: " فلعلك إنما تسقينا من مهانتنا ؟ " قال: لا، ولكنها جعلت لذلك فسقاهم، ثم أدبر بغنمه فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم بصره حتى ربت أنه أوحي إليه، ثم قال: " نعم المال لمن أدى حقه " قال: قلت: يا رسول الله أوفيها حق ؟ قال: " نعم، من أعطاه دخل الجنة، ومن منعه دخل النار ". قال: قلت: يا رسول الله، وما حقها ؟ قال: " في نسلها ورسلها ".
وهو في المسند للإمام أحمد عرقم 21323 بتحقيق شعيب الأرناؤوط). قال شعيب الأرناؤوط: "إسناده حسن".
(قِلْنَا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة) من القيلولة بكسر القاف وسكون اللام.
(فلعلك إنما تسقينا من مهانتنا) ؟: استفهام استنكاري من النبي صلى الله عليه وسلم، أي: هل تظن أننا نستحق أقل من غيرنا فتسقينا من فضل اللبن الذي لا تحتاجه؟ أو هل تستصغرنا فتسقينا ما تبقى بعد شربك وشرب غنمك؟
"نسلها" أي نتاجها وزيادتها (مثل أولاد الأنعام أو أرباح التجارة)، و "رسلها" أي إعارتها وإرسالها في قضاء حوائج الناس وفي سبيل الله. وقيل أيضًا "رسلها" أي إخراجها وإرسالها للفقراء والمحتاجين.