كتاب الفنون للإمام أبي الوفاء علي بن عقيل
كتاب الفنون للإمام أبي الوفاء علي بن عقيل
اجتهد أن تجعل جميع أفعالك طاعات لله، حتى اللذات ونيل الشهوات:
روي في الحديث أن الصحابة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنقضى شهواتنا ونثاب عليها؟ فقال: نعم»؛ يعنون في باب النكاح، وهذا منه صلى الله عليه وسلم يشير إلى معنى لا إلى نفس قضاء وطر الفرج، وشهوة النفس، لكن لأن في طي النكاح والمباضعة فيه اتباع سنة، وإيثار إكثار لعبيد الله في هذه الأمة، ومعلوم أن من دعا إلى الله عبدًا موجودًا، فكان جهبذًا في دعايته وهدايته، كان ممدوحًا بذلك مثابًا، فكيف بمن سعى في إيجاد عبد من عبيد الله يكثر به أمة رسول الله؛ حيث قال: « تناكحوا تناسلوا، أكاثر بكم الأمم »؟ وما أقدر المكلف أن يجعل جميع حركاته طاعات لله! كالنفقة على عياله، وأكل الطعام قصدًا إحياء نفسه، وتقويتها على طاعة الله.
لو قصد قاصد بنومه تقليل معاصيه، أو تنفير نفسه عن شر اليقظة، لكان في نومه طائعًا، فاجتهد أن تجعل جميع أفعالك طاعات، حتى اللذات، ونيل الشهوات.