فوائد من كتاب الزهد لابن المبارك 6
فوائد من كتاب الزهد لابن المبارك 6
عَن إسماعيل بن عَبد الرحمن عَن رجل من بني أسد قَالَ قَالَ عُمَر لكعب ويحك يا كعب حَدَّثَنَا حديثا من حديث الآخرة قَالَ نعم يا أمير المؤمنين إذا كان يوم القيامة رفع اللوح المحفوظ ولم يبق أحد من الخلائق إلاَّ وهو ينظر إلى عمله فيه قَالَ ثم يؤتى بالصحف التي فيها أعمال العباد قَالَ فتنشر حول العرش فذلك قوله وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا قَالَ الأسدي الصغيرة ما دون الشرك والكبيرة الشرك إلاَّ أحصاها قَالَ كعب ثم يدعى المؤمن فيعطى كتابه بيمينه فينظر فيه فحسناته باديات للناس وهو يقرأ سيئاته لكي لاَ يقول كانت لي حسنات فلم تذكر فأحب الله أن يريه عمله كله حتى إذا استنقص ما في الكتاب وجد في آخر ذلك كله أنه مغفور وإنك من أهل الجنة فعند ذلك يقبل إلى أصحابه ثم يقول هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيهْ ثم يدعى الكافر فيعطى كتابه بشماله ثم يلف فيجعل من وراء ظهره ويلوى عنقه فذلك قوله مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ ينظر في كتابه فسيئاته باديات للناس وينظر في حسناته لكي لاَ يقول أفأثاب على السيئات