من أقوال السلف في آداب طالب العلم
من أقوال السلف في آداب طالب العلم
قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: عليك...التحلي برعاية حرمته، فإن ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق، فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف، فخذ بمجامع الآداب مع شيخك في جلوسك معه، والتحدث إليه، وحسن السؤال، والاستماع، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب، وترك التطاول والمماراة أمامه، وعدم التقدم بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده، أو مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك، أو الإلحاح عليه في جواب، متجنباً الإكثار من السؤال لا سيما مع شهود الملا، فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل، ولا تناديه باسمه مجرداً، أو مع لقبه كقولك (يا شيخ فلان) بل قل (يا شيخي، أو يا شيخنا) فلا تُسمه فإنه أرفع في الأدب...والتزم توقير المجلس، وإظهار السرور من الدرس والإفادة به. وإذا بدا لك خطأ من الشيخ، أو وهم فلا يسقطه ذلك من عينيك، فإنه سبب لحرمانك من عمله، ومن ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً.
واحذر أن تمارس معه ما يضجره، ومنه ما يسميه المولدون " حرب الأعصاب " بمعنى امتحان الشيخ على القدرة العلمية والتحمل. وإذا بد لك الانتقال إلى شيخ آخر فاستأذنه بذلك، فإنه أدعى لحرمته وأملك لقلبه في محبتك والعطف عليك.
لا يأخذك الاندفاع في محبة شيخك فتقع في الشناعة من حيث لا تدري، وكل من ينظر إليك يدري، فلا تقلده بصوت ونغمة، ولا مشية وحركة وهيئة.