من أقوال السلف في آداب طالب العلم
حكمــــــة
قال العلامة العثيمين رحمه الله: طالب العلم لا بد له من التأدب بآداب نذكر منها أن يكون صدره رحباً في مواطن الخلاف الذي مصدره الاجتهاد، لأن مسائل الخلاف بين العلماء، إما أن تكون مما لا مجال للاجتهاد فيه، ويكون الأمر فيها واضحاً، فهذه لا يعذر أحد بمخالفتها وإما أن تكون مما للاجتهاد فيها مجال فهذه يعذر فيها من خالفه.
حكمــــــة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الحلم زينة العلم وبهاؤه وجماله وضده الطيش والعجلة والحدة والتسرع وعدم الثبات فالحليم لا يستفزه البدوات ولا يستخفه الذين لا يعلمون، ولا يُقلقله أهل الطيش والخفة والجهل، بل هو وقور ثابت ذو أناة يملِك نفسه عند ورد أوائل الأمور عليه، ولا تملكه أوائلها، وملاحظته للعواقب تمنعه من أن تستخفه دواعي الغضب والشهوة، فبالعلم تنكشف له مواقع الخير والشر والصلاح والفساد، وبالحلم يتمكن من تثبيت نفسه عند الخير فيؤثره، وعند الشر فيصبر عنه.
حكمــــــة
قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: ينبغي أن يعود نفسه على الصبر والحلم وكظم الغيظ، والعفو عن الناس، ليحصل له الثواب، ويستريح باله.
ومما يوصى به كتاب " حلية طالب العلم " للعلامة بكر بن عبدالله أبو زيد، رحمه الله، يقول العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: هذه الحلية مفيدة ونافعة لطالب العلم، وينبغي للإنسان أن يحرص عليها.
حكمــــــة
قال العلامة العثيمين رحمه الله: على التلاميذ أن يُحسنوا معاملة المعلم، فيكونون أمامه بمنزلة المتلقِّي الذي يقبل ما يُعطى له؛ كالعطشان أمام الساقي، أو الجائع أمام المُطعِمِ، بمعنى: أن يشعر التلميذُ أنه بحاجة إلى تعليم المدرس حتى يقبله وينتفع به، أما إذا كان أمامه وهو يرى أنه مثله، أو أحسن منه، أو أن المعلم ناقص، فإنه لن ينتفع منه، لا يمكن أن تنتفع من المعلم إلا حيثُ تجعل نفسك بمنزلة العطشان بين يدي الساقي، وإلا فلن تنتفع، وهذا شيء مُجرَّب.
حكمــــــة
قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: عليك...التحلي برعاية حرمته، فإن ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق، فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف، فخذ بمجامع الآداب مع شيخك في جلوسك معه، والتحدث إليه، وحسن السؤال، والاستماع، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب، وترك التطاول والمماراة أمامه، وعدم التقدم بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده، أو مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك، أو الإلحاح عليه في جواب، متجنباً الإكثار من السؤال لا سيما مع شهود الملا، فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل، ولا تناديه باسمه مجرداً، أو مع لقبه كقولك (يا شيخ فلان) بل قل (يا شيخي، أو يا شيخنا) فلا تُسمه فإنه أرفع في الأدب...والتزم توقير المجلس، وإظهار السرور من الدرس والإفادة به. وإذا بدا لك خطأ من الشيخ، أو وهم فلا يسقطه ذلك من عينيك، فإنه سبب لحرمانك من عمله، ومن ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً.
واحذر أن تمارس معه ما يضجره، ومنه ما يسميه المولدون " حرب الأعصاب " بمعنى امتحان الشيخ على القدرة العلمية والتحمل. وإذا بد لك الانتقال إلى شيخ آخر فاستأذنه بذلك، فإنه أدعى لحرمته وأملك لقلبه في محبتك والعطف عليك.
لا يأخذك الاندفاع في محبة شيخك فتقع في الشناعة من حيث لا تدري، وكل من ينظر إليك يدري، فلا تقلده بصوت ونغمة، ولا مشية وحركة وهيئة.
حكمــــــة
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: ينبغي على طالب العلم عموماً فيما يسمع، أو يقرأ أن لا يبادر بالاعتراض على أهل العلم الراسخين فيه فيما يوردون أو يقررون، أو يقبلون من الروايات، بل يجب عليه أن يتمهل وأن يطالع، وأن لا يعجل بالإنكار، لأن الله عز وجل يقول: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف:76] فطالب العلم قد تشكل عليه المسألة، وقد يستغرب صنيع بعض أهل العلم، فلا ينبغي له أن يستعجل وينتقد أو ينكر، أو نحو ذلك، بل يتأنى، ويتأنى حتى يستبين له وجه كلام أهل العلم، خاصة إذا كانوا من أئمة السُّنة، والراسخين في العلم المقتدى بهم،...وهذا حسن في أن طالب العلم يكون دائماً متأنياً غير عجل في مسائل العلم، أو في انتقاد أهل العلم أو نخو ذلك، فيكون متأنياً، لأن مع المستعجل الزلل.
حكمــــــة
قال عبدالرحمن بن مهدي: ما أصلى صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها.
قال أبو بكر بن خلاد: أنا أدعو الله في دبر صلاتي للشافعي.
قال يحيى بن سعيد القطان: أنا أدعو لله في صلاتي للشافعي منذ أربع سنين.
قال الإمام أبو حنيفة النعمان: ما صليت صلاة منذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه علماً، أو علمته علماً.
حكمــــــة
قال الإمام ابن حزم رحمه الله: إذا حضرت مجلس علم، فلا يكن حضورك إلا حضور مستزيد علماً وأجراً، لا حضور مستغن بما عندك، طالب عثرة تشنعها، أو غريبةٍ تشيعها، فهذه أفعال الأراذل الذين لا يفلحون في العالم أبداً.
فإذا حضرتها على هذه النية، فقد حصلت خيراً على كل حال، فإن لم تحضرها على هذه النية، فجلوسك في منزلك أروح لبدنك، وأكرم لخلقك، وأسلمُ لدينك.
حكمــــــة
قال الخطيب البغدادي رحمه الله: يجب على طالب الحديث أن يتجنب اللعب والعبث والتبذل في المجالس، بالسخف والضحك والقهقهة وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، فإنما يستجاز من المزاح يسيره ونادره وطريفه، الذي لا يخرج عن حد الأدب، وطريقة العلم. فأما مُتصله وفاحشه وسخيفه، وما أوغر منه الصدور، وجلب الشر، فإنه مذموم، وكثر المزاح والضحك يضع من القدر، ويزيل المروءة.
حكمــــــة
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان:
المتعلم ينبغي أن يكون بصورة هادئةٍ ومؤدبةٍ، ولا يكثر من الحركات...أو من الشواغل التي تشغله عن تلقى العلم.
يجلس أمام المعلم مُقبلاً عليه ليتلقى منه العلم، ولا يعرض عنه، أو يلتفت، أو يمزح أو ينشغل بل يكون مُقبلاً على المعلم بجسمه وبفكره لئلا تفوته فرصة التعلم
لا يسأل أول ما يأتي، وإنما يجلس أولاً متأدباً، ثم يسأل، وهذه صفة طالب العلم، وهذه آداب طالب العلم.