من أقوال السلف في أهمية السؤال وآدابه
من أقوال السلف في أهمية السؤال وآدابه
العلماء الربانيين يفرحون بكثرة الأسئلة، فقد أرسل أحد تلاميذ العلامة السعدي رسالة إلى الشيخ، فيها مجموعة من الأسئلة، كرر فيها اعتذارها من كثرة الأسئلة، فأجابه الشيخ برسالة له، قال فيها: أنا مسرور جداً بكثرة أسئلتكم، وممنون منها لأمور:
أولاً: ليس عندي أرغب من البحث في المسائل الدينية، والتعلم والتعليم مشافهه ومكاتبة.
ثانياً: تعرف أن الاشتغال بذلك أفضل الأعمال الصالحة، خصوصاً في هذه الأوقات التي قلً فيها الراغب وكاد العلم أن يضمحل، وهو دعامة الدين وأصل الأمور كلها. ثالثاً: اعلم ن السؤال لمسائل العلم يقع من أحد اثنين:
إما مِن مَن وقعت له حادثة في دينه أو عبادته أو معاملته من عامي أو غيره، وليس له قصد إلا حلُّ ما نزل به، والإفادة عما يعمل به، أو عن ما عمله، هل وقع على الصحة والسداد، أم على ضد ذلك، فهذا إفتاؤه وإفادته من أفضل الأعمال الصالحة، وهي متعينة، ونتيجة ذلك أن يهتدي بحادثته، فقط بالهداية الشرعية، وليس ثم نتيجة فوق ذلك، ونعم النتيجة.
ولكن أكمل من ذلك وأعظم أن يقع السؤال من طالب علم مسترشد يريد الاستفادة بنفسه والنفع لغيره، فهذا جوابه وإفادته أعظم بكثير من الأول، وأكثر فائدة وثمرة، لأنه مع مشاركته الأول في المقصود الذي ذكرنا، يزيد عليه بأنه يتنور فيما أجيب به، ويهتدي بمسألته الخاصة، وينجر إلى غيرها، ويزيد أن قصده الفائدة والإفادة، وأن العلم الذي حصل له يسعى على بقائه في ذهنه، وفي إيصاله إلى من أراد الله تعالى نفعه من جهته.