فوائد من كتاب الزهد لابن المبارك 3
فوائد من كتاب الزهد لابن المبارك 3
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أخبرني إبراهيم بن عَبد الرحمن بن عوف أنه قدم وافدا على معاوية في خلافته فقال فدخلت المقصورة فسلمت على مجلس من أهل الشام ثم جلست فقال لي رجل منهم من أنت يا فتى قلت أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عَبد الرحمن بن عوف قَالَ يرحم الله أباك أخبرني فلان - لرجل سماه - أنه قَالَ والله لألحقن بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأحدثن بهم عهدا ولا أكلمنهم قَالَ فقدمت المدينة في خلافة عثمان بن عفان فلقيتهم إلاَّ عَبد الرحمن بن عوف أخبرت أنه بأرض له بالجرف فركبت إليه حتى جئته فإذا هو واضع رداءه يحول الماء بمسحاة في يده فلما رآني استحيى مني فألقى المسحاة وأخذ رداءه فسلمت عليه وقلت له جئتك لأمر وقد رأيت أعجب منه هل جاءكم إلاَّ ما جاءنا وهل علمتم إلاَّ ما علمنا فقال عَبد الرحمن لم يأتنا إلاَّ ما قد جاءكم ولم نعلم إلاَّ ما قد علمتم قلت فما زلنا نزهد في الدنيا وترغبون ونخف في الجهاد وتتثاقلون وأنتم سلفنا وخيارنا وأصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم فقال عَبد الرحمن لم يأتنا إلاَّ ما قد جاءكم ولم نعلم إلاَّ ما قد علمتم ولكنا بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نصبر