فوائد من عدة الصابرين
فوائد من عدة الصابرين
حب الدنيا رأس الخطايا ومفسد للدين إنما كان كذلك لوجوه: أحدها: أن حبها يقتضي تعظيمها وهي حقيرة عند الله، ومن أكبر الذنوب تعظيم ما حقر الله. وثانيها: أن الله لعنها ومقتها وأبغضها إلا ما كان له فيها، ومن أحب ما لعنه الله ومقته وأبغضه فقد تعرض للفتنة ومقته وغضبه. وثالثها: أنه إذا أحبها صيرها غايته وتوسل إليها بالأعمال التي جعلها الله وسائل إليه وإلى الدار الآخرة، فعكس الأمر وقلب الحكمة فانتكس قلبه وانعكس سيره إلى وراء. ورابعها: أن محبتها تعترض بين العبد وبين فعل ما يعود عليه نفعه في الآخرة لاشتغاله عنه بمحبوبه. وخامسها: أن محبتها تجعلها أكثر هـــمّ العبد. وسادسها: أن مُحبّها أشد الناس عذاباً بها. وسابعها: أن عاشقها ومحبها الذي يؤثرها على الآخرة من أسْفه الخلق وأقلهم عقلاً، إذ آثر الخيال على الحقيقة، والمنام على اليقظة، والظل الزائل على النعيم الدائم، والدار الفانية على الدار الباقية