فوائد من الجواب الكافى
فوائد من الجواب الكافى
ما صبر عليه يوسف عليه السلام من مراودة امرأة العزيز أمر صعب جدا لقوة الداعي؟ فما قوة الداعي فيه؟ أحدها: ما ركبه الله سبحانه في طبع الرجل من ميله إلى المرأة كما يميل العطشان إلى المائ والجائع إلى الطعام. الثاني: أن أن يوسف كان شاباً وشهوة الشاب وحدته أقوى. الثالث: أنه كان عزباً لا زوجة له ولا سرية، تكسر حدة الشهوة. الرابع: أنه كان في بلاد غربة لا يتأتى للغريب فيها من قضاء الوطر ما يتأتى لغيره في وطنه وأهله ومعارفه. الخامس: أن المرأة كانت ذات منصب وجمال، بحيث أن كل واحد من هذين الأمرين يدعو إلى موافقتها. السادس: أنها غير آيبة ولا ممتنعة، فإن كثيراً من الناس يزيل رغبته في المرأة إباؤها وامتناعها. السابع: أنها طلبت وأرادت وبذلت الجهد، فكفته مؤنة الطلب وذل الرغبة إليها. الثامن: أنه في دارها وتحت سلطانها وقهرها، بحيث يخشى إن لم يطاوعها من أذاها له. التاسع: أنه لا يخشى أن تنم عليه هي، ولا أحد من جهتها، فإنها هي الطالبة الراغبة. العاشر: أنه كان مملوكاً في دارها، بحيث يدخل ويخرج ويحضر معها ولا ينكر عليه. الحادي عشر: أنها استعانت عليه بأئمة المكر والاحتيال. الثاني عشر: أنها توعدته بالسجن والصغار، وهذا نوع إكراه. الثالث: أن الزوج لم يظهر من الغيرة والنخوة ما يفرق به بينهما ويبعد كل منهما عن صاحبه. وشدة الغيرة للرجل من أقوى الموانع.