كتاب طاهر بن الحسين لابنه عبد الله
كتاب طاهر بن الحسين لابنه عبد الله
دع عنك شَرَهَ نفسِك، ولتكن ذخائرُك وكنوزُك التي تدخر وتكنز: البِرَّ والتقوى، واستصلاحَ الرعية، وعمارة بلادهم، والتفقد لأمورهم، والحفظ لدمائهم، والإغاثة لملهوفهم.
واعلم أن الأموال إذا اكتُنِزَتْ وادُّخِرَت في الخزائن لا تنمو، وإذا كانت في صلاح الرعية وإعطاء حقوقهم وكف الأذية عنهم؛ نمت وزكت، وصلحت بها العامة، وترتبت بها الولاية، وطاب بها الزمان، واعتُقِدَ فيها العز والمنفعة.
فليكن كَنزُ خزائنك تفريقَ الأموال في عمارة الإسلام وأهله، ووفر منه على أولياء أمير المؤمنين قِبَلَك حقوقهم، وأوفِ من ذلك حصصهم، وتعهد ما يصلح أمورهم ومعاشهم، فإنك إذا فعلت ذلك قَرَّتِ النعمة لك، واستوجبت المزيد من الله (تعالى)، وكنت بذلك على جباية أموال رعيتك وخراجك أقدر، وكان الجميعُ لما شملهم من عدلك وإحسانك أَسْلَسَ لطاعتك.
وطِبْ نفسًا بكل ما أردت، وأجهد نفسك فيما حمدتُ، وليعظم حقك فيه، وإنما يبقى من المال ما أُنفق في سبيل الله وفي سبيل حقه.
واعرف للشاكرين حقهم، وأثبهم عليه.