الزواجر عن اقتراف الكبائر - 2
الزواجر عن اقتراف الكبائر - 2
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
في صحيح البخاري عن أم العلاء امرأة من الأنصار { أنهم اقتسموا المهاجرين أول ما قدموا عليهم بالقرعة، قالت، فطار لنا: أي وقع في سهمنا عثمان بن مظعون من أفضل المهاجرين وأكابرهم ومتعبديهم وممن شهد بدرا، فاشتكى فمرضناه، حتى إذا توفي وجعلناه في ثيابه دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله تعالى، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أن الله أكرمه؟ فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما عثمان فقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير }: أي فالإنكار عليها إنما هو من حيث إنها أبرزت تلك الشهادة جازمة بها متيقنة لمقتضاها من غير مستند قطعي تعتمد عليه في ذلك، فكان اللائق بها أن تبرزها في حيز الرجاء لا الجزم كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال صلى الله عليه وسلم: { ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي قالت: فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا }: أي على جهة الجزم والتيقن، بل على جهة الرجاء وحسن الظن بالله تعالى، قالت: وأحزنني ذلك فنمت فرأيت لعثمان عينا تجري، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: ذاك عمله.